دعونا نتفق على أمر مهم للغاية أن مصر وما تشهده من تطور وبناء وتنمية وعمران وقوة وقدرة مستهدفة ببساطة لأن عدونا لا يسعده قوة وقدرة مصر وتقدمها لأن ذلك من شأنه أن يفسد أهدافه ومخططاته الشيطانية جل أهدافه أن يرى مصر ضعيفة مستكينة مريضة مهمومة بأزمات، منشغلة بمشاكل واقتصاد عقيم بلا قوة أو قدرة وبالتالى لا قدر الله يسهل ابتلاعها لذلك هل سألنا أنفسنا ماذا لو كانت مصر ضعيفة أمام ما يحدث فى المنطقة من طوفان يهدم ويسقط دولاً ويمحوها من الخريطة، ويقضى على مؤسساتها ويفكك جيوشها ثم يأتيها التقسيم من حيث تدرى ثم ماذا لو كانت مصر ضعيفة أمام ما يحاك ويراد لها، أمام مطالب قوى الشر فى اقتطاع أرضها وبشكل مباشر، قوى الشر والمشروع الصهيو ـ أمريكى هدفه سيناء من أجل تجهير وتوطين الفلسطينيين فيها، لكن قوة وقدرة مصر قيادة وشعباً وجيشاً تقف حجر عثرة أمام هذا المخطط الشيطانى والرئيس عبدالفتاح السيسى قالها بشكل واضح يا سيناء تبقى مصرية يا نموت على أرضها، وقال لن نفرط أو نتنازل عن حبة رمال مصرية والسؤال هل يرضى أو يوافق المصريون على التنازل عن حبة رمل من أرض سيناء؟ الإجابة معروفة نفس ما قاله الرئيس نموت ولا نفرط فى سيناء لذلك تشتد على مصر حملات ضارية، سواء بالتهديدات والمخاطر والحرائق من حولنا كما نرى فى ليبيا والسودان، وفلسطين فى الشرق وفى البحر الأحمر، وأحياناً شرق المتوسط، وأيضاً محاولات الابتزاز والتركيع من خلال السد الأثيوبي، وهو ما يعكس أن مصر تواجه تهديدات غير مسبوقة، والسؤال المهم هنا، ماذا لو كانت مصر ضعيفة مستكينة عاجزة ولم تبن القوة والقدرة الشاملة على مدار العشر سنوات الماضية لم تكن قوى الشر والمؤامرة تنتظر لتنقض علينا، وتحصل على ما تريد، لكن مصر قدر لها المولى عز وجل قيادة وطنية شريفة ومخلصة، صاحبة رؤية وأفكار خلاقة واستشراف المستقبل أدركت مبكراً أن الوطن يواجه أطماعاً وتهديدات وجودية لذلك كان ومازال الرئيس السيسى يسابق الزمن ولا ينام حتى يطمئن على قوة وقدرة وجاهزية الدولة المصرية لمواجهة أى تهديد خارجى أو محاولات الاعتداء على السيادة المصرية أو المساس بأرضها وحدودها وأمنها القومي، إذن نحن متفقون أن قوة وقدرة مصر وامتلاكها للردع الحاسم حال دون المواجهة المباشرة أو الصدام المباشر إذن ما البديل أمام قوى الشر والمخطط الشيطاني؟ هو أن يلجأ إلى حروب مختلفة، تسمى بالحروب الجديدة، التى تعتمد على الخداع والتضليل وتزييف الوعي، وهز الثقة بين القيادة والشعب، والتشكيك فى كل إنجاز وقوة للدولة المصرية، والتحريض على الهدم والتدمير من خلال الفوضى كما حدث فى الربيع العربى المشئوم أو مؤامرة الربيع العربى التى ابتلعت دولاً ربما لن تعود مرة أخرى وأهم وسائل الحرب الجديدة هى محاولة احتلال والسيطرة على العقول بالأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك والتشويه والتسفيه والأباطيل والاتهامات لأنها حروب رخيصة وغير مكلفة ينفق عليها بضعة ملايين من الدولارات لا تساوى ثمن طائرة أو مجموعة من الصواريخ التى تستخدم فى الحروب التقليدية أو النظامية، لذلك علينا أن ننظر إلى الواقع، ما يستهدف مصر من هذه الحروب الجديدة، نجد أنها حملات شرسة ومستمرة على مدار الساعة لا تتوقف هدفها تغييب عقل المواطن المصرى بالتزييف والابتزاز والتضليل والأكاذيب ولى ذراع الحقيقة. فعلى سبيل المثال نفترض أن شخصاً ما سافر بالفعل إلى الإسكندرية، وهذه حقيقة لكن أبواق الشر تبنى على هذه الجزئية أو المعلومة الحقيقية عشرات الأكاذيب، فإذا كان هذا الشخص سافر لزيارة أهله أو قضاء عمل ما هناك، لكن الحرب القذرة تزيف الحقيقة، وتجعل من هذا الشخص أنه سافر لممارسة أشياء معيشية ومسيئة وسيل من الفبركات والأكاذيب والتزييف إذن هذه الأكاذيب فيها حقيقة واحدة أن هذا الشخص سافر إلى الإسكندرية هكذا تكون حملات الأباطيل والتشكيك والتشويه وهذه الحقيقة أشار إليها الرئيس السيسى خلال حضوره كشف الهيئة للطلبة المتقدمين للالتحاق بكلية الشرطة، والهدف الأساسى والرئيسى من هذه الأكاذيب هو المواطن المصري، لتزييف وعيه وإقناعه بالباطل بهدم وطنه، وإسقاط دولته، وخلق فجوة بين الشعب وقيادته ومؤسسات الدولة، وهنا تتحقق أهداف قوى الشر بلا تكلفة باهظة، خاصة إذا كانت الدولة المستهدفة قوية وقادرة ويصعب التعامل أو الصدام المباشر معها.
والسؤال المهم، لماذا قضية بناء مصر والعمل على تقدمها، وإنجازاتها ونجاحاتها وتنامى قوتها وقدرتها مصدر جنون قوى الشر، وحقد الأبواق، ولماذا العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة والمدن الجديدة الأخرى تصيبهم بالجنون بالبلدى طالعة من عينهم، ولماذا محاولات تزييف وعى المصريين بأن بناء هذه المدن من ميزانية الدولة رغم أن هذا باطل وحديث إفك، بل والحكومة لا تستطيع أن تبنى مثل هذه الكيانات العملاقة من أموال موازنة الدولة لأنها لا طاقة لها بها ولكنها جاءت من رحم الأفكار الخلاقة من خارج الصندوق، فقد تم تحويل هذه المناطق قبل أن تتحول إلى مدن عالمية ذكية إلى بيئة مثالية لاستقبال الاستثمارات من خلال إعداد وتهيئة وترقيق المنطقة لتصبح جاذبة لأصحاب المال والأعمال والمستثمرين والقطاع الخاص، ومن حصيلة هذه الأموال الضخمة جرى تنفيذ هذه الكيانات العملاقة ولعل ما قاله الرئيس السيسى عن شركة «العاصمة» أن تؤجر هذه المنشآت فى العاصمة الإدارية بالمليارات وتحقق أرباحاً هائلة، ولديها حسابات فى البنوك تزيد على الـ 80 مليار جنيه ومستحقات لدى المطورين العقاريين تصل إلى أكثر من 150 مليار جنيه لكن الغريب أنه لم يذكر هؤلاء شيئاً عن الجدوى والنتائج التى حققتها العاصمة الإدارية مثلاً مثل حجم فرص العمل والمشروعات، وتحولها إلى كيان عمرانى واستثمارى وتعليمى عملاق ويتواجد فيه مقر الحكم لمصر، قيادة وحكومة وهو ما يثمن القيمة الاستثمارية فى العاصمة الإدارية وعلاقتها بالموقع الاستراتيجى وأيضاً أهميتها فى المستقبل فى ظل النمو السكانى وما هو العائد الهائل من الاستثمار فى المنشآت القديمة لمقار الحكومة والوزارات والهيئات التى انتقلت إلى العاصمة الإدارية، وما هو نوع الاستثمارات ومستقبلها وفرص العمل المحتملة والمستقبلية فى ظل تدفق الاستثمارات المحلية والأجنبية، وكيف صعدت أصول الدولة لأكثر من 10 تريليون جنيه فى النهاية ربحت مصر كياناً عملاقاً تتمناه أى دولة فى العالم دون أن تدفع مليماً من موازنة الدولة، لكن الأكاذيب والشائعات لن تتوقف فهى حرب على عقول المصريين من أجل خداعهم لكنهم لن يلدغوا من قوى الشر مرتين.
تحيا مصر