ما يجرى الآن بين الحكومة المحلية بولاية تكساس والحكومة الفيدرالية الأمريكية يحتاج إلى اعادة قراءة لتاريخ هذه الولاية على وجه التحديد ، حكمت إسبانيا تكساس لفترة طويلة ثم أقامت عليها فرنسا مستعمرة لفترة قصيرة ، بعدها قامت المكسيك باحتلال تكساس حتى عام 1836 عندما نالت الأخيرة استقلالها وأصبحت جمهورية مستقلة إستمرت لمدة 9 سنوات قبل ان تنضم رسميا إلى الولايات المتحدة وذلك فى عام 1845 لتصبح الولاية الثامنة والعشرين ، وكان انضمام تكساس إلى الولايات المتحدة سببا مباشرا فى اندلاع الحرب الأمريكية المكسيكية فى عام 1846، وكانت تكساس تعرف بأنها ولاية الرقيق قبل الحرب الأهلية الأمريكية ، وفى بدايات عام 1861 قررت تكساس الانفصال عن الولايات المتحدة ، قبل ان تعود مجددا فى نفس العام بعد ان وضعت الحرب الأهلية أوزارها ودخلت فى حالة ركود عظيم ، اليوم لابد وان نعرف ان مساحة تكساس تزيد بنسبة 10٪ عن مساحة فرنسا وتصل إلى ضعف مساحة ألمانيا واليابان وتحل فى المرتبة الثانية بين الولايات الأمريكية بعد ولاية ألاسكا المتنازع عليها بين روسيا وأمريكا ، كما ان عدد سكان تكساس يقترب من 30 مليون نسمة وهى فى المرتبة الثانية بعد ولاية كاليفورنيا ، تعتبر تكساس هى المنتج الرئيس للنفط والغاز فى الولايات المتحدة وإذا أصبحت تكساس دولة مستقلة ستحل فى المرتبة الثالثة على مستوى العالم فى احتياطيات البترول بعد السعودية وروسيا ، الناتج الإجمالى للولاية يجعلها تحل فى المرتبة الثامنة على مستوى اقتصادات العالم ، اليوم تعود طيور الانفصال لترفرف فوق سماء تكساس من جديد ، القصة بدأت من خلال فتنة الأسلاك الشائكة التى أقامتها حكومة تكساس على حدودها مع المكسيك لمنع موجات الهجرة التى تقدر بعشرة آلاف مهاجر يوميا ، هذا القرار اعترض عليه البيت الأبيض واشتعل النزاع بين الحكومة المحلية والفيدرالية وتم اللجوء للمحكمة الفيدرالية التى حكمت بازالة هذه الأسلاك الشائكة ، هنا اعترض حاكم الولاية ورفض ازالة الأسلاك الشائكة ، فقررت الحكومة الفيدرالية ازالتها بالقوة وارسلت الدبابات والآليات للقيام بهذه المهمة ، فى هذه الأثناء ارتفع صوت الانفصال والاستقلال من جديد ، وهنا تطرح التساؤلات التالية :-
– هل تأتى هذه الأحداث فى إطار الصراعات الانتخابية والحزبية بين ترامب وبايدن خاصة فى ملف الهجرة؟
– هل تأتى هذه الأحداث فى إطار مؤامرة خارجية تقف خلفها روسيا او الصين لتفتيت الولايات المتحدة من الداخل؟
– هل تأتى هذه الأحداث فى إطار حراك طبيعى من حكام الولاية للخروج من الاتحاد الأمريكى والاستقلال ؟
كل ما يجرى يؤكد ان العالم مقدم على مرحلة خطيرة وخطيرة جدا.