الكرة فى العالم تسعد الناس والجماهير وتمدهم بالطاقة الإيجابية لمزوالة حياتهم اليومية بسعادة.. أما الكرة فى مصر فهى مصدر للبكاء والحسرة والتخاصم والتنمر وتلعب انعكاساتها على حياتنا بكل أشكال الحياة التعيسة.
الكرة فى العالم المتحضر يقودها أناس تسلحوا بالعلم والمعرفة ويؤمنون بالدور الذى يقومون به لخدمة المنظومة والمنتمين إليها بكل طوائفهم.. أما عندنا فيكتم أنفاسها أناس ما أنزل الله بهم من سلطان يتسابقون على تصدير الاكتئاب للناس ويمارسون كل أنواع الفساد المادى منه والمعنوى إلا من رحم ربي.
الكرة فى العالم المتحضر مرآة نظيفة تعكس التطور والتآلف بالعلاقات الجيدة تغلفها الروح الرياضية فى معظم أوقاتها.. وعندنا خلعت عباءة القوى الناعمة وحتى الأمن القومى للبلاد وارتدت ثوب التربح.
الشارع الرياضى كله يبكى المرحوم أحمد رفعت نجم المنتخب الوطنى والذى راح ضحية إهمال جسيم.
كل يوم بل كل لحظة نرى الفساد فى الوسط الكروى يطل برأسه دون رادع لدرجة قويت معها شوكة مافيا الفساد برائحتها الكريهة التى تزكم الأنوف وتبعد المخلصين عن التواجد فى هذا الوسط .
قلنا وسنقول مراراً إن الحال لن ينصلح إلا عند تطبيق العدل والنيل من الفاسدين وكل من يساندهم مهما قويت شوكتهم.. فمصر أكبر من أى كائن يعيش على أرضها والقانون أقوى من أى شخص مهما كانت كينونته.
لكن عدم تطبيق القانون بشكل عادل على الجميع يجعل الأمر من أكبر المفاسد لأنه يجعل الظالم يزيد من فجره والطاغى يمرح فى طغيانه والإنسان العادى غير «المسنود» يعيش مظلوماً إلى أن يأذن الله أمراً كان مفعولاً.
إن وفاة أحمد رفعت أكبر تحد يواجه الرياضة المصرية وكرة القدم بشكل خاص فى هذا التوقيت وإذا مر الأمر هذا دون محاسبة حقيقية وعادلة فلن تكون الرياضة فقط فى خطر حقيقى بل سيكون المجتمع كله فى خطر وسيفقد الكثيرون الثقة فى ثوابت هذا المجتمع الذى أصبح فى بعض المواقف المهمة والصعبة سنداً للظالمين والطغاة والفاسدين الذين يبكوننا طول الوقت لأنهم لم يجدوا من يردعهم.
لن أتناول أسماء بعينها تحوم حولهم شبهة التورط فى القتل المعنوى لهذا النجم الشاب وسأترك مع الكثيرين الدور للقضاء النزيه لكى يكشف الحقائق بكل شفافية وهو القضاء الشامخ الذى له أياد بيضاء كثيرة خاصة فى القضايا التى تتعلق بالأمن القومى للبلاد.
والله من وراء القصد.