«أجل إن ذا يوم لمن يفتدي مصرا..
فمصر هي المحراب والجنة الكبرى
حلفنا نولي وجهنا شطر حبها.. وننفد فيه الصبر والجهد والعمرا»
هذه الأبيات مطلع قصيدة الشاعر الكبير إبراهيم ناجي، والتي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم لتعبر عن أبناء مصر، وإخلاصهم لهذا الوطن الكبير القوى بأبنائه.
لكن فرضت علينا حروب الجيل الخامس، وهي الحرب التي تُنفذ في المقام الأول من خلال العمل العسكري غير الحركي، مثل الهندسة الاجتماعية، والتضليل، الهجمات الإلكترونية، إلى جانب التقنيات المستجدة مثل الذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة تماماً، والتى تتميز بـ”ساحة المعركة الموجودة في كل مكان”، وحقيقة أن الأشخاص المشاركين فيها لا يستخدمون بالضرورة القوة العسكرية، وقد وصف دانيال أبوت حرب الجيل الخامس بأنها حرب “معلومات وإدراك”. فلا يوجد تعريف متفق عليه على نطاق واسع لحرب الجيل الخامس.
ومع إدراك القيادة المصرية لهذه التحديات الكبيرة لم تقف عند الطرق المعتادة أو التقليدية في التسليح والتجهيز المطلوب واللائق بل والكافى للدفاع عن الوطن وحماية مواطنيه، ولكنه امتد لتغيير في برامج التأهيل والتدريب للقوات المسلحة والقوات الشرطية، وامتد أيضا ليشمل “الحراس الجدد للوطن” وهم شبابها يدًا بيد مع الجيش والشرطة، كمؤسسات وطنية أثبتت أنها درع الوطن وسيفه والقادرة على حمايته، حتى يكون لدى مصر أجيالًا شابة قادرة على حماية أمنها المعلوماتى وبيانات المواطنين من التلاعب والابتزاز الإلكترونى.
فكانت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى، في افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية الحكومية: ” أدعو الأسر المصرية لتغيير بوصلة تعليم أبنائها للمجال الرقمي”.
وتعهّد الرئيس بتعليم الطلاب مجالات التكنولوجيا والاتصالات، قائلًا: “لو في 2000 طالب طبقا للمعايير المحددة مستعدين يتعلموا ويدخلوا المجالات دي أنا مستعد وهنعلمهم”.
وجاء قرار وزير الاتصالات تنفيذًا لدعوة الرئيس بتأهيل شباب الخريجين لمهارات الحروب الإلكترونية بإطلاق مبادرة “مهارات سيبرانية” التى تستهدف إعداد جيل جديد من الكوادر فى مجال الأمن السيبرانى الذى يُعد من ضمن أكثر التخصصات طلباً فى سوق العمل، والبداية تأهيل ١٠٠٠ طالب جامعى سنوياً للتوظيف مباشرة بعد التخرج من الجامعة فى هذا المجال وذلك من خلال توفير مناهج عملية تتلاءم مع متطلبات سوق العمل، لتقليص الفجوة بين العرض والطلب على مستوى الكوادر البشرية المتخصصة فى الأمن السيبرانى.
فالحروب التقليدية لم تعد هى الخطر الوحيد على أمن وسلامة الوطن، مع التقدم التكنولوجى تطورت لأشكال آخرى وحروب تحتاج لجيل قادر على التصدي والردع.