حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الطلاب والطالبات المتقدمين للالتحاق بأكاديمية الشرطة السبت الماضي، هو السياق الأمثل لبناء الوعى والفهم الصحيح، جاء شارحاً ببساطة، وبلغة سهلة للتحديات التى تواجه الدولة المصرية على مختلف الأصعدة وفى الكثير من المجالات، واستعرض الحالة المصرية بوضوح، وصدق، وكلام خرج من القلب، يجسد ما قامت به الدولة، وما ينتظرها فى المستقبل، وما هو مطلوب ونحتاجه لبلوغ الأهداف وأبرز التحديات فى الداخل والخارج، ورؤية البناء والتنمية وكيف استفادت الدولة المصرية مما هو متاح لديها من موارد، وكيف تجاوزت محدودية الموارد والقدرات من خلال الأفكار الخلاقة أو ما يطلق عليه الأفكار من خارج الصندوق. والمثل واضح فى بناء المدن الجديدة وعلى رأسها الأيقونة المصرية، العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين، والمنيا، وبنى سويف وغيرها من المدن الجديدة، وكيف أن الدولة أو موازنتها لم تتحمل مليماً واحداً من تكلفتها، ولكنها جاءت عبر تطوير وتهيئة هذه المناطق لجذب الأعمال والاستثمارات ورفع قيمة الأراضى لتكون مصدر تمويل جديداً لبناء هذه القلاع فى العاصمة الإدارية، سواء المنشآت الحكومية، أو حى المال والأعمال ومدينة الفنون، ومسجد مصر، والكاتدرائية حتى المبانى الرئاسية، جميعها ملك لشركة العاصمة، والتى تحقق إيرادات وأرباحاً كثيرة وفى النهاية جميعها ملك للدولة المصرية وهو ما سنتناوله فى مقال مخصص للحديث عن «حصاد الأفكار الخلاقة».
حديث الرئيس السيسى فى أكاديمية الشرطة قولاً واحداً، هو السياق الذى نحتاجه للوصول إلى عقول الناس، والتصدى لحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك، ومن هنا على الحكومة أن تتحرك فى هذا الاتجاه بالتواصل مع الناس بنفس مفردات وسياق الرئيس السيسي، ولدينا فرصة ذهبية للخروج إلى الإعلام، أو عبر اللقاءات والندوات وكما أن معرض القاهرة الدولى للكتاب على بعد أيام، فلماذا لا تكون الحكومة حاضرة بين الجماهير الغفيرة من مختلف فئات الشعب المصرى المتوافدة على المعرض، وتذاع على الهواء مباشرة، ولماذا لا يخرج الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء ليستلهم سياق الحديث الرئاسي، ببساطته ووضوحه واختراقه للعقل والوعى والدكتور مدبولى ملم بكافة التحديات والأرقام والبيانات وعرض كافة الجوانب ولتشخيص دقيق للحاضر، وملامح المستقبل.
الرئيس السيسى تحدث بقلب وعقل مفتوح مع شباب مصرى مفعم بالأمل الانتماء فى كل شيء يهم المواطن المصري، وكيف عملت الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية، من الاستثمار فى مجال البنية التحتية والأساسية، والاستفادة من موارد مصر فى مجال الطاقة مثل الرياح والشمس، وأيضاً قدراتنا فى إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيات وأيضاً الزراعة، وأنه سيضاف إلى الرقعة الزراعية المصرية حتى عام 6202 حوالى 4 ملايين فدان، وكيف واجهت الدولة المصرية تحدى التعدى على أجود الأراضى الزراعية، وأيضاً ما شهدته الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط من تطوير وتحديث للقديم، وبناء موانئ جديدة بأسلوب عصرى وعالمى للاستفادة بقدر كبير من تجارة الترانزيت واللوجستيات وإقبال الاستثمار الأجنبي، وحققت نجاحات كبيرة، ثم عرض الرئيس السيسى التحديات المهمة مثل احتياج مصر إلى أكثر من تريليون دولار سنوياً للإنفاق على الارتقاء بالخدمات مثل التعليم والصحة وغيرها وما شهدته مصر من تطوير التعليم الجامعي، ووصول عدد الجامعات إلى ما يقرب من 001 جامعة تقدم تعليماً متميزاً، وتوفير ما يقرب من مليار دولار سنوياً فى ظل ما كان موجوداً من سفر ٠٣ ألف طالب مصرى لتلقى التعليم فى الخارج وأيضاً تحدى الزيادة السكانية التى تضغط على تطوير ما يقدم للمواطن، من خدمات، والتأكيد على التركيز على الصناعة كهدف استراتيجى ومصيرى وفارق فى مستقبل هذا الوطن.
من أهم الرسائل التى أكد عليها الرئيس السيسى أن استمرار مصر فى تحقيق نفس معدلات النمو الاقتصادى خلال الـ 01-51 عاماً القادمة سوف ينقلها إلى منطقة ثانية ومختلفة وهذا أمر يعكسه الواقع الذى تعيشه مصر، والجهود والمشروعات والإرادة وما تشهده من تطورات وطفرات فى مجالات واعدة تخلق فرصاً ثمينة تخاطب احتياجات العالم المتقدم، وأيضاً تحقق للمستثمرين الأجانب والقطاع الخاص فى مصر نجاحات ربما لا تتوفر فى دول أخري.
من أهم الرسائل فى حديث الرئيس السيسى خلال زيارته لأكاديمية الشرطة، أن مصر دولة لها خصوم وأعداء، ليس من مصلحتهم أن مصر تتحول إلى دولة قوية ومتقدمة خاصة فى ظل ما يجرى فى مصر من نجاحات وإنجازات ومعدلات للنمو، وحالة الحراك الاقتصادى والتنموى ودخول مصر مجالات غير مسبوقة وتحقيق طفرات فى مجال القوة والقدرة، والطاقة الجديدة والمتجددة والنظيفة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمدن الجديدة الذكية والبنية التحتية والموانئ العالمية، والزراعة، وأيضاً هذا التطور والإصرار على تحقيق نجاحات فى مجال الصناعة، وفرص عظيمة لجذب الاستثمارات.
قول الرئيس السيسى «إن مصر لها خصوم لا يريدون لها أن تكون كويسة» يذكرنى بمقولته «كلما سعت مصر للتقدم حاولوا كسر قدميها» وهذا هو سر الحملات الضارية والشرسة على مصر من كل صنوف الحروب.. أكاذيب وشائعات، وتحريض وتشكيك وتشويه لكل إنجاز، ومحاولات لدفع الإرهاب والفوضي، وضغوط وابتزاز وإشعال الحرائق على جميع حدودها فى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وحتى نفهم ما قاله الرئيس السيسى بشكل أكثر ليس مطلوباً أن تنجح مصر وتتقدم وتقوى وتمتلك القدرة وتنتقل من مصاف الدول النامية إلى الدول ذات الاقتصادات القوية، والمؤشرات والتوقعات التى تتحدث عنها كبريات المنظمات الاقتصادية تشير إلى ذلك وفق معدلات النمو المصرية المتصاعدة لذلك فالحرب شرسة على مصر.
تريد تعطيلها وإيقافها، واستدراجها وتحريض شعبها وتزييف وعيه بالأكاذيب والشائعات لأن قوى الشر لا تستطيع أن تواجه أو تصطدم مع مصر بشكل مباشر لذلك على الشعب المصرى أن ينتبه جيداً أو يعى ويدرك ويفهم ما يحاك لمصر وهذا هو الرهان الحقيقى رغم أن مصر لديها جيش قوى وعظيم وشرطة وطنية.