وأيام الصحافة.. و«كله فى الحج».. وفات الميعاد..!
حديث دائر فى مواقع التواصل الاجتماعى وعلى بعض المنصات الإعلامية.. حديث يتسم بالسطحية وبالجهل يختلق ويفتعل مواقف وسياسات وأهدافاً لا وجود لها على أرض الواقع.. حديث يحاول اختلاق أزمة وأزمات فى العلاقات العربية ومع وبين الأشقاء.
ويخطئ من يعتقد أن مصير ومستقبل السعودية يختلف عن مصير ومستقبل مصر.. ويخطئ من يعتقد أن مصير ومستقبل الإمارات العربية يختلف عن مصير مصر والسعودية.. ويخطئ من يعتقد يوماً أن مصير ومستقبل مصر يختلف عن السعودية والإمارات.. نحن جميعاً فى قارب واحد.. نجدف معاً نحو صياغة وصناعة مستقبل أكثر ثباتاً واستقراراً لنا جميعاً ولأجيالنا القادمة.
وأقول ذلك وأكتب فى هذه القضية المصيرية من متابعة لجدال عقيم وتعليقات متبادلة لا تتسم بالعقل والمسئولية على مواقع التواصل الاجتماعى تغذيها وتنفخ فى نيرانها جهات تحريضية تستهدف الإيقاع بالجميع وتحويلها إلى مباراة فى التعصب وفى الجهل وفى التشجيع الجنونى الذى يتجاوز كل الحدود.
وأقول ذلك بمناسبة بعض الحوادث الفردية الناجمة عن قصور فى الفكر والإدراك والتى يتم تضخيمها وتهويلها وكأنها تعكس مواقف معينة وكأنها تترجم سلوكيات شعوب بأكملها.
ونكتب من واقع المسئولية والمصلحة الوطنية والقومية ونحذر من الانزلاق فى هذه المتاهات التى تقود إلى الهاوية والتى هى الباب للفتن والخلافات والتى تفتح الباب أمام نعرات تتسم بالتعصب والجهل وتغلق كل الطرق أمام المفاهيم الصحيحة لعلاقات الأشقاء التى يجب أن تسمو وترتفع فوق أفعال الصغار.
وحين نقول ذلك فإننا على ثقة كاملة بأن هذه التجاوزات «الفردية» فى حقيقتها قد تحمل نوعاً من «العتاب» أو نوعاً من «العشم» أو نوعاً من «المحبة الزائدة».. أو نوعاً من القراءة الخاطئة للأحداث ولكنها فى مجملها تعكس الغيرة والحب والبحث عما هو أفضل وأقوى لعلاقات الأشقاء الذين يربطهم المصير الواحد.. والوطن العربى الكبير.
>>>
ونعود لحواراتنا اليومية وحديث من الذكريات عن الأيام التى كانت فيها الناس تتعرف على المسئولين من صورهم المنشورة فى الصحف.. وكانت الصحافة هى مصدر كل الأخبار..! الآن باتت الناس لا تعرف أسماء عدد كبير من المسئولين ولا تتعرف على صورهم لأن الناس لم تعد تهتم بالقراءة كثيراً.. واكتفت بمصادر أخرى للحصول على الأخبار..!
وما يحدث ساهم فى إيجاد فراغ فى الساحة ما بين الجهات التنفيذية والقاعدة الجماهيرية.. فالوسائل الإلكترونية فى المعرفة والأخبار لم تكن فى معظمها جيدة التوصيل فى شرح كافة الأبعاد.. ولم تكن كافية للإقناع والتحليل بقدر ما كانت مجرد عناوين وأخبار مبتسرة لا تقدم كل المعلومات الوافية كما أنه يتم التعامل معها من منظور وأهداف ناقل الخبر.
ونقولها نقولها للأمانة المهنية.. لابد من وجود صيغة مناسبة ملائمة تحقق المصلحة العامة.. تضمن وصول الرسالة وتضمن أن يكون هناك أمانة فى العرض والتحليل.. لابد من صيغة وأفكار جديدة للحفاظ على الصحافة لأداء دورها وزيادة مساحة تأثيرها وانتشارها.. والجميع عليهم أن يتعاونوا فى ذلك..!
>>>
و«كله فى الحج الآن».. وكله ينشر صوره على صفحاته الشخصية وهو يصلى ويدعو ويبتهل ويبكى ويطوف.. كله يقول كلاماً عظيماً فى رحاب الأماكن المقدسة.. كله تحسبه سيعود لكى يعتكف ما بقى له من حياة.. وكله يعود ويصبح «حاجاً»، وكلام الليل كما يقول المثل «مدهون بزبدة يصبح عليه النهار يسيح»!! يعنى بعدها بأيام يعود الناس إلى الحياة وتأخذهم الدنيا بزخارفها.. وتبدأ التجاوزات والمعاصى من جديد.. وهوه ده حال الدنيا.. ولهذا فهى دنيا.. وهذا حالنا جميعاً.
>>>
ويسألني.. ماذا تريد من الدنيا؟ ولماذا تواصل الكتابة.. وعلى ماذا سوف تحصل..؟
وياسيدي.. نحن نقاوم خريف الأيام حتى لا نسقط.. نحن نقاوم الغياب والعزلة والخيبات ولا نترك كل هذا يطيح بنا أرضاً.
ياسيدي.. نحن نكتب لأن الكتابة بالنسبة لنا هى الحياة.. ولأن الكلمة أمانة.. والكلمة مسئولية.. والكلمة ضمير صاحبها.. وكلمة الحق هى ما يكفينا لكى نوقن بأن مازال للجسد قلب ينبض.. ويحمل الحب لكل البشر وما أعظمه من شعور هو إكسير الحياة.
>>>
وشيء ما فى فريق «بيراميدز» لكرة القدم يحول بينى وبين التعاطف معه أو تقديم التهنئة له لفوزه بدورى أبطال أفريقيا..!!
>>>
وكتب مرسى جميل عزيز رائعته «فات الميعاد».. ولحنها العبقرى بليغ حمدي.. وتجلت فيها الست أم كلثوم وهى تشدو.. ياما كنت أتمنى أقابلك بابتسامة أو بنظرة حب أو كلمة ملامة.. أنا نسيت الابتسام.. زى ما نسيت الآلام.. والزمن بينسى حزن وفرح ياما.. إن كان على الحب القديم.. إن كان على الجرح الأليم.. ستاير النسيان نزلت بقالها زمان.. وإن كان على الحب القديم وأساه.. أنا نسيته أنا.. ياريت كمان تنساه.. تفيد بإيه ياندم.. وتعمل إيه ياعتاب.. طالت ليالي.. ليالى الألم واتفرقوا الأحباب واتفرقوا.. وكفاية بقى تعذيب وشقى ودموع ف فراق ودموع فى لقي..!
وآه ياست.. تفيد بإيه ياندم.. وتعمل إيه ياعتاب..!!
>>>
وأخيراً:
>> أحب من يحبنى ولكن
أعشق من يهتم بي.
>>>
>> وأحياناً نحتاج شخصاً
نخبره عن حالنا الحقيقي.
>>>
>> وعلى الإنسان ألا ينبش
فى الذاكرة إذا أراد أن يعيش سعيداً.
>>>
>> وبطريقة ما سيصلح الله كل شيء فلا تحزن.