الحادث الأليم الذى وقع خلال سباق للدراجات عندما صدمت اللاعبة شهد سعيد زميلتها جنة عليوة.. كشف عن قوة تأثير مواقع التواصل على كل شيء فى المجتمع وتغولها على وسائل الإعلام لدرجة أنها أصبحت تجبر البعض على اتخاذ قرارات ومواقف هم أول من يعلمون إنها ليست هى القرار الصحيح أو الموقف الأمثل.. ولكنهم لا يريدون السباحة عكس تيار الرأى العام الجماعى الذى شكلته «السوشيال ميديا» وفرضته بديكتاتورية على الجميع!!
فى البداية لابد أن نؤكد تعاطفنا مع «جنة عليوة» التى أصيبت فى الحادث.. وهى الوحيدة التى من حقها أن تتهم زميلتها بتعمد ايذائها لأنها الضحية.. أما من هاجموا «شهد» على مواقع التواصل وشنوا ضدها حملة منظمة من البرامج الرياضية.. فهؤلاء بعضهم فعل ذلك بحسن نية جرياً وراء عاطفته والأغلب لم يراع المهنية فى التعامل ولم يفكر قليلاً ويجيب عن الأسئلة التى يمكن أن تجعل الحقيقة أكثر وضوحاً وتقربنا أكثر للأخلاق الرياضية التى كانوا يتباكون عليها وهم أول من يخالفها!!
الغريب فى الأمر.. إنه لم يسأل أحد ممن تصدوا للمشكلة.. لماذا تم اثارة الموضوع فى هذا التوقيت من شهر يوليو وقبل أيام من أوليمبياد باريس، بينما الحادث الذى وقع فى سباق الجمهورية للدراجات كان يوم 28 إبريل الماضى أى منذ أكثر من شهرين تم خلال هذه المدة التحقيق فى الواقعة ومعاقبة شهد بتوقيع غرامة مالية وحرمانها من المشاركة فى البطولات المحلية لمدة عام وانتهى الأمر وقتها فمن وراء إعادة القضية للنور.. ولماذا دارت «عجلة» الانتقام من شهد بأقصى سرعة لمنعها من السفر إلى باريس.. من الذى بدأ هذه الحملة المنظمة؟!
السؤال الثاني: هل كان فوز جنة أو شهد فى هذا السباق سيؤهلهما للسفر إلى باريس؟!.. الإجابة بالطبع لا لم يكن ينفع «جنة» فوزها بالسباق لأنه غير مؤهل للأوليمبياد.. أما شهد فإنه سبق وأن تأهلت بالفعل إلى أوليمبياد باريس قبل هذا السباق بأسبوعين أى أن هزيمتها لم تكن تمنع مشاركتها مع البعثة المسافرة وفوزها لن يزيدها شيئاً فلماذا تتعمد إيذاء زميلتها؟!
السؤال الثالث.. إذا كنا نبحث بالفعل عن الأخلاق الرياضية فلماذا لم يقم المسئولون والمدربون فى اتحاد الدراجات باصطحاب «شهد» عقب الحادث والذهاب إلى المستشفى للاطمئنان على «جنة» والاعتذار لها وتطييب خاطرها وتمنى الشفاء لها.. لو حدث ذلك وقتها ألم يكن الأمر قد انتهى فى مهده.. خاصة وأن وقوع حوادث التصادم معتاد فى سباقات الدراجات والسيارات لكن المهم ألا يكون هناك أى تعمد للايذاء وهو ما أكدته اللاعبة «شهد» وكان يمكن أن تتقبله «جنة» فى نفس اليوم!!
السؤال الرابع المهم.. هل لو كانت «شهد» لاعبة الدراجات تمثل الأهلى أو الزمالك كان سيتم مهاجمتها بقسوة وبهذا العنف والمطالبة بمنعها من السفر إلى الأوليمبياد حلم أى رياضى فى العالم.. فكم من لاعب كرة تسبب فى إيذاء زميل فى الملعب وأصابه برباط صليبى ووجد من يدافع عنه وقال عاقبوه ولكن لا تقتلوه، وذلك لأن وراءه ناديه فى ظهره ويحميه.. ألم يكن رضوخ الإعلام واللجنة الأوليمبية واتحاد الدراجات إلى حوارات «السوشيال ميديا» والحكم باستبعاد «شهد» من السفر إلى باريس قبل أيام من تحقيق حلمها قتلاً معنوياً لشابة فى العشرينيات من عمرها مما أحبطها وأدى لإعلان اعتزالها!!
بالتأكيد.. كلنا ندافع عن الأخلاق الرياضية.. ولكن الأسئلة التى تطرحها «حدوتة شهد وجنة» لو تم الإجابة عليها بموضوعية وعقلانية لتوصلنا إلى عدم وجود أى مبرر لتعمد «شهد» إيذاء زميلتها.. وكان يكفى العقوبة التى نالتها وأن يتم الصلح بين اللاعبتين بتدخل الحكماء فى اتحاد الدراجات خاصة وأنهما فى بداية مشوارهما وأمامهما المستقبل وحرام أن نحرم شابة وصلت بجهدها إلى الأوليمبياد قبل الحادث من السفر إلى باريس لمجرد الشبهات والكلام على المواقع.. أما «جنة» فنرجو لها الشفاء العاجل وأن تستكمل العلاج بنجاح لتكون بطلة فى الأوليمبياد القادم بإذن الله.. ونصيحة لها أن تتخلص من اللهجة الحادة ونبرة التهكم على زميلتها!!
وهمسة فى أذن وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأوليمبية إذا كانت اللجنة قد عدلت قرارها من مشاركة شهد إلى استبعادها.. فهل يمكن مراجعة الأمر خاصة إذا ثبت عدم وجود تعمد.. أما إذا تعذر ذلك فيمكن اصطحاب «شهد وجنة» للسفر مع البعثة إلى باريس لمشاهدة مسابقات الدراجات وتعويضهما عما لحق بهما.. وبالنسبة للمسئولين فى اتحاد الدراجات فعليهم قبل تدريب اللاعبين واللاعبات الحرص على زرع المحبة بينهم وعلى تعليمهم الأخلاق الرياضية والمنافسة بشرف حتى تعود «العجلة» للدوران ونحصد الميداليات الأوليمبية!!
هل تسمح المؤسسات الأمريكية بعودة ترامب للبيت الأبيض؟!
>> يعلم الجميع ان فى أمريكا مؤسسات هى التى تحدد سياسات واستراتيجيات الدولة.. ودور أى رئيس أن ينفذها مع السماح له بهامش حرية لاتخاذ قرارات تكتيكية لكنها لا تمس الثوابت التى تتفق عليها تلك المؤسسات!!
وهناك إيمان راسخ لدى الرئيس السابق دونالد ترامب بأن هذه المؤسسات أو الأجهزة هى التى أسقطته عمداً فى الانتخابات السابقة عام 2020 وقامت بتزوير رغبة المواطنين مما أدى لنجاح الرئيس بايدن!!
أثارت محاولة اغتيال ترامب وإطلاق الرصاص عليه منذ أيام خلال اجتماع انتخابى العديد من التساؤلات لدى الأمريكيين قبل غيرهم.. وهم يريدون معرفة من وراء الحادث.. وهل كان للرئيس بايدن وإدارته علاقة به أم ان الأجهزة والمؤسسات المتحكمة فى الدولة هى التى فعلتها.. وهل تواطأت الشرطة والأمن لطمس الحقيقة بقتلها الشاب الذى أطلق النيران بدلاً من القبض عليه لمعرفة من وراءه.. والسؤال الأهم: هل ستسمح هذه المؤسسات بعودة ترامب للبيت الأبيض بعد أن هاجمها وفضحها واتهمها بالتزوير واختلف معها.
فهل ستقبل بأن يحكم أمريكا مرة أخرى أم انها ستمنعه بكل الوسائل رغم ان كل استطلاعات الرأى حتى الآن تؤكد انه سيكتسح بايدن؟!
كل تلك الأسئلة لن يجد لها المواطن الأمريكى إجابة وستظل لغزا مدى الحياة.. مثل من الذى حرص على قتل الرئيس الأمريكى جون كيندي.. وهل انتحرت الممثلة الهوليودية مارلين مونرو أم قتلتها مخابرات بلادها.. وغيرها من الأحداث التى دفنت أسرارها مع أصحابها ستظل محلاً للشائعات والتكهنات ولن يصل فيها أحد إلى الحقيقة؟!
أما السؤال الذى تردده شعوب العالم ولن تجد له إجابة أيضاً.. ماذا لو وقعت محاولة الاغتيال هذه فى أى دولة أخرى وأصيب فيها المرشح المعارض لرئيس هذه الدولة.. هل كانت الإدارة فى البيت الأبيض ووسائل الإعلام الأمريكية ستسكت ولا تتدخل أم انها كانت ستفرض الحصار على هذه الدولة وتطالب بسرعة التحقيق لمعرفة من وراء الحادث.. وربما جعلت جمعيات حقوق الإنسان تنتقد سلطات الأمن فى هذه الدولة لأنها لم تقم بحماية المعارض وانها قتلت الجانى ولم تلق القبض عليه.. أليس هذا ما كانت ستفعله الولايات المتحدة.. فلماذا لم نسمع دولة واحدة فى العالم طالبت أمريكا بمثل الحق الذى تعطيه لنفسها بالتدخل فى شئون الآخرين بصفتها الحارس على أمن العالم وحمايته مع انها هى التى تدمره؟!