بين مجمع الأديان والبحيرات ومتحف الحضارة وورش الحرف التراثية ومناطق حضارية جديدة
منذ وضع اساس الدولة المصرية الحديثة التى انطلقت قبل 10 سنوات بقليل شهدت هذه الفترة تغيرات كثيرة، وفيها تخطو الدولة سريعا للانتهاء من تنفيذ عدة مشروعات قومية كبري، بمواجهة ازمة التغيرات المناخية وحماية البيئة، ومشروع حدائق تلال الفسطاط واحداً من أهم المشروعات الجارى تنفيذها لخلق متنفس للمواطنين والزوار فى قلب القاهرة التاريخية والمشروع الجارى تنفيذه حاليا عند اكتماله سيكون مصدر جذب سياحى فى قلب العاصمة من خلال تحويل منطقة الفسطاط إلى متنزه بيئى وسياحى وثقافى «امام الزوار» بما تمثله الحديقة من اطلالة على تاريخ مصر خاصة مع تميز موقعها بالقرب من متحف الحضارة وبحيرةعين الصيرة ومجمع الاديان ومسجد عمرو بن العاص، بالتزامن مع اعمال التطوير الجارية بالمنطقة ضمن مشروعات تطوير القاهرة التاريخية التى تتبناها الدولة كأحد اهم مشروعات التطوير على مستوى الجمهورية بشكل عام وفى العاصمة بشكل خاص..«الجمهورية»، زارت المنطقة، واستمعت إلى المسئولين وخبراء السياحة، ونتعرف على التفاصيل فى السطور التالية:
خبراء السياحة يرون ان ما يحدث فى منطقة الفسطاط من تطوير كبير يخدم الحركة السياحية، ويعيد البريق إلى القاهرة التاريخية ويلفت انظار السياح والمصريين إلى الكنوز المتنوعة فى هذه المنطقة، وبالتالى يدعم السياحة وحركة الاقتصاد الوطني.
الخبير السياحى محمد فاروق يؤكد إن مشروع «تلال الفسطاط»يتضمن تطوير مسطحات خضراء شاسعة وإقامة حدائق عامة، وتطوير الكثير من المزارات السياحية وهو ما يتماشى مع توجه الحكومة لزيادة أعداد السائحين إلى مصر، فهو أحد المشروعات المحورية لا سيما أنه عند الصعود أعلى هذه التلال يمكن رؤية لوحة فنية غاية فى الجمال تضم معظم معالم القاهرة التاريخية.
وأضاف أن الحكومة تعمل على تسريع وتيرة تنفيذ مبادرة 100 مليون شجرة بناء على مخطط للزراعة يراعى الشكل الجمالى مع وضع آليات لاختيار أنواع الأشجار والتنفيذ والمتابعة والصيانة على مستوى المحافظات والمجتمعات العمرانية على أن يتم التنفيذ بالمشاركة الكاملة مع منظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص والمراكز البحثية.
أوضح فاروق أن حديقة تلال الفسطاط بها المنطقة الاستثمارية بمساحة 131 ألف متر مربع وتطل على بحيرة عين الحياة وتضم 12 مطعما و4 مراكز تجارية و4 جراجات للسيارات وخلفها منطقة تسمح بإقامة العديد من الاحتفالات الرسمية الكبيرةحيث تضم المسرح الرومانى والنافورة المائية.
محمد كارم –الخبير السياحي، يرى إن القيادة السياسية تسعى إلى تعزيز الصحة العامة للمواطن من خلال بيئة صحية خاصة فى ظل تغير المناخ عن طريق زيادة المساحات الخضراء مما يساهم فى تخفيف ظاهرة التصحر وينعكس على صحة المواطن بالإيجاب، حيث وصلنا إلى 38٪ من المساحات الخضراء على مستوى الجمهورية وتسعى الدولة إلى زيادة هذه النسبة لتحسين البيئة.
مضيفا أن خطة الدولة فى زيادة المساحات الخضراء يساعد على تحسين جودة الهواء والتخفيف من التلوث والحد من مخاطر الاحتباس الحرارى حيث تعمل الأشجار على تنقية الهواء وتخفيض مستوى ثانى أكسيد الكربون والغبار وأيضا تقليل درجات الحرارة وامتصاص تلوث السيارات وتوفير الهواء النقي.
أشار إلى أن ما يتم تنفيذه من التطوير والاهتمام بالحدائق فى عهد الرئيس السيسى يؤدى إلى زيادة نصيب المواطن من المساحات الخضراء على مستوى الجمهورية ويجعل رئة القاهرة تتنفس بشكل جيد.
أوضح الخبير السياحى أنه يتم اختيار الأشجار وفقا للمعايير البيئية الملائمة كما تتم مراعاة عدم احتياجها لكميات كبيرة من المياه، إضافة إلى سرعة نموها لضمان استدامتها بالإضافة لتقديم التوصيات الفنية عند زراعة الأشجار وفقا لأسس الزراعة والمسافات بين الأشجار.


الحديقة.. رئة العاصمة
اللواء مهندس محمود نصار رئيس الجهاز المركزى للتعمير يكشف أن مشروع حدائق تلال الفسطاط يتم تنفيذه من خلال «جهاز تعمير القاهرة الكبري» وتمويل من صندوق التنمية الحضرية التابع لرئاسة مجلس الوزراء على مساحة (500) فدان فى موقع مركزى بقلب القاهرة التاريخية كان يستخدم سابقاً مقلباً للمخلفات، وتعتبر من الحدائق الأكبر من نوعها فى منطقة الشرق الأوسط ، حيث يتضمن المشروع عددا من الأنشطة التى تعتمد على إحياء التراث المصرى عبر مختلف العصور الفرعونية والقبطية والإسلامية والحديثة، فضلا عن مجموعة من الأنشطة الثقافية والتجارية والخدمات الفندقية والمسارح المكشوفة، بالإضافة إلى منطقة آثار وحفريات قديمة، ومنطقة حدائق تراثية.
يضيف أن المشروع يهدف لتكون الحديقة متنفساً جديداً لأهل القاهرة بما يتماشى مع جهود الدولة لمواجهة تغير المناخ وحماية البيئة، كما يعيد الاعتبار للسياحة الدينية والثقافية، ويوفر 20000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة وتقوم 12 شركة مقاولات مصرية خالصة بتنفيذ المشروع .
وأضاف « نصار»، أن المشروع يضم 8 مناطق منها المنطقة الثقافية حيث تقع مقابلة للبوابة الرئيسية للدخول لمشروع حديقة تلال الفسطاط على طريق صلاح سالم، وتعد إحدى المناطق المميزة، وبها محور رئيسى على متحف الحضارة وتحيط بها مجموعة من الساحات التى تشمل أنشطة ثقافية ومطاعم، وغير ذلك من الخدمات، ومن المقرر أن تُقام بها احتفالات على مدار العام.
منطقة التلال كما يقول نصار تنقسم إلى ثلاثة تلال متباينة الارتفاعات يمر بينها الممر المائى (النهر)، وتتدرج فى مجموعة من المصاطب تبدأ من حافة النهر وتنتهى حتى قمة التلة بحيث تجعل من قمة التلال مطلات على المشروع والمنطقة المحيطة وقلعة صلاح الدين والأهرامات وتضم أيضا «تلة القصبة» المنشأة على مساحة 13000م2 ( فندق سياحى – مبانى خدمية – مواقف سيارات – بحيرة صناعية ) ومدرجات ومناطق جلوس مطلة على الشلال، وكوبرى مشاة للربط، وكافيتريا، وشلال .
وقال انه توجد «تلة الحفائر» الجارى العمل بها من خلال الجهاز التنفيذى لتجديد أحياء القاهرة الإسلامية والفاطمية بهدف اكتشاف وإظهار أول عاصمة إسلامية لمصر (مدينة الفسطاط القديمة) لتصبح المنطقة مزاراً أثرياً سياحياً ثقافياً متكاملاً من خلال الكشف عن بقايا مدينة الفسطاط على مساحة حوالى 47 فدان للوصول للتكوين المعمارى للمدينة الأثرية وترميمها، والكشف عن بقايا سور صلاح الدين الأيوبى وحصر وتجميع القطع الأثرية المكتشفة وترميمها.
فيما تضم «تلة الحدائق التراثية» مدرجات ومبانى للزوار ومطاعم وفراغا خشبيا يطل على البحيرة مستعرضاً المخططات التفصيلية لتلك التلال وما تحويه من مسارات وحدائق متنوعة، ومناطق للمطاعم والاحتفالات والترفيه.
يضيف رئيس الجهاز المركزى للتعمير إنه توجد بالحديقة المنطقة الاستثمارية، التى تقع على مساحة 131000م2 وتطل على بحيرة عين الحياة وتضم (12مطعماً – 4 مولات تجارية – 4 جراجات للسيارات) ومن خلفها منطقة تسمح بإقامة العديد من الاحتفالات الرسمية الكبيرة بها المسرح الرومانى والنافورة المائية بالإضافة إلى منطقة المغامرة وبها عدد من المبانى الخدمية والبحيرات والزراعات هذا وتشتمل الحديقة على منطقة الأسواق وهى عبارة عن منطقة تجارية بمساحة 60000 م2 الهدف منها هو تنشيط السياحة ودعم اقتصاد الدولة وتنشيط الحرف اليدوية والتراثية.
وأشار اللواء نصار إلى ان المشروع يتضمن تطوير ساحة جامع عمرو بن العاص ويدخل المشروع ضمن خطة الدولة لتطوير العشوائيات ضمن مشروع حدائق الفسطاط واشتمل على انشاء ساحة جديدة لمسجد عمرو بن العاص باجمالى مساحة تقريبية 12000م2 لخدمة المصلين وإقامة الاحتفالات والشعائر الدينية وتنشيط السياحة.
كما تم الانتهاء من أعمال تطوير ساحة جامع عمرو بن العاص ورفع كفاءة الجامع ، وبهو المنطقة الثقافية والنادى المصرى القاهرى ، وجارى العمل فى زراعة التلال .
مصر القديمة.. واجهة سياحية
التكلفة الاستثمارية للمشروع كما يقول المهندس خالد صديق رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضارية، بلغت 12.5 مليار جنيه حيث تعد حدائق الفسطاط من أكبر الحدائق فى الشرق الاوسط وإفريقيا ويضم المشروع منطقة القصبة والمنطقة التجارية والاستثمارية والفنادق والمنطقة الاثرية ومنطقة الحفريات ومشاتل للنباتات النادرة وتم الانتهاء من المنطقة الثقافية التى تضم ممراً كبيراً به نوافير ومطاعم حتى تصل الى متحف الحضارات ومنها يمكن رؤية القلعة والاهرامات بجانب المتحف والمنطقة الاستشمارية التى تضم مجموعة كبيرة من المطاعم .
يصف صديق بإن المشروع سيكون واجهة سياحية للقاهرة لاننا نريد ضمن خطة المشروع أن يشاهد الجميع ما تضمه المنطقة من فنادق ومطاعم وبازارات تلبى كل الاذواق والمستويات داخل حديقة ترفيهية توفر 400 غرفة فندقية داخل منطقة أثرية .
وأضاف صديق إن تنفيذ الحديقة يأتى فى إطار جهود الدولة لتطوير القاهرة التاريخية وتوفير المتنزهات للمواطنين وزيادة نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والفراغات العامة .
صديقة للبيئة
قال المهندس أشرف منصور نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية الكبرى إن القاهرة بها حدائق كثيرة الاورمان والأزهر بارك وحديقة الحيوان وكلها بها نباتات مختلفة تضيف مساحات خضراء للقاهرة وضواحيها لكن ما يميز حدائق الفسطاط أن مساحتها تقريبا تفوق ثلاثة أضعاف هذه الحدائق مجتمعة حيث يجرى تنفيذها على مساحة 2.1 مليون متر مربع بالعاصمة التاريخية .
وأضاف أن تطوير منطقة الفسطاط يعد واحدًا من أهم المشروعات القومية التى يوليها الرئيس عبد الفتاح السيسى اهتمامًا كبيرًا ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية لاستعادة الوجه الحضارى لقلب العاصمة وتحويلها إلى مقصد سياحى وزيادة نسبة المسطحات الخضراء.
ويوضح نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية مشروع تطوير منطقة الفسطاط يعد استكمالاً للنجاح الذى تحقق فى تطوير بحيرة عين الصيرة والمنطقة المحيطة بها وعدد من المحاور والطرق فى المنطقة حيث توجد مساحة بمنطقة الفسطاط تزيد على 500 فدان فى قلب القاهرة تسعى الحكومة لتحويلها إلى حديقة مركزية على غرار ما حدث فى بحيرة عين الصيرة والمنطقة المحيطة والمتحف القومى للحضارة المصرية.
وقال إن حديقة تلال الفسطاط، تعد الحديقة الأكبر من نوعها فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وتعد مقصداً سياحياً إقليمياً وعالمياً يعكس عراقة الحضارة المصرية كما تحتضن حديقة تلال الفسطاط متحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان وجامع عمرو بن العاص وتمثل إطلالة على تاريخ مصر الخالد وتتوسط حديقة تلال الفسطاط هضبة كبيرة تتيح التواصل البصرى الفريد مع أهرامات الجيزة وقلعة صلاح الدين ومآذن القاهرة.
عين الصيرة.. بحيرة الجمال
مشروع حديقة الفسطاط الفريد من نوعه هو «مشروع القرن» فى قلب القاهرة التاريخية، حيث يحتضن الكثير من المعالم التاريخية وبالمنتصف بحيرة عين الصيرة لتكون من اهم الاماكن التاريخية التى ينجذب اليها السائحون والمصريون بالاضافة إلى نقلة بيئية كأكبر متنفس اخضر بخلاف وجود اماكن ثقافية وترفيهية والعاب لجميع الاعمار ومسارح مكشوفة ومناطق اثرية وحرف يدوية قديمة.
تعد المنطقة التراثية من اهم المناطق بالحديقة لانها تتكون من نباتات نادرة لا توجد فى دول افريقيا ولا الشرق الاوسط وتم تجميعها من جميع محافظات مصر باكملها بل يوجد ايضا مشتل قائم على الزراعة الخضراء كما توجد منطقة المغامرة التى تتكون من مبانٍ خدمية ومطاعم ومنطقة العاب لجميع الاعمار والمقسمة حسب الاعمار السنية والمنطقة الاستثمارية فهى امتداد لبحيرة عين الصيرة وبها 12 مطعماً اخر يقيمون على خدمة الزوار واربع مولات ومسرح مكشوف تقام عليه حفلات وللمشروع علامة مميزة وهى « ايكونتور « وهو على ارتفاع 50 متر وبالحديقة جراجان للسيارات احدهما متعدد الطوابق والاخر سطحى لاستيعاب اعداد كبيرة من سيارات الزوار دون الزحام امام الحديقة او بداخلها.
ويجعل تطوير بحيرة عين الصيرة منها نموذجاً يحتذى به ومن ضمن مشروع القاهرة التاريخية فالبحيرة تقع على 22 فداناً داخل حديقة الفسطاط وبها مناطق خضراء ومطاعم لخدمة زوارها ومسرحاً مكشوفاً وبرجولات خشبية وجزيرة استوائية كما يوجد نافورات بوسط البحيرة فقد قامت الشركة المخصصة بازالة كل المخلفات والقمامة التى كانت ببحيرة عين الصيرة ومعالجة المياه لاعادة المياه كبريتية وتربط البحيرة بالحديقة وايضا بمتحف الحضارة.