قصص ومنشورات بالجملة ظهرت على وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، بشأن حالات الوفيات التى صاحبت رحلة الحجاج المصريين وغيرهم فى بقاع الأرض الطاهرة، وحظيت جميعها بلهفة ممزوجة بالحزن وترحم على من فقدناهم هناك حتى وإن لم تربطك بهم صلة أو رابط.. ولكن ما بالك بقريب وعزيز كنت تعلم وتدرك مدى تعلقه بالرحلة، ولم يدر بخاطرك أنها ستكون الرحلة الأخيرة بعد أن أدركه الموت مرتديا ملابس الإحرام، هو العم وصوت الحكمة المستشار عادل الديب رئيس محكمة استئناف القاهرة..
كان اللقاء الأخير معه فى عزاء شقيقته قبل وفاته بأيام أيضا، وقد ارتدى وقتها الرداء الأبيض الكامل وارتسمت على وجهه علامات الرضا والقبول، مستبشرا بما ينتظره من كرم الهى يتمناه الكثيرون، ومتمسكا برحلته الأخيرة وكل ما يعترضه فيها من صعاب ومخاوف..
لم تختلف طبيعة قريتى عن غيرها من قرى الريف المصرى البسيطة، والتى تلمس فيها كل المعانى والمظاهر الطيبة، وتجسدت جميعها فى تعلق بالراحل وسعى وراء تسهيل اجراءات الدفن فى البقاع الطاهرة ومواساة الأهل والأقارب فى المصاب الجلل، وكيف امتزجت مشاعر الحزن بفرحة تتويج مسيرة الخير والعدل والحكمة بحسن الختام، وكيف تركت الوفاة وظواهرها أثرا طيبا ومثلت دافعا قويا للجميع لمواصلة المسيرة والنهج، والترحم على من كان سببا فى كل هذا الأثر الطيب.
كان للراحل من اسمه الكثير، وهو ما لمسناه وعرفناه عن قرب، وما انعكس فى روايات وحكاوى الكثيرين عبر التقارير ومنشورات التواصل الاجتماعى عقب الكشف عن الوفاة ومكانها وظروفها.
رحم الله مستشارنا الجليل وكل أموات المسلمين، وبارك لنا فى سيرته وسيرة أمثاله من أهل العلم والحكمة وأصوات العدل والإنصاف التى لا تخفت أبدا.