عندما خلق الله الإنسان.. وميزه بالعقل.. سخر له كل المخلوقات من حوله.. لإعمار الكون.. واستطاع الإنسان بعقله ويده أن يبتكر ويخترع.. وصنع السيارة والطائرة.. وغزا الفضاء.. وصعد إلى القمر.. وتطور فى كل العلوم.. واكتشف الأمصال والعلاج وتطور الطب إلى حد غير مسبوق ومن قرص الأسبرين إلى العلاج بالليزر.. لكن المشكلة.. والأزمة الحقيقية هى أن هذا الإنسان.. تخلى عن إنسانيته.. وحول ابتكاره وفكره وأعمل عقله.. فى تدمير بنى جنسه.. الأزمة الحقيقية التى يعانى منها العالم الآن.. هى أن الإنسان لم يعد إنساناً.. بل تقمصه الشيطان.. وحول كل ما يحققه من تقدم لهدم الآخر.. وتدميره.. ولم يكن ألفريد نوبل الذى اخترع الديناميت لشق الطرق.. واستخراج كنوز الأرض من الذهب والمعادن.. لم يكن يعلم أننا سوف نستخدمه فى تدمير وهدم المنازل على رؤوس الأطفال والنساء.
لم يكن ألفريد نوبل يعلم أن نتنياهو سوف يلقى آلاف الأطنان من الديناميت على عشرات الآلاف من العجائز والنساء والأطفال الأبرياء.. ولم يكن يعلم أن القناص غير الآدمى سوف يصوب رصاصته إلى قلب جنين فى بطن أمه.. ولا إلى رأس طفل صغير يلهو بلعبته.. لم يكن يعلم أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تمد يد الاحتلال الغادرة بالمال والعتاد وآلاف القنابل المحرمة لتلقى بها على رأس البشر.
.. وإذا كان الإنسان.. قد فكر فى قتل أخيه الإنسان.. وخطط ودبر من أجل المليار الذهبي.. ثمانية مليارات وعدة ملايين هم تعداد البشر على الكرة الأرضية.
.. لكن فكر البعض فى ضرورة الإبقاء فقط على مليار من الجنس البشري.. كيف ينتقونهم.. هم وضعوا الخريطة وحددوا.. ووصفوا.. وأعدوا البرنامج وأساليب التنفيذ.. فإذا كان العقل البشرى الذى أذهل العالم بالذكاء الاصطناعى يخطط للتخلص من الآخر.
فكل الإرهاصات من حولنا.. تقول إننا على أبواب حرب عالمية ثالثة نووية.. قد تختفى دول بأكملها.. وقد يكون الفناء ذاته وربما لا يبقى على ظهر المعمورة لا مليار ذهبى ولا فضي.. والمتأمل فى تصريحات أهل النووي.. وأساطين العالم.. لا يستبعد على الإطلاق أن تكون بداية 2025 هى انطلاقة الثالثة النووية.. ورغم أن ما يشغلنا نحن الشرق الأوسط.. تطورات الأوضاع فى غزة ولبنان.. والتوسع الاستيطانى الإسرائيلي.. وجرائم الحرب التى يرتكبها النتنياهو وجيشه ضد الشعب الفلسطينى والشعب اللبناني.. إلا أن الوضع الأخطر الذى ينذر بالنووية هو ما يحدث من أمريكا وأوروبا.. ومد أوكرانيا بالسلاح المتطور لضرب العمق الروسي.. وهو ما حدث خلال الأيام الماضية.. وجعل روسيا تهدد بالفهم باستخدام النووى طالما وصلت الصواريخ الأمريكية والبريطانية العابرة للقارات إلى أوكرانيا بل بدأت روسيا بالفعل الإعداد لبناء ملاجئ الحماية من النووى للشعب الروسي.. وإعداد العدة لحرب نووية.. بعد أن رصدت المخابرات الروسية.. الإعداد الأوروبى غير المسبوق لدعم أوكرانيا بأحدث ما توصل إليه الأمريكان والألمان والانجليز من سلاح وصواريخ عابرة للقارات.. بل وتزويدها برؤوس نووية لضرب أهداف روسية وفى العمق.. وأن الناتو بصدد نشر أكثر من 800 ألف جندى مقاتل لدعم الجيش الأوكرانى ومدهم بالسلاح والعتاد اللازم.. ثم التصريح الواضح للرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب.. بأن الولايات المتحدة ربما تكون على أعتاب حرب عالمية ثالثة.
وعلى طريقة رئيس الحكومة الإسرائيلية.. الذى يفضل الحرب والقتل والاغتيالات واستمرار هدم البيوت على رأس أصحابها على أن يحاكم ويعزل على الكوارث التى ارتكبتها حكومته وما آل إليه الاقتصاد الإسرائيلى من تدهور والخسائر المليارية التى تكبدتها الشركات الإسرائيلية والمطارات والمصالح جراء سياسته الرعناء وفشله فى حرب غزة وفشل مخابراته ودفاعاته أمام طوفان الأقصي.. ثم خسائره اليومية من المسافة صفر.
أقول على طريقة نتنياهو «الحرب والدمار» أفضل من الإقالة والمحاكمة.. يمكن أن تكون انطلاقة الحرب العالمية الثالثة.. فأمريكا وأوروبا ليست فى أفضل حال.. والمخازن مكدسة بالسلاح.. والاقتصاد يتراجع.. وغطرسة البعض قد تلغى إعمال العقل.. وإذا انطلق صاروخ من أوكرانيا عن طريق عميل نحو روسيا.. ربما تكون البداية التى لا نريدها وقطعاً لا يريدها كل إنسان يحمل بين جنباته قلب إنسان.. وعقل إنسان.. لكن المشكلة الحقيقية التى يعانى منها العالم والتى يمكن أن تكون نهاية العالم.. هى أن يتخلى الإنسان عن إنسانيته!!
>>>
ما نتمناه.. أن يكون عام 2025.. عام حياة وسعادة واستقرار على الشعب الفلسطينى الشقيق.. وعلى لبنان.. وعلى البشرية جمعاء.. عام يسوده السلام فى كل مكان.. وتعود الشرعية الدولية هى الحاكمة.. ويعود النظام العالمى وقوانينه التى شنها عقب الحرب العالمية الثانية للحفاظ على سيادة الدول.