الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تسلم دولة تعرضت لصدمات قاسية وواجهت تحديات وأزمات ومشاكل مزمنة، سواء على مدار 50 عاماً من اتباع سياسات الترقيع والمسكنات والتأجيل المستمر للمواجهة، والابتعاد عن الإصلاح تحت ذريعة الحفاظ على الاستقرار وخوفاً من رد الفعل الشعبى من هنا تفاقمت الأزمات حتى جاءت أحداث 25 يناير 2011 وهى التى فاقمت مشاكل وأزمات ومعاناة مصر والمصريين وكادت تتعرض البلاد للسقوط لولا عناية الله، ووجود الجيش المصرى العظيم، ثم جاء وصول الإخوان المجرمين إلى حكم مصر شهدت مصر خلال هذا العام، خراباً شاملاً بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية، والأمنية، والخارجية، ومحاولات الجماعة الإرهابية ضرب حالة التماسك المجتمعى وتغيير الهوية المصرية، ووضع مصر تحت إمرة قوى دولية وإقليمية أخرى وهو ما لا يتناسب مع مكانة وعظمة الدولة المصرية كأكبر وأقوى دولة فى المنطقة، لكن كان هناك مشروع صهيو ـ أمريكى إخواني، لإسقاط مصر وإضعافها وتقسيمها على غرار دول الأزمات، الحصاد المر للربيع العربى المزعوم.
وصلت مصر إلى درجة غير مسبوقة من الوهن والضعف، وطوفان من الأزمات والمشاكل المتراكمة، قبل تولى الرئيس السيسى المسئولية الوطنية فى قيادة مصر، وتسلم دولة التوصيف الحقيقى لها أنها شبه وأشلاء دولة تحاصرها الأزمات والتحديات والتهديدات والمخاطر وضعف ومحدودية الموارد وتراكم المشاكل المعقدة، الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يتسلم دولة طبيعية، لم يتسلم سويسرا أو دولة أوروبية متقدمة بل تسلم دولة كانت على شفا السقوط وقاب قوسين أو أدنى من الانهيار أنهكتها تحديات كثيرة، وفوضى عارمة وإرهاب وتطرف وغياب الخيال فى الإصلاح والرؤية والإرادة، لذلك من يريد أن يعرف الحقيقة عليه أن يتذكر ولا ينسى ما كنا فيه، وما أصبحنا عليه حتى لا تتوه الحقيقة فقد كان جل أمانينا، هو الأمن والأمان والاستقرار، إذا حدثك أى مواطن مصرى قبل 10 سنوات كانت أمنيته وحلم حياته أن يعيش ويتحرك فى أمن وأمان، وحتى لو استغنى عن الطعام، فما بالنا الآن نعيش فى أعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار وتجاوزنا تحديات وأزمات كثيرة، ووضعنا أيدينا وأقدامنا على الطريق الصحيح، حتى لو استلزم الأمر تصحيح بعض المسارات لكن فى النهاية لدينا تجربة ثرية ملهمة لذلك فى أتون الضائقة الاقتصادية العالمية تتعجب من التنظير، والهجوم والنقد غير البناء والحديث عن الأولويات فى دولة لم تكن تملك رفاهية الحديث عن الأولويات كل شيء فيها ينهار، لكن للأسف هناك من ينسى وتلك هى من آثار النعم التى تنسينا ما كنا نعيشه من آلام وأزمات، نحن الآن أمام دولة حقيقية، قوية قادرة، لديها فرص ثمينة وحلول كثيرة، وينتظرها مستقبل واعد تتمتع بدور وثقل ومكانة إقليمية ودولية قادرة على حماية أمنها القومى بجدارة، تنعم بأعلى درجات الأمن والاستقرار، نستكمل التحديات التى ورثها الرئيس السيسى عندما تسلم الحكم.
ثانياً: تعرضت مصر لنكبة كارثية بعد أن وصلت جماعة الإخوان الإرهابية إلى الحكم، وفاقم فشلها الذريع فى إدارة البلاد أو تخفيف معاناة المصريين، ولم تنجح فى حل أى أزمة، بل ارتفعت وتيرة المعاناة خاصة أنها أدارت مصر بنظام الجماعة وليس بفكر الدولة، وفشلت فى أول اختبار وهو خطة الـ «100 يوم»، وفشلت كل بنودها ولم يتحقق منها أى بند، ضف إلى ذلك تقسيم المصريين إلى معسكرين، الأهل والعشيرة ومجاذيب الجماعة الإرهابية، ثم باقى المصريين بل عمدت الجماعة الإرهابية إلى تغذية الفتنة، بكراهية الأشقاء الأقباط واستهداف كنائسهم وكذلك الاساءة إلى مصر على الصعيد الدولى وعزلها عن محيطها الإقليمى والدولى وامتدادات أمنها القومي، حيث جنحت الجماعة الإرهابية إلى تغيير خارطة الأولويات المصرية الإستراتيجية، وكذلك السعى إلى تغيير الهوية المصرية والشخصية المصرية وإشعال الفتن والإرهاب واستهداف سيناء ودعم باقى الجماعة الإرهابية التى خرجت من رحم الإخوان.
ثالثاً: تسلم الرئيس السيسى دولة تواجه أكبر هجمة إرهابية تستهدف أمنها واستقرارها، وتركيعها، وشل حركتها، وعدم السماح بأى اتجاه للبقاء والاستقرار، لذلك كان الإرهاب الأسود بقيادة ورعاية جماعة الإخوان الإرهابية من أخطر التحديات التى واجهت الدولة المصرية وقررت الدولة المصرية المواجهة الشاملة للإرهاب والتطرف والتشدد.. باستعادة هيبة وقوة الدولة، وفرض سيطرتها على مقاليد الأمور.. وبناء دولة القانون والمؤسسات.
مصر خاضت معركتين فى توقيت واحد.. هما معركة البقاء.. ومعركة البناء.. فى تزامن يجسد تحدياً كبيراً.. ويشير إلى أنه لم يكن هناك وقت حتى تؤجل البناء والتنمية لحين الانتهاء من القضاء على الإرهاب.. لذلك كانت المواجهة مع الإرهاب فى سيناء.. وكافة ربوع البلاد.. معركة مقدسة حتمية وجودية.. خاصة فى سيناء.. التى قال عنها الإرهابى محمد البلتاجي.. هذا الذى يحدث فى سيناء «الإرهاب» سوف يتوقف عندما يعود مرسى المعزول إلى قصر الرئاسة.. وهو ما يكشف أن جماعة الإخوان كانت تقف وترعى وتقود الإرهاب فى سيناء.. بل وكانت تشارك فى مشروع التنازل عن جزء من سيناء وهو مثلث العريش، رفح، الشيخ زويد، وهو ما يعنى الآن «مخطط التوطين» الذى أفسدته وأجهضته «مصر – السيسي».. وقد كشف الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبو مازن» عن موافقة المعزول محمد مرسى على التنازل عن جزء من سيناء.. لذلك لا تصدق أحاديث الإفك الإخوانية، ومظلومياتهم المفضوحة وارتداء ثوب الوطنية المزيف فهم رمز الخيانة والعمالة والجزء التنفيذى من المؤامرة، وهو ما يكشف سر العلاقة القوية بين أمريكا والإخوان وباقى الجماعات الإرهابية، ويكفى أن أقول إن جماعات الإرهاب مثل الإخوان وداعش والقاعدة لم تتحدث بكلمة عن إدانة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ولم تنقل مثلاً عملياتها إلى إسرائيل، لكن استهداف الجيش المصرى العظيم هو المسموح لهم بتعليمات وأوامر أسيادهم.
مصر نجحت منفردة فى القضاء على الإرهاب وبدون أى مساعدة دولية، ويحسب للرئيس السيسي، أنه طهر سيناء من الإرهاب وقاد أكبر عملية بناء وتنمية وهو انتصار تاريخي، ومجد خالد، ودفعت مصر ثمناً باهظاً بما قدمته من أرواح ودماء أبنائها أكثر من 3 آلاف شهيد، وأكثر من 21 ألف مصاب وما يقرب من 100 مليار جنيه، فهل ذاكرة البعض تنسى ما كان.. وللحديث بقية.