< تولى مصر خلال المرحلة الراهنة اهتماماً بالغاً بقضية تطوير المناطق العشوائية.. وعلى مدار عقود طويلة اقتصرت خطط التنمية فى مصر على الفئات المتوسطة حيث كانت الخريطة الاجتماعية تتجاهل الفقراء وتنظر إليهم باعتبارهم مهمشين إلى أن جاءت الجمهورية الجديدة بقوة والتى اتسمت بالشجاعة والانحياز لهذه الشريحة الأشد فقراً ساعية لضمان أبسط حقوقهم من غذاء ومسكن وصحة وتعليم ومياه شرب وصرف صحى وكل ما يلزم هذه الشريحة لتحقيق حياة كريمة لهم والرقى بهذه الشريحة.
من المسئول الأول عن تحويل المناطق الريفية والشعبية إلى مناطق تتسم بالعشوائية ؟! ربما يقول البعض إن السبب يرجع إلى اهمال المواطن وهذا صحيح.. وربما يقول البعض الآخر إن المسئولية تقع على عاتق موظفى الوحدات المحلية فى الريف والاحياء ومجالس المدن فى بعض المحافظات وهذه إجابة صحيحة.
ــ هذه الاقوال تحتاج تفنيداً وإجابة صريحة بعيداً عن التجميل نظراً لأن تطوير هذه العشوائيات يكلف الدولة ميزانيات باهظة ترهق الموازنة العامة لذا الحرص واجب من أجل سلامة المواطن والحفاظ على موازنة الدولة ناهيك عن الشكل الجمالى لهذه الاحياء والقرى والعزب والكفور التى تتمنى أن تكون مثل المدن الجديدة فى النظام.
< نؤكد أن البعض عشوائى بطبعه لأنه يسعى لمصلحته فى المقام الأول ومن أجل المصلحة الشخصية قد يستغل غياب الرقابة أو من خلال المجاملات فيسعى للبناء على الأرض الزراعية بعيداً عن العمران دون مراعاة مساحة الشارع غير عائبى بالارتفاع وبذلك يكون هذا المواطن سبباً فى تأسيس العشوائية وبعد ذلك يطالب الدولة بالمرافق منفرداً وعلى هذا يخرج بعض الأفراد تأسيساً به للبناء بالمخالفة سواءً «رأسى أو أفقى» وبعد بضع سنوات تصبح هذه الكتلة السكنية منطقة عشو،ائية بامتياز شوارع ضيقة وارتفاعات عالية يصعب توصيل مرافق لهذه المناطق من ناحية مع صعوبة وصول أى سيارات اسعاف أو مطافئ لهذه المناطقة.. مما يجعل الدولة فى حيص بيص وبذلك تصبح الجراحة صعبة.
< أما من الناحية الاخرى الخاصة ببعض موظفى الوحدات المحلية والاحياء فحدث ولا حرج فساد بالجملة إلا قليلاً وكذلك بعض المهندسين الزراعين الذى يسمحون لبعض ضعاف النفوس بالتعدى على الأرض الزراعية الخصبة، أرى كغيرى أن قوانين البناء والتعلية إنما وضعت لصالح بعض وليس كل موظفى تراخيص البناء الذين يطفون الشوارع لتحقيق بعض المصالح الشخصية.. وهذه كارثة بكل المقاييس للأمانة معظم المحافظين يعملون ليل نهار من أجل خدمة المواطن دون كلل أو ملل ولكن بعض الموظفين لا يتعاونون معهم بعض محافظى القاهرة الكبرى اتصل بأحد رؤساء الأحياء لعمل بث مباشر لرفع الاشغالات من الشارع وفعلاً تم ذلك.. لكن عندما كلف رئيس الحى أفراد الحملة للخروج معه إلى الشارع ما كان منهم إلا كل موظف اتصل بمن يخصه من أصحاب المقاهى والأفران والمحال وبائعى الفاكهة والخضروات برفع المخالفات حتى الانتهاء من البث الذى يتابعه المحافظ وبعد عودة الحملة إلى الحى مرة ثانية عادت ريمه إلى عادتها القديمة وعاد إلى مخالف إلى سيرته الأولى.. وعجبى.
> السؤال متى تستيقظ الضمائر ليعود الشارع إلى المواطن الذى يسير على قدميه أو بسيارته دون أى اشغالات تذكر فى المانيا لم يستغل مواطن الرصيف أو نهر الشارع لأى غرض كان..