عندما يرتكب مجرم ما جرائمه خفية أو علنا ولا يعبأ بكشف ما اختفى أو استهجان ما حدث علنا ودون خوف من عقاب فى عالم تحكمه القوانيين ويتحسب من فيه أعضاؤه لهذه القوانين والأعراف والمواقف المجتمعية الرافضة لسلوكه فهو لا شك يحتمى بقوة قادرة على حمايته من كل هذه المخاوف التى يتحسبها الآخرون.
وإسرائيل منذ انشائها لا تعبأ بقانون أو عرف أو أى حساب يمكن أن تقع تحت طائلته فئة ما فى المجتمع الدولي، لذا مارست أبشع الوان الإبادة ضد الشعب الفلسطينى منذ العصابات الإرهابية اليهودية التى قتلت الفلسطينيين وأحرقت قراهم قبيل انشائها برعاية بريطانية تضمن لها الحماية من أى حساب وتمدها بكل ألوان العون لتحقيق الهدف ألا وهو التخلص من اليهود فى أوروبا وإقامة دولة عنصرية متطرفة فى وسط العالم العربى لتصير شوكة فى ظهر العرب مستغلة معتقدات الصهاينة الإرهابية التى تستخدمها من كتب دينية لديهم تجعل من الإبادة وقتل النساء والأطفال قربى إلى الله .
فبينما يستنكف العالم الهجوم على الجنائية الدولية– والدعوة من قبل إسرائيل لمعاقبة الجنائية الدولية ومباركة أمريكا موقف الجنائية الدولة والهجوم عليها أيضا لأن الجنائية الدولية جرؤت وأقرت بارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية– تفجرت الجريمة الأكبر والأشنع ألا وهى قيام رئيس الموساد بتهديد رئيسة الجنائية الدولية السابقة ومحاولة تجنيدها للعمل لصالح إسرائيل وهو ما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية التى ذكرت بأن الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية يوسى كوهين متورط شخصيا فى مؤامرة سرية للضغط على المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية السابقة فاتو بنسودا.
وذكرت الصحيفة أيضا أن كوهين هدد بنسودا فى سلسلة من الاجتماعات السرية، حاول خلالها الضغط عليها للتخلى عن التحقيق فى جرائم الحرب فى الأراضى الفلسطينية المحتلة وأن كوهين أجرى اتصالاته السرية مع بنسودا خلال السنوات التى سبقت قرارها بفتح تحقيق رسمى فى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبتها إسرائيل فى الأراضى الفلسطينية المحتلة 2014م.
إذن اسرائيل لا تعبأ بقانون ولا قيم ولا دماء لأطفال أو نساء ولا أعراف فى سبيل تحقيق هدفها ،ليس اليوم أو فى هذه الحرب فقط وإنما منذ فكر من أنشأها فى إنشائها ،وجرائمها فى ذلك فوق الحصر.
ففى 1948 قامت العصابات الارهابية الصهيونية بقتل الوسيط الدولى الكونت برنادوت الذى وضع خطة للسلام بين الفلسطينيين والصهاينة فى 27 يونيو 1948 تضمنت بقاء القدس بأكملها تحت السيادة العربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من القتال أو طردتهم القوات اليهودية إلى بيوتهم واستعادة ممتلكاتهم، فاغتالته اسرائيل فى 17 سبتمبر 1948م لأنها لا تريد سلاما من الأصل ولا تريد خططا وانما تريد ابتلاع الأرض العربية قطعة قطعة .
الطريف أن تصريحات نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وقاتل الأطفال والنساء والمطلوب من الجنائية الدولية دعا العالم المتحضر – حسب – وصفة لمعاقبة الجنائية الدولية على جرأتها على هذه الدولة الخارجة على كل قوانين الدنيا والتى تصرفت منذ إنشائها بغير كابح .
الأمر الذى يدفعنا للتساءل عما يعنى بالعالم المتحضر وإذا كان العالم المتحضر يرفض العدالة وتطبيق القانون فماذا يكون العالم غير المتحضر.