إن اعملت العقل.. لن تحب… نعم!.. اتظن أن هذه الجملة صحيحة؟.. أم أنك لم تصل إلى اليقين بعد؟.. وكيف وأن المفروض وأنك إن أحببت بصدق.. يصبح عقلك فى أتم حالاته الصحية والنفسية؟.. وكيف وكنا نسمع دائمًا بأن إعمال العقل هو تمام الحب وقمة الغفلة فى اهماله؟!
وكيف وأيضا بعد أن ادركنا المعلومة العلمية التى تثبت أن العقل هو الموجه والمحرك الاساسى لعواطف ومشاعر القلب؟!!
نعم.. صحيح.. ولكن كان هذا ينطبق فى زمن كان العقل فيه مستنيرًا يفكر بمعنوية ويحب الحياة.. يحسب الحسابات من باب العطاء لا الترجسية ويخطو الخطوات من أجل بناء من حوله لا هدمه.. أما الآن قل لي.. وخاصة عند بلوغ عمر معين من التجارب والأفكار والخبرات.
كيف يمكن أن تحب وأن تعمل عقلك فى هذا الزمن؟
أنت تحتاج إلى غشاوة عقلية بصرية سمعية حقا كى تصدق وهم ما ادعوه: ـ «بالحب!!».. وما إن تصدق حتى ستجد قلبك مهبا لرياح التعود والاهمال واللامبالاة!!..
كيف تحب وأصبحت عقول وقلوب الناس كالجماد.
لا يمكن تحريكها إلا بدافع خارجي.
أما أن تشعر هى من ذات نفسها معنى وقيمة المودة والفناء فى ذات الحب و الايثار وحب الضمير فبات حلمًا نبحث عنه ولن نجده!.. كيف تؤمن بالحب.. فى زمن ساد فيه العداء وساد فيه الاستغناء وزاد فيه عدم الشعور بالأمان والهدوء!.. فالحب أصبح صفقة.
ولا يوجد من هو مستعد بأن يضحى بنفسه فى سبيل استمرار السعادة والشعور بالتمسك والسكينة!.. ذكرها الله فى القرآن.. وسماها المودة والرحمة.. ولكن فى الحقيقة ما عاد يوجد لا مودة ولا رحمة.. بل منافسة على من سيقود زمام السيطرة.. من سيحرز أهدافًا.
من سينتصر فى المعركة.. وينسى كل طرف أنه فى الحقيقة لا يصارع إلا نفسه ولا يخسر إلا صحته ولا يضيع إلا عمره.
وللاسف.. أخطر ما يمكن ان يقع فيه الإنسان.. أن يسلم فكره لنفسه ولشيطانه.. فلا يدرى ماذا يقول أو ماذا يفعل ولماذا؟!!
لا استطيع أن أملى عليكم بألا تحبوا فالحب فطرة إنسانية تطرق القلب بدون استئذان ولكن أن أحببتم.. احبوا بصدق واختاروا معارككم بصدق واعطوا بصدق دون مقابل. وان اصابت.. فكان نعم الجزاء وان خابت فلا يوجد خاسر فى الابتلاء.. ولكن الخسارة الوحيدة.. ستكون أنت.. أن خسرت نفسك.