مازالت الأفلام الرومانسية لها جمهورها الذى يحرص على متابعة كل جديد لتلك النوعية من الأفلام، وقد عرض مهرجان «تورنتو» فى كندا واحداً من الأفلام الرومانسية التى ترشحت لثمانى جوائز فى مهرجان السينما الكندية السنوى وهو فيلم «جرة القسم» الذى أطلقت عليه الصحافة هناك فيلم «حب حياتي» للمخرجة ليندساى ماكاى وتأليف الكاتبة كيت هيوليت، والحقيقة لولا النساء المخرجات وكاتبات السيناريو كان من الممكن أن تنقرض الأفلام الرومانسية فى العالم، هل ذلك بسبب هجر المخرجين الرجال لهذه النوعية من الأفلام أم بسبب هجر الجمهور بشكل عام لمتابعتها؟
يبدأ الفيلم بصوت الراوية تتحدث عن حلم كل امرأة بالعثور على شريك حياتها المثالي، وعندما يحدث ذلك وتتزوج منه تظل دائماً فى حيرة وتسأل نفسها هل عثرت فعلاً على «حب حياتي» وتريد دائماً العثور على إجابة على ذلك السؤال وهو ما حدث لبطلة الفيلم «كاري» التى تعمل معلمة للموسيقى فى إحدى المدارس، وهى فى نفس الوقت مغنية وتؤلف كلمات الأغانى التى تغنيها فى أحد المسارح المتواضعة فى المدينة، وتزوجت من مؤلف الكتب «سايمون» وتعيش معه فى سعادة ظاهرية وتكتشف أنها «حامل» فى طفلة وتستمر الحياة هادئة حتى تحدث مفاجأة.
تتعرف «كاري» على بائع الكتب الشاب «أوين» فى أحد محلات الكتب، وهو يتحدث الفرنسية ويعزف على الجيتار ويشاركها الغناء على المسرح أمام رواد المقهي، وتعانى «كاري» مثل أى زوجة حامل من الضغوط النفسية والعصبية التى تتعرض لها المرأة فى مثل تلك الظروف تصل لدرجة مصارحة الزوج بعد رغبتها فى استمرار الحمل وتتدخل أم الزوج التى تعانى هى الأخرى من هروب زوجها قبل سنوات طويلة، وهكذا يحرص الفيلم على استعراض أنواع من معاناة المرأة فى الحب والزواج وهى فكرة بعيدة عن الرومانسية التى يدعى الفيلم أنه ينتمى لها ولكن تحدث مفاجأة جديدة فى الفيلم حيث يتوفى الزوج «سايمون».
لا تريد المخرجة ليندساى ماكاى الاتجاه بقصة الفيلم إلى تجربة إنسانية خاصة ومختلفة للبطلة «كاري» ولكن تجعل وفاة الزوج لا يمنح المرأة فرصة جديدة للحياة مع ابنتها «التى أصبحت فى السادسة من عمرها»، ويعود الشاب «أوين» إلى الظهور مرة أخرى فى حياتها ولكنها لا تبادله المشاعر وتكتشف أن حب حياتها كان هو الزوج سايمون، الذى عاشت معه 12 عاماً ولم تعد لها صلة بأوين إلا فى الغناء معاً فى الحفلات المحدودة فى المدينة.
إستخدمت المخرجة الأغانى العاطفية كفواصل بين مشاهد الاضطراب النفسى لشخصية «كاري» وتعترف صانعات فيلم «حب حياتي» بأن المرأة تكذب أحياناً فى العلاقة العابرة، بينما تتحرى الصدق فى علاقة الحب الحقيقى وتريد لها أن تكون مثالية لا مكان للكذب فيها.
قامت بدور «كاري» الممثلة الكندية أديل كليمنز التى ظهرت مع النجم ليوناردو دى كابريو فى فيلم «جاتسبى العظيم» عام 2013، وقامت بدور «أم سايمون» الممثلة الأمريكية الكبيرة كاتلين تيرنر ومن أشهر أفلامها «حرارة الجسد» و«رومانسية الحجر» مع النجم مايكل دوجلاس، وقام بدور «سايمون» الممثل باتريك آدمز الذى يعترف فى الفيلم لزوجته بأن الأسرار تقتل الزواج ودائماً الصراحة هى المنقذ للزواج من الفشل.