ما زالت أصداء تشكيل الحكومة الجديدة والإعلان عنها – وكذلك حركة المحافظين الواسعة – تتردد فى الشارع المصري.. بعدما أحدثت آمالاً جديدة لدى المواطنين فى حلحلة الكثير من المشكلات التى طرأت خلال الفترة الأخيرة.. ولكن آن الأوان لكى نبدأ العمل.
ولعل تكليفات الرئيس السيسى للحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مدبولى منذ نحو شهر كامل منحت له الفرصة ورسمت خارطة طريق للعمل الحكومى فى المرحلة القادمة جعلته وفريق عمله من الأجهزة التنفيذية المساعدة يدقق ويمحص كثيرا فى الشخصيات والقيادات التى ستسند لها الحقائب الوزارية ونوابها ومساعديها الذين سيتولون مسئولية تحقيق تلك الآمال الواسعة من المواطنين الذين يحظون بالأهمية القصوى من القيادة السياسية ويضعهم دائماً فى بؤرة الاهتمام.. ولا يمكن أن ننسى كلمات الرئيس المؤثرة عندما بدأ المصريون يتعرفون على شخصه الأثير إلى النفس منذ الوهلة الأولى التى استدعوه فيها لتحمل المسئولية بعد ثورة الثلاثين من يونية 2013 عندما أشار إلى ان «المصريين فى العين» وانهم عانوا من قبل كثيرا لأنهم «لم يجدوا من يرفق بهم أو يحنو عليهم».. وتوالت بعد ذلك المبادرات الرئاسية العديدة التى حولت الأقوال إلى واقع يرونه رأى العين بدءا من الاهتمام بالطبقات المهمشة فى المجتمع التى كانت تسكن العشوائيات وحواف الجبال مروراً بذوى الاحتياجات الخاصة والمرضى وكبار السن الذين لاقوا الرعاية الصحية الكاملة وإنهاء قوائم انتظار العمليات الجراحية فى المستشفيات.
ولم ينس الرئيس معاناة المصريين مع رغيف الخبز وطوابيره التى كان يفقد المصريون فيها أرواحهم.. وكذلك حوادث الطرق القاتلة بسبب إهمال شبكة الطرق وغياب النقل الجماعى الآمن عبر القطارات والسكك الحديدية.. وكذلك الاهتمام بالمرأة والشباب والأسرة المصرية عبر خدمات كثيرة وفرت السكن المناسب والحياة الكريمة والصرف الصحى والمياه النقية وبناء المدارس والشوارع المرصوفة فى القرى والنجوع.
وآمال عريضة أخرى بدأت تتحقق من خلال التوسع الزراعى واستصلاح الصحراء سوف تتكامل وفقا لخطط التنمية المستدامة فى تحديث الصناعة وزيادة حركة السياحة.
>>>
بالتأكيد.. الحكومة الجديدة لن تبدأ من فراغ.. ولعل فلسفة الرئيس وفكره المستنير فى استمرار الدكتور مدبولى على رأس الحكومة هى أكبر دليل على ان التغيير لا يعنى – كما كان فى الماضى – مجرد تغيير فى الأشخاص.. ولكنه استمرار فى تعميق وتعظيم السياسات الموضوعة بدراسة وعناية ومتابعة دائمة من الرئيس مع الوزراء والمسئولين عبر جولاته الميدانية الممنهجة للمشروعات التى يجرى تنفيذها فى هذه الخطة وكذلك فى الاجتماعات الموسعة والضيقة التى يجريها الرئيس يومياً مع رئيس الحكومة والوزراء والمسئولين التنفيذيين.
وعلى الرغم من ذلك فإن الدماء الجديدة وذوى الكفاءات التى تم ضخها فى العمل التنفيذى يقع على عاتقهم مسئولية جديدة فى التطوير والتجديد والتجويد فى هذه السياسات العامة.. ويساعدهم فى ذلك انهم لن يبدأوا من فراغ وكذلك يساهم معهم فى الفكر والرؤية كافة أطياف المجتمع عبر الحوار السياسى الذى أطلقه الرئيس منذ أكثر من عام وبدأ يلقى ثمار جهده فى الشارع المصرى لإحداث الرضا والقبول لدى المواطنين الذين أصبحوا مشاركين فى مسيرة الحاضر والمستقبل.. وقد عظم من هذه الخطوة المهمة تخصيص وزير مسئول عن هذا الاتصال الواسع سواء مع الأحزاب فى البرلمان وخارجه وكذلك المجتمع المدنى بنقاباته وجمعياته وهيئاته وكل من يملك القدرة على العطاء للوطن بوعى ودراسة وموضوعية لكل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
>>>
أتصور انه بعد أن تهيأت «البانوراما» الحكومية والسياسية – إذا صح التعبير – الآن على الساحة.. فقد حان وقت العمل.. لا مجال للقيل والقال.. ومن مضى ومن ذهب.. ومن يستحق ومن لا يستحق.. ليس لدينا الترف لذلك.. فالتحديات جسام.. وكلنا مشاركون فى مسيرة العمل والإنجاز من أجل حياة أفضل لنا جميعا.. وإن الله معنا.