ربطها بالكيانات الكبيرة.. يخدم تسويق منتجاتها
تمثل «حاضنات الأعمال» النواة الأساسية للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، أهمية كبرى للتنمية الاقتصادية الحقيقية.. ومساندة الدولة مطلوبة لهذه الكيانات، وتوفير كل وسائل الدعم خاصة مالياً وإدارياً لدعمها وتعميمها على مستوى الأنشطة الاستثمارية الصناعية والزراعية والتجارية وربطها بالكيانات الكبيرة يخدم الاقتصاد على كل الأصعدة ويحقق فوائد تسويقية للحاضنات، خاصة فى مجال الصناعات المغذية التى تحتاجها المصانع الكبرى فى عناصر الانتاج بدلاً من استيرادها من الخارج.
والبدء فى إنشاء مشروع صغير والوصول به لمرحلة الاستقرار والنمو وزيادة المبيعات، أساس عمل حاضنات الأعمال، هذا ما أوضحه خبراء ريادة الاعمال وأكدته تجارب الشباب من أصحاب المشروعات، فكيف تعمل وما تحققه من دعم للمشروعات؟
د.نزار سامى خبير ريادة الأعمال قال أن الهدف الأساسى لمفهوم ريادة الأعمال، ايجاد دخل مالى للفرد أو رائد الأعمال، من خلال انشاء مشروع خاص يعتمد على الابتكار والمعرفة والابداع والاستمرارية، متابعا أن من هذا الهدف ينطلق هدف أكثر شمولاً هو تحقيق التنمية الشاملة بشقيها الاقتصادى والاجتماعي.
أشار إلى أن حاضنات الأعمال لها دور فعال فى دعم وتطوير المشاريع الناشئة، لافتا إلى أن الكثير من المشروعات المعتمدة على التطبيقات التكنولوجية والرقمية اعتمدت فى بدايتها على حاضنات الأعمال فى تعزيز قدراتهم الادراية والفنية والتسويقية، إضافة إلى ما توفره هذه الحاضنات من دعم مالى فى صورة تمويلات مرتبطة بالجدوى الاقتصادية للمشروع.
أوضح أن حاضنات الأعمال فى مصر فى حاجة للدعم والتنظيم نظرا لأهميتها ودورها فى دعم الشباب ورواد الاعمال وخلق فرص العمل، لافتا إلى ان عدد الحاضنات النشطة فى مصر لا يزيد على 15 حاضنة أعمال وهو العدد غير الكافى أمام حجم الشباب.
تابع أن هناك خطوات يجب القيام بها فى التعامل مع حاضنة الاعمال الخطوة الأولى تبدأ بالاستعداد بالفكرة وتحديد ما إذا كان لدى الشخص القدرة على الابتكار كرائد أعمال، ثم التقدم بطلب الالتحاق لأى من الدورات التى تعلن عنها الحاضنة، ثم تقديم نموذج العمل للمشروع، ويتم تقيم النموذج من خلال طرح الأسئلة المتعلقة بأساسيات النموذج فى مجال تسويق وبيع المنتج أو الخدمة وما مدى الجدوى الاقتصادية للمشروع، ثم تدريب المتقدم إدارياً وفنياً لإتمام مشروعه، وخلال هذا يتم دعمه لتأسيس الشركة بان يصبح لها سجل وبطاقة ضريبية، وتأتى الخطوة قبل الاخيرة وهى تقديم الدعم المالى لانطلاق المشروع، ثم الخطوة الأخيرة من خلال تشبيك صاحب المشروع بمسرعات الأعمال.
أكد خالد النجار مهندس ميكانيكا وصاحب مشروع ديكور منزلى أنه فى ظل التحديات الاقتصادية الكبيرة على مستوى العالم والتأثير المباشر على مستوى المعيشة لدى الأشخاص، لابد من السعى والبحث لزيادة الدخل واقامة المشروعات الانتاجية وتشجيع أصحاب الأعمال.
قال إنه قضى 14 عاماً موظفا بإحدى الشركات، حتى أيقن شغفه فى عالم الأخشاب وقرر ترك الوظيفة والتحول الى صاحاب مشروع مبتكر فى الاخشاب والديكور، متابعا أنه قام ببناء ورشة صغيرة بإمكانات مادية بسيطة، ثم بدأ فى تطوير الفكرة والمشروع، وأصبح مشروعاً كبيراً قام من خلاله بتشغيل العديد من الشباب، مشيرا إلى أن لحاضنات الأعمال دور أساسى فى توجيه أصحاب الأفكار المبدعة والمنتجة لإقامة وتأسيس مشروعات خاصة بهم.
أكد المهندس هانى جمال أحد الشباب المستفيدين من حاضنة أعمال أنه حاز على جائزة أفضل مشروع ريادى ضمن 8 مشاريع ابتكارية، وقام بتأسيس شركة خاصة به مشهرة لدى هيئة الاستثمار متخصصة فى مزرعة عقارب واستخراج السموم، لافتا إلى انه تلقى التدريب والدعم الفنى الإدارى والمالى من خلال المساهمة بجزء من تمويل المشروع من واحدة من حاضنات الأعمال.
أوضح أن نطاق عمل حاضنات الأعمال مازال فى حاجة للتطوير بهدف تفعيل دوره الجاد فى مساندة المشاريع، وزيادة الدعم المالى المقدم لتلك المشاريع، والمتابعة والإشراف بصفة دورية على المشروع، والعمل على تشبيك اصحاب المشاريع بمستثمرين.