تكنولوجيا حتمية تدخل فى كل مجالات الحياة ولها تأثير استراتيجى فى كل المجالات
بعيداً عن الأسرار والتحقيقات السياسية والجنائية والفنية لحادث تحطم الطائرة المروحية التى تسببت فى مقتل الرئيس الإيرانى «رئيسي» والوفد المرافق له فإن هناك بعداً مهماً فى نتائج هذا الحادث لم يهتم به الكثيرون، وهو البعد التكنولوجى وتأثير الذكاء الاصطناعي.
بينما يشيع الإيرانيون رئيسهم صباح أمس الأول إلى مثواه الأخير أكد وزير الدفاع الأمريكى أوستن على عدم «ضلوع» الولايات المتحدة فى حادث مصرع الرئيس الإيرانى وأنه ليس لديهم أى فكرة عن سبب الحادث وفى نفس الوقت أشارت الولايات المتحدة إلى أنها لم تتمكن لأسباب لوجستية إلى حد كبير من تلبية طلب إيرانى للمساعدة فى أعقاب حادث تحطم الطائرة والتى يرجح أن السبب الرئيسى هو فرض عقوبات أمريكية على إيران أدت إلى عدم صيانة الطائرة منذ سنوات فى الوقت الذى كلفت فيه هيئة الأركان بالجيش الإيرانى فريقاً رفيعاً بدراسة أسباب الحادث.. وهنا نتوقف عند ثلاث نقاط تكنولوجية رئيسية:
أولاً: اعتمدت إيران فى السنوات الأخيرة على طائرات قديمة سواء مدنياً أو عسكرياً بسبب العقوبات المفروضة عليها مما تسبب فى نقص قطع الغيار وضعف الصيانة وقد تسبب ذلك فى حوادث سابقة لطائرات تحطمت فى عام 1981 وأعوام 2001 و2021 و2024 وعام 2005 بل ان وزيراً ايرانياً سبق له أن أشار إلى وجود مقبرة للطائرات فى مطار مهرباد فى طهران.
ثانياً: الكنولوجيا الحديثة فى مسيرة تركية هى التى حددت مكان تحطم الطائرة باستخدام تقنيات حديثة لا توجد فى المسيرات الإيرانية مثل التصوير الليلى الجوى بدقة استخباراتية عالية والقدرة على التحليق لفترات أطول وغيرها من المميزات التكنولوجية السرية.
ثالثاً: فى الوقت الذى أكد فيه الكيان الصهيونى رسمياً عدم علاقته بحادث تحطم الطائرة فإن هناك تقارير غير معلوم مدى صحتها أو دقتها أو تبعيتها تشير إلى تكنولوجيا عالية وسرية وراء الحادث من مكان قريب وأنه ليس منطقياً أن يكون الحادث بسبب قطع غيار خاصة أن الأمر يتعلق بطائرة رئاسية.. وكذلك لا صلة للتغيرات الجوية بالحادث بدليل نجاة الطائرتين المرافقتين مما يشير إلى أن الطائرة الرئاسية والتى كان موجوداً بها أيضاً وزير الخارجية كانت هى المقصودة.
وبغض النظر عن صحة هذه التقارير ومدى تطابقها مع الواقع إلا أن هذه النقاط الثلاث تجرنا إلى حديث مهم عن المخاوف البشرية من تطور الذكاء الاصطناعى وتأثيره على كل مجالات الحياة الإنسانية.. والذكاء الاصطناعى ليس حديثاً على الحياة البشرية بل بدأ منذ عام 1950 أى حوالى 74 عاماً ولكنه تطور بشكل مذهل وأثر على كل مناحى الحياة عام 2023 ليبدأ مرحلة جديدة من مراحل تأثير تقنية الذكاء الاصطناعى لتصبح تكنولوجيا حتمية تدخل فى كل مجالات الحياة ولها تأثير استراتيجى فى كل المجالات رغم أنها مازالت تقنية معقدة وتحتاج إلى تعليم وتدريب مكثف وعالى الجودة.
ولا يستطيع أحد أن ينكر الآن أهمية الذكاء الاصطناعى خاصة فى الأنشطة الإنسانية فى تعزيز الانتاجية وزيادة الإيرادات وقلة التكلفة إلى جانب الحوسبة والمعلومات.. وبرغم كل تلك الحقائق فإنه تبقى العديد من التخوفات الإنسانية والقلق والخوف المشروع من الذكاء الاصطناعى أبرزته مؤخراً أو بشكل عالمى تلك الحادثة التى راح ضحيتها الرئيس الإيراني.