سبق ان تناولنا موضوعين فى غاية الأهمية.. الأول عن التحديات التى تشهدها المنطقة والوعى المطلوب والثانى عن ضرورة التلاحم والترابط ووحدة الصف لصد وكسر أى مخطط يحاك لنا.. نواصل اليوم ونتكلم عن ضرورة رفع المستوى الثقافى والتعليمى والتوعوى لان أول سلاح دائما يستخدمه أصحاب النوايا السيئة ضدنا هو مواقع التواصل الاجتماعى التى تنشر الأكاذيب بسرعة خارقة و لكن الاهم من انتشارها ومهما وصلت دقة الفبركة وترصيص الكلام هو استقبال الشخص سواء كان قارئا أو مشاهدا لما تم عرضه من اكاذيب وهنا أهم حلقة فى الموضوع كله اذا صدق أى فرد هذه السموم التى تعرض عليه واقتنع به اصبح اداة من ادوات الترويج لها وإذا رفضها ولفظها اصبح حائط صد منيع تنكسر عليه ذراع قوى الشر.
ولكى يصبح الانسان حائط صد منيع وقوى ولا يقدر احد على اللعب بعقله وأفكاره يجب أن يكون على مستوى تعليمى وثقافى جيد ومتابع للأحداث وعلى وعى كامل بها من كافة الزوايا بها ويفكر فيما يعرض عليه وهدفه والمغزي منه ولمصلحة من إثارة القلق والفتن.. إذن يجب علينا ان نعمل لرفع هذا المستوى الفكري والارتقاء به ولا نترك أبناءنا عرضة دون حماية لما يبثه وينشره الأعداء والجهلاء أيضا عبر وسائل التواصل من سموم.
لابد أن يكون هناك دور مؤثر فى قضية الوعى للمثقفين والإعلام والمؤسسات التعليمية والدينية والتربوية والشبابية ومن خلال كافة المنابر والمنصات التى تخاطب المواطنين فى مصر والعالم العربى وفى كل دول العالم لفضح هذه المخططات وإجهاضها.. لابد من تعزيز المبادئ والأخلاق و القيم والعادات و التقاليد التى يحاولون هدمها أو السخرية منها لانهم يعرفون انها مصدر قوتنا وتعزيز قيم المواطنة وتعميق الولاء والانتماء للهوية.
المراكز الثقافية والاعلامية المنتشرة لابد ان يكون لها دور أكثر إيجابية وفاعلية وتبلغ رسالة للحاضرين وليس مجرد حشد الأعداد التى تنتظر انتهاء المحاضرة واخذ الصور على المنصات وتذهب دون ان تحمل فى الذهن أى فكر أو رسالة تنقلها للآخرين بل تحمل صورة تنشرها على الفيسبوك
الفن والدراما.. بدلا من التركيز على العنف و الموضوعات التى لا تمت إلى الواقع بصلة.. أمامنا الآن مهمة لابد من تجسيدها بشكل درامى فهى تتميز انها اسهل واسرع و أوسع فى الوصول الى الناس وابسط فى الفهم حيث يتعايش المشاهد مع القضية من خلال الحبكة الدرامية
الجامعات والمدارس حيث مرحلة تكوين الفكر والفهم ورؤية الانسان للحاضر والمستقبل نحتاج مع المواد الدراسية النظرية مواد ثقافية توعوية تتناول الأحداث وتحللها وتوضيح دور ومسئولية كل فرد فى المجتمع
ان الواقع يفرض علينا الاستعداد لمواجهة هذه التحديات بعزم وإرادة قوية، والفترة القادمة تحمل فى طياتها تحديات جسيمة، والبحث عن عوامل القوة والوحدة والتماسك بين أبناء الشعب العظيم لنتصدى للأخطار، ان الوحدة الوطنية القائمة على الانصهار والتوحد تتطلب جهودًا جماعية، والعمل على استنفار روح الانتماء والمواطنة والهوية لدى كل فرد فى المجتمع.