هناك أمور وأشياء باتت من المسلمات المعروفة للقاصى والداني، ولكن يجب علينا إعادة نشرها وإلقاء الضوء عليها من باب «وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين» وأنا هنا أذكر المغيبين، إن صح التعبير.
وفى قلب هذه المسلمات عظمة ووطنية جيش مصر وتضحياته وبطولاته لإنقاذ البلاد والعباد طوال آلاف السنين وهو ما سوف نتعرض له بالتفصيل خلال عدة مقالات قادمة نتناول فيها دور هذا الجيش العظيم الأقدم والاعرق فى العالم.
فقوة مصر وشعبها من قوة وعزة جيشها، حقيقة تؤكدها الأحداث والملابسات، بل والمعارك والحروب عبر الزمان، فهو جيش الشعب ومن الشعب وإلى الشعب، و كذلك تؤكد حقائق التاريخ القديم والحديث ووقائع ومعطيات الحاضر صدق مقولة إنهم خير أجناد الأرض وإنهم فى رباط إلى يوم الدين وفقا لما جاء على لسان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وما أن يشكك البعض فى ذلك حتى تأتى الوقائع لتؤكد تحقيقها ومصداقيتها.
ولعل موقف الجيش المصرى العظيم المساند والمؤيد والحامى للشعب المصرى فى أعقاب أحداث 25 يناير 2011، ثم فى ثورة 30 يونيو 2013 وما تلاها من مؤامرات كانت تستهدف إسقاط الدولة المصرية وتفتيت مؤسساتها الوطنية وطمس هويتها وتسطيح عقول المواطنين لاسيما الشباب والنشء الصغار، ليثير دهشة البعض ممن لا يعرفون طبيعة هذا الشعب وخصائصه.
فهم لا يعرفون أن الجيش المصرى على مدار تاريخه جزء لا يتجزأ من شعب مصر العظيم، وأن من أهم أسباب قوة هذا الجيش أنه اعتمد على المصريين أبناء الأرض الطيبة.
واكتسب الجيش المصرى على مدار تاريخه قدرات هائلة على الصمود والنهوض مجدداً بعد كل كبوة، ولعل افضل دليل على ذلك ما حدث فى 5 يونيو 1967م وهزيمته فى معركة لم تتح له فيها فرصة القتال الحقيقي.. وكان للميراث التاريخى دور مهم فى صمود جيش مصر، وظهر معدن المقاتل المصرى بعد أيام قليلة من النكسة وبالتحديد فى أول يوليو 1967م، كما ظهر فى ملحمة رأس العش وتدمير المدمرة الإسرائيلية «إيلات»، وملحمة بناء حائط الصواريخ بأيدى المصريين مدنيين وعسكريين عمالاً ومهندسين وفنيين وفلاحين، ومهدت حرب الاستنزاف الطريق لجيش مصر لخوض أعظم معاركه فى التاريخ الحديث معركة العبور العظيم يوم السادس من أكتوبر عام 1973 والتغلب على أكبر مانع مائى فى تاريخ الحروب وتحطيم خط بارليف الحصين الذى وصف بأنه أقوى من خط «ماجينو».
وأثبتت حرب أكتوبر عظمة شعب مصر والتحامه التام مع قواته المسلحة فقدم أولاده فداء لمصر ولا أدل على ذلك من أنه لا تخلو قرية مصرية فى طول البلاد وعرضها من مدرسة تحمل اسم أحد الشهداء، وبرهنت حرب أكتوبر على تحضر شعب مصر إذ لم تسجل محاضر الشرطة جريمة واحدة طوال أيام الحرب التى جعلت الكل على قلب رجل واحد من أجل مصر….. وللحديث بقية ان كان فى العمر بقية.