يخطئ ألف مرة من يتصور لحظة ان أمريكا يمكن أن تحمى وطناً أو تصون أرضاً وان كل ما يحدث منذ 2011 فى كل الأوطان هو من تخطيط وتنفيذ الأمريكان وان الشرق الأوسط الجديد وبرنامج برنارد لويس لتقسيم الأوطان وتفتيت الدول وتمزيق الشعوب والجيوش تخطيط صهيو أمريكى يسعون ليل نهار لتنفيذه.. وكلما فشل سيناريو يبحثون عن سيناريوهات جديدة ويجب أن تؤخذ كل كلمة تخرج من أفواه الغرب بمنتهى الجدية.. فعندما تحدثت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2005 عن الشرق الأوسط تهكم كثيرون على حديثها وسخر آخرون من الفكرة.. بينما حدث بالحرف الواحد كل ما تحدثت عنه.. وإلى الآن تستمر مخططات الشيطان لإسقاط الأوطان.. ولم تعد الأبواب المواربة تجدى فى التعامل مع القضايا المصيرية ولم يعد الغرب يخفى نواياه ومخططه نحو الشرق.. وأيضاً لم يعد أمام الأمة العربية إلا وحدة الصف ووحدة القرار.. وللأسف الشديد لم يعد أحد العدة والعتاد لمثل هذا اليوم الذى لا يعترف فيه النظام العالمى إلا بمن يمتلك قوة الردع.. وكان يمكن أن يمتلك العرب من النووى والذرى ما امتلكه الآخرون.. لكن يبدو اننا لم نقرأ التاريخ ولا نستفيد من درس الماضى ولا نستوعب مجريات الحاضر ونلدغ من ذات الجحر مرات ومرات.. ولم نستوعب درس الأندلس التى ظلت عاصمة الحضارة الاسلامية قرابة الثمانمائة عام ثم سلمها آخر أمرائها عبدالله الأحمر على طبق من فضة.. ولما طلب أن يغادر وعائلته ومجوهراته وكنوزه سمحوا له بذلك.. وفى قلب المتوسط أغرقوه بسفينته وما ملك وضاعت الأندلس وبكى عبدالله الأحمر وهو يودع مملكته.. فقالت له أمه عبارتها الشهيرة: «فلتبك كالنساء على ملك لم تحفظه كالرجال» لأنه لم يعد ما يمكن أن يحافظ به على مملكته.. فسلمها ذليلا وغادرها ذليلا.
>>>
وللأسف الشديد ما حدث من قوات الاحتلال الاسرائيلى منذ ٧ أكتوبر الماضى انتهاك واضح لكل القوانين الدولية والإنسانية وجرائم حرب دافعة.. بل أصدرت الجنائية الدولية قرارات توقيف بحق رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه «جالانت» بسبب جرائم الإبادة الدافعة بحق الشعب الفلسطينى بل والعدوان السافر استهداف «الأونروا» والمنظمات الدولية ووسائل الاعلام والصحفيين تحت مرأى ومسمع العالم ولم يحرك ساكنا.. بل تحدت الولايات المتحدة الأمريكية كل النداءات الداعية إلى السلام والاستقرار.. واستقبلت نتنياهو فى إقرار منها بدعم ما تقوم به قوات الاحتلال من إبادة وتوسعات غير مشروعة.. وبات واضحاً للعالم بأسره النوايا تجاه قضايا المنطقة وتجاه أمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم.
>>>
وفى ظل قانون البقاء للأقوى الذى يحكم العالم فى ظل اننا دعاة سلام على جامعتنا العربية بيت العرب الكبير وعائلة الوطن العربى أن تتبنى توحيد الموقف العربى واستخدام ما لدينا من وسائل ضغط واتصالات دبلوماسية مع كافة القوى الدولية وتوسيع دائرة التحالف الداعم للحقوق الفلسطينية والرافض للجرائم الاسرائيلية والانحياز الأمريكى السافر لدولة الاحتلال والاتجاه نحو روسيا والصين والهند وتجمع «بريكس» وممارسة كل أنواع الضغوط الممكنة لإثناء الولايات المتحدة التى لها مصالح مهمة ومؤثرة بالشرق الأوسط والتى يمكن أن تضار ضررا بالغا فى حالة استمرار التصعيد الاسرائيلى واستمرار سياستها التوسعية ونشوب حربا شاملة فى المنطقة.. ولو اتخذ العرب تحت مظلة الجامعة العربية موقفا موحدا باستخدام كل وسائل الضغط الممكنة على الولايات المتحدة لتغير موقف البيت الأبيض من دعم الكيان والإبادة والتهجير 360 درجة.
>>>
ان ما تمر به الأمة العربية الآن غير مسبوق ولحظة فارقة فى التاريخ نكون أو لا تكون.. ولن يجدى البكاء على اللبن المسكوب.
>>>
على الأمة العربية بأسرها بعتادها وإمكاناتها أن تكون ظهرا للدولة المصرية فى مواقفها الوطنية الثابتة تجاه قضايا الأمة العربية والمنطقة بأسرها.. لا تتركوا الفارس المصرى بمفرده فى الميدان.. فقوتنا الحقيقية نحن العرب فى وحدتنا وصلابتنا فى موقفنا ووحدة قرارنا.. ونملك كل الأدوات للمواجهة.. ادعموا الفارس بما تملكون وهو قادر على المواجهة.