يبدأ العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى جولة تشمل الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وفرنسا وألمانيا لحشد الدعم الدولى من أجل وقف إطلاق النار فى غزة وحماية المدنيين.
وجاء فى بيان صادر عن الديوان الملكى الأردنى أمس أن الملك عبد الله الثانى غادر بلاده فى جولة تهدف إلى حشد الدعم الدولى من أجل وقف إطلاق النار فى غزة وحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل دائم وكاف، والتأكيد على أهمية إيجاد أفق سياسى يقود إلى تسوية شاملة تنهى الصراع الفلسطينى الإسرائيلي.
وأشار البيان إلى أن عبد الله الثانى سيلتقى فى واشنطن الرئيس الأمريكى جو بايدن وأركان الإدارة الأمريكية وعدداً من أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب بالكونجرس، فيما سيلتقى بالعاصمة أوتاوا رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو.
وفى باريس، سيجتمع مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فيما يشارك خلال زيارته إلى ألمانيا بالدورة الستين لمؤتمر ميونخ للأمن ويلتقى خلالها عدداً من كبار المسؤولين الغربيين والأوروبيين.
من ناحية أخري، قال مسؤولون إسرائيليون لشبكة ان بى سى الأمريكية إن تل أبيب مستعدة للسماح لزعيم «حماس» يحيى السنوار بالمغادرة إلى المنفى مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء حكومة حماس فى غزة..وقالت الشبكة الأمريكية إن الحكومة الإسرائيلية كانت قد تعهدت فى البداية بقتل السنوار والقائد العام لـ «كتائب القسام» محمد ضيف، وفكرة إرسالهم مع أربعة آخرين من كبار القادة إلى المنفى بدلا من ذلك، نشأت بعد بداية الحرب كوسيلة بديلة محتملة لإزالة قيادات «حماس» من غزة.
وذكر أحد كبار مستشارى رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو: «لا مانع لدينا إذا غادر السنوار مثلما غادر الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات لبنان»، على متن سفينة قبل 42 عاما، مبينا «أننا سنسمح بحدوث ذلك طالما تم إطلاق سراح جميع الرهائن».
وأفاد مستشار كبير فى الحكومة الإسرائيلية بأن «فكرة المنفى لتمهيد الطريق أمام هيئة حكم جديدة فى غزة خالية من التطرف كانت مطروحة على الطاولة منذ نوفمبر».
وكشف مصدر مطلع على اجتماع باريس أن الإسرائيليين اقترحوا على الأمريكيين أن يتم «ترحيل ستة من قادة حماس، بما فى ذلك السنوار والضيف، خارج غزة، لكن الاقتراح لم يتم تقديمه رسميا إلى حماس، لأن الحركة كانت قد استبعدت بالفعل فكرة المنفي».
وقال مصدران مطلعان على المناقشات داخل الحكومة إن «المنفى كان مجرد واحد من مجموعة من المقترحات التى طرحها الإسرائيليون على الولايات المتحدة والتى تضمنت استبدال حماس بقادة مدنيين يتم اختيارهم بعناية وإصلاح نظام التعليم فى غزة».
فى الوقت نفسه، غادر وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن الشرق الأوسط وسط انقسامات علنية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ربما تكون فى أسوأ مستوياتها منذ بدء الحرب الإسرائيلية ضد حماس فى غزة فى أكتوبر.
فى ختام رحلة شملت 4 دول فى الشرق الأوسط، وهى الخامسة له فى المنطقة منذ اندلاع الصراع، كان بلينكن عائدا إلى واشنطن بعد تلقيه رفضا لمقترح حماس من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، الذى قال إن الحرب ستستمر حتى تنتصر إسرائيل تماما، وبدا أنه يرفض بشكل قاطع رد حماس على خطة وقف إطلاق النار المقترحة.
كانت العلاقات بين إسرائيل وحليفتها الدولية الرئيسية، الولايات المتحدة، متوترة منذ أشهر، لكن رفض نتنياهو العلنى للخطة التى تقول الولايات المتحدة إنها تستحقها، على الأقل كنقطة انطلاق لمزيد من المفاوضات، سلط الضوء على الانقسام.