مع انطلاق مفاوضات الدوحة لبحث وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، أكد مصدر مصرى رفيع المستوى أن هناك تعاوناً بين الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) لتقريب وجهات النظر بهدف التوصل لوقف النار.
وكشف المصدر تواصل الجهود المكثفة لوفد التفاوض المصرى بالعاصمة القطرية الدوحة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة. وأن مصر جددت تأكيدها لكافة الأطراف ضرورة إيجاد صيغة توافقية للوصول لهدنة بشكل عاجل، وقال المصدر أن مصر أكدت لكافة الأطراف مجدداً ضرورة إيجاد صيغة توافقيه لهدنة اطلاق النار بشكل عام.
وقال البيت الأبيض أن بداية المفاوضات واعدة وأن الأطراف أطلعوا على بعض التعديلات ويتم المناقشاتحولها.
من جانبها قالت القناة الإسرائيلية الـ12 أن مفاوضات الدوحة ستستمر يومين، وأن الهدف منها سد الفجوات لمحاولة التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
أما حركة حماس، فقد أعلنت أنها لن تشارك فى الجلسة الأولى على أن تراقب وترى مدى جدية الوفد الإسرائيلي، مؤكدة أنها لن تعيد التفاوض حول ما تم الاتفاق عليه سابقا، متهمة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالمراوغة.
وقال مصدر بحماس أن الحركة ستراقب وتتابع سير جولة التفاوض وهل مسار المفاوضات جدّى من الاحتلال ومجدٍ لتنفيذ الاقتراح الأخير أم أنه استمرار للمماطلة التى يتبعها نتنياهو.
فيما أكد مصدر آخر أن الحركة معنية بوقف الحرب والتوصل لصفقة واتفاق لوقف إطلاق النار على أساس الاقتراح الذى قُدّم الشهر الماضي.
وكانت الإدارة الأمريكية قد كشفت مساعيها فى الأيام الأخيرة، واعتبرت أنه لا يوجد مبرر لأى طرف لعرقلة التوصل لاتفاق وقف اطلاق النار فى قطاع غزة بعد نحو 10 أشهر على الحرب.
يأتى هذا بينما كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن إضافة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو شروطاً جديدة إلى المفاوضات الهادفة لتبادل المحتجزين والأسري، ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة.
وفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، استناداً إلى وثائق حكومية إسرائيلية داخلية، أدخل نتنياهو شروطاً إضافية على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، من بينها فرض المزيد من القيود على الفلسطينيين الساعين للعودة إلى منازلهم فى قطاع غزة، كما طالب بتشديد الإجراءات الأمنية فى المناطق الحدودية للقطاع، وضمان عدم عودة العناصر المسلحة إلى شمال قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، شدد نتنياهو على ضرورة منع دخول الأسلحة إلى القطاع بأى شكل.
ميدانيا، قالت صحيفة هآرتس إن الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضى تعد ضمن أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن الـ21.. وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلى قتل كثيرا من المواطنين الفلسطينيين فى المناطق التى سبق أن أعلن أنها آمنة.
وقالت الصحيفة فى تحقيق نشرته إن نتنياهو دأب على اتهام المجتمع الدولى بالنفاق فى موقفه من الحرب على قطاع غزة، مدعيا أنه يتجاهل الصراعات الأخرى والكوارث الإنسانية.
وأوضحت الصحيفة أن التمعن فى عدد الشهداء فى قطاع غزة يكشف أن هذه الحرب من أكثر الحروب دموية منذ بداية القرن، خاصة إذا نظرت إلى معدل الوفيات.وأشارت إلى أن أكثر من 40 ألف شخص قتلوا فى قطاع غزة منذ خلال 10 أشهر من الحرب، وهو ما يمثل نسبة 2 ٪ من مجموع السكان البالغ نحو مليونى نسمة. هذا الرقم غير معتاد فى عصر الحروب التى وقعت بعد الحرب العالمية الثانية.
على صعيد متصل، قال مسئولون فى الإدارة الأمريكية لصحيفة نيويورك تايمز ان إسرائيل حققت كل ما فى وسعها عسكريا فى قطاع غزة – والآن القصف المستمر لا يؤدى إلا إلى زيادة المخاطر على المدنيين، فى حين تضاءلت إمكانية الاستمرار فى إضعاف حماس.
وقالت نيويورك تايمز الأمريكية إن استعادة نحو 115 محتجزا إسرائيليا فى غزة لا يمكن تحقيقه عسكريا.. وإذا كان الجيش الإسرائيلى ألحق ضررا كبيرا بحركة حماس، لكنه لن يكون قادرا أبدا على القضاء عليها بشكل تام.
وفيما يتعلق بالقصف اليومي، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 413 من الحرب حيث ارتفعت حصيلة الشهداء الى أكثر من 40 ألف، بينما وصلت الاصابات الى 49229 حالة.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلى مجزرتين ضد العائلات فى قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية راح ضحيتها 36 شهيدا فيما بلغ عدد الإصابات 54 إصابة.
وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى ان الاحتلال يواصل إغلاق معبر رفح منذ أكثر من مائة يوم. وأشار إلى أن أكثر من الف مريض وجريح استشهدوا نتيجة منعهم من السفر لتلقى العلاج بالخارج.
وفى جنوب قطاع غزة، تواصل قوات الاحتلال العملية البرية فى شرق خان يونس لليوم الثامن على التوالى فيما يستمر القصف الجوى فى مختلف أنحاء المدينة، حيث ارتقى 13 شهيدا ونحو أربعين جريحا فى قصف ثلاثة منازل بمنطقة معن جنوب خان يونس.
وفى الشمال، ارتقى شهداء وجرحى بقصف اسرائيلى استهدف منزلا بحى الصبرة جنوب مدينة غزة. وكان ستة مواطنين ارتقوا فى قصف على حى الزيتون جنوب شرق المدينة.
أما فى وسط القطاع، فقد ادّت الغارات الجوية على مخيمات الوسطى البريج والنصيرات والمغازى إلى ارتقاء 19 مواطنا خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية. بينما حددت المدفعية قصفها لشمال مخيم النصيرات وبلدة المغراقة ومدينة الاسري.
يأتى هذا بينما، نفى القيادى فى حركة حماس أسامة حمدان أن يكون قائد الجناح العسكرى للحركة، محمد الضيف، قد قتل فى قصف إسرائيل فى غزة، رغم التأكيدات الإسرائيلية. وقال أسامة حمدان إن الضيف، على قيد الحياة، وفقا لما ذكرته وكالة الأسوشيتد برس.
واتهم حمدان إسرائيل بتكثيف هجماتها على قادة حماس بعد أن وافقت الحركة من حيث المبدأ على الاقتراح الأخير لوقف إطلاق النار.
وفى الضفة الغربية، أفات وزارة الصحة باستشهاد شابين جراء عدوان الاحتلال على مخيم بلاطة، ليرتفع عدد الشهداء فى الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى (632) شهيداً.
وأوضحت أن من بين الشهداء (147) شهيداً من الأطفال، و(9) شهيدات من النساء، و(7) شهداء من المسنين.
وفى ملف المعتقلين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي30 مواطنا على الأقل من الضفة، بينهم طالبة، وأسرى سابقون. وأوضحت هيئة شئون الأسرى والمحررين، ونادى الأسير أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من 10 آلاف ومائة مواطن من الضفة، بما فيها القدس المحتلة، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء شعبنا.