قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه لا شيء يبرر العقاب الجماعى للشعب الفلسطيني، وإن القانون الدولى الإنسانى معرض للتهديد، وعشرات آلاف المدنيين يقتلون فى غزة، مشيرا إلى أن دور وكالة الأونروا أساسى فى توزيع المساعدات داخل القطاع.
كما طالب جوتيريش بوقف فورى للنار وإطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين موضحا أن الهجوم الإسرائيلى الشامل على رفح «سيدق المسمار الأخير فى نعش برامج المساعدات».
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن «افتقار مجلس الأمن إلى وحدة الصف بشأن غزة وأوكرانيا قوض سلطته»، لافتا إلى أن العالم يتجه نحو تعددية الأقطاب «لكن دون مؤسسات، وهو ما يسبب فوضي».
فى السياق، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فيليب لازاريني، إنه لا يزال من الممكن تجنب المجاعة فى قطاع غزة إذا توفرت الإرادة السياسية الحقيقية لذلك.
وأضاف لازارينى فى منشور عبر منصة «إكس» أن «دعواتنا لإرسال المساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة تم رفضها، ولقيت آذانا صماء».
وقال المسئول الأممى إن «فرق أونروا تمكنت آخر مرة من إيصال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة بتاريخ 23 يناير الماضي».
أضاف مفوض عام «أونروا»: «منذ ذلك الحين، نحذر جنبا إلى جنب مع الوكالات الأممية الأخرى من مجاعة تلوح فى الأفق، ونطالب بوصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم».
واختتم لازارينى بالقول: «يمكن تجنب المجاعة إذا توفرت الإرادة السياسية الحقيقية من ناحية، وتم السماح بدخول المزيد من قوافل الغذاء إلى شمال غزة بشكل منتظم من ناحية أخري».
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية «أوتشا» قد أعلن فى 16 فبراير الجاري، أنه بين 1 يناير و12 فبراير، رفضت السلطات الإسرائيلية وصول 51٪ من البعثات التى خططت لها المنظمات الشريكة فى مجال العمل الإنسانى لإيصال المعونات وإجراء تقييمات إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادى غزة.
وتشير التقارير إلى تزايد المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائى الحاد فى شتى أرجاء قطاع غزة، حيث يتزايد عدد التقارير عن الأسر التى تكافح من أجل إطعام أطفالها، ويزداد خطر الوفيات الناجمة عن الجوع فى شمال القطاع، بحسب الأمم المتحدة.
وأوضح مكتب «أوتشا» أن أكثر من نصف شحنات المساعدات إلى شمال غزة منعت من الوصول الشهر الماضي، وأن هناك تدخلا متزايدا من الجيش الإسرائيلى فى كيفية ومكان تسليم المساعدات.
وأضأف أن ما يقدر بـ300 ألف شخص يعيشون فى المناطق الشمالية محرومون إلى حد كبير من الحصول على المساعدات، ويواجهون خطر المجاعة المتزايد.
من جانبها، قالت منظمة «اليونيسيف»، إن إدخال المساعدات الإنسانية فى قطاع غزة يمثل مسألة حياة أو موت بالنسبة للأطفال.
أضافت المنظمة أنه يجب إدخال كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والمياه والدواء والوقود إلى قطاع غزة بشكل عاجل. كما شددت على ضرورة تنفيذ وقف إطلاق نار إنسانى وفورى فى قطاع غزة لإنقاذ الأرواح وإنهاء المعاناة.
وكان المتحدث الإقليمى لمنظمة اليونيسيف، قد أكد إن الوضع فى رفح كارثى حيث يوجد عدد هائل من الفلسطينيين فى تلك المنطقة.
أضاف أن أى عملية عسكرية فى رفح ستؤدى إلى كارثة كبيرة على حياة الأطفال والمدنيين، مشيرا إلى أنه يتم العمل على تقديم المساعدات اللازمة للفلسطينيين فى قطاع غزة.