السعى الدائم للاعتراف بـ«الدولة المستقلة» على حدود 4 يونيو 67.. وعاصمتها القدس الشرقية
بالحقائق.. بالوقائع.. بالثوابت التى أعلنتها.. بالمواقف الأكثر وضوحاً تؤكد مصر أنها الدولة الأكثر مساندة ودعماً للقضية الفلسطينية والأشد دفاعاً عنها ورفضاً لقضيتها والأكبر دعماً لشعبها فى مواجهة العدوان الإسرائيلى منذ بدأ فى 7 أكتوبر الماضى فمنذ تصاعدت الأحداث وبدأ العدوان الاسرائيلى على غزة فى 7 أكتوبر الماضى ومصر تسخر جهودها السياسية والدبلوماسية لوقف المذابح والمجازر التى ترتكبها اسرائيل بحق الفلسطينيين فى قطاع غزة وحماية الدماء الفلسطينية.
كانت مصر واضحة وحاسمة فى رسائلها للعالم والتى وضعت الأمور فى نصابها منذ أول لحظة وكشفت الكثير من الحقائق، من خلال تأكيدهاالدائم على ثوابتها تجاه فلسطين والتأكيد بأن جهود مصر لن تتوقف بالنسبة للقضية الفلسطينية وهى اولوية اولى لمصر ولن تفرط فى حق الشعب الفلسطيني، كما اكدت مصر رفضها القاطع لتصفية القضية الفلسطينية.. او التهجير القسرى للفلسطينيين، واهمية التوصل الى وقف فورى ومستدام لاطلاق النار والالتزام بقرارات الشرعية الدولية واحترام القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني.
وشددت مصر فى اللقاءات الثنائية والاجتماعات والاتصالات الهاتفية مع قادة دول العالم والزيارات المباشرة أو استقبال العديد من المسئولين فى المنطقة على ضرورة الضغط على إسرائيل لفتح المزيد من المعابر الإسرائيلية مع قطاع غزة فى إطار تحمل مسئولياتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.
وشددت مصر على ضرورة الانفاذ العاجل والدائم للمساعدات الانسانية الى قطاع غزة.. بدون عوائق، ومنع توسيع دائرة الصراع بما يهدد باشعال المنطقة.
كما اعربت مصر عن ضرورة مواصلة الجهد للوصول الى صفقة تسمح بتبادل الرهائن.
كما طالبت العالم بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية مؤكدة أن هذا هو الحل لتحقيق السلام الشامل، وضرورة العمل على ضمان حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره مع الرفض التام لأى محاولات لتصفية القضية او تهجير الفلسطينيين خارج اراضيهم..
شددت على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته بجدية وفاعلية.
اكدت مصر على خطورة الاجراءات الإسرائيلية الأحادية التى تتخذها إسرائيل فى الضفة الغربية من خلال الاستمرار فى عمليات التوسع الاستيطانى وزيادة حملات الاعتقالات والاقتحامات الممنهجة للقرى والمدن الفلسطينية، كما حذرت مرارا وتكرارا مما تشهده المنطقة من حالة عدم الاستقرار نتيجة التداعيات شديدة السلبية للحرب الجارية فى غزة، وامتداد تأثيرها على تنامى وتيرة التصعيد فى جنوب لبنان، بالإضافة إلى الأزمة اليمنية وتأثيراتها المباشرة على أمن البحر الأحمر.
ولفتت الى أهمية دعم المجتمع الدولى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» على ضوء الدور المحورى الذى تضطلع به.. وضرورة توفير الدعم الماديوالسياسى للوكالة لاستكمال مهمتها الإنسانية بالغة الأهمية فى قطاع غزة والضفة الغربية.
أكدت أيضا مصر على جملة من الثوابت الخاصة بها تجاه مسألة التصعيد الإسرائيلى فى قطاع غزة، على رأسها رفض أى عمليات عسكرية إسرائيلية فى قطاع غزة، ورفض عمليات التدمير والقتل الممنهج الإسرائيلية، ورفض مساعى تصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر أو أى دولة أخري، وأن تهجير الشعب الفلسطينى لسيناء يمثل خطاً أحمر بالنسبة لمصر، وأكدت مصر منذ اللحظة الأولى على أن هذا التصعيد يضر بالأمن الإقليمى للمنطقة ككل، وليس فقط بالداخل الفلسطيني.
جاءت الجهود المصرية لطرح حلول يمكن من خلالها وقف التدهور القائم فى قطاع غزة، وهى جهود بدأ التمهيد لها عبر التواصل الدبلوماسى والسياسى المستمر مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية، خاصة فى ظل التدمير الواضح الذى طال البنية التحتية لقطاع غزة، والعدد القياسى من الشهداء والجرحي، وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل لا يمكن قبوله، وسط استمرار لسياسة «التهجير القسري»، التى تنتهجها إسرائيل بهدف تغيير الوضع الديموغرافى لقطاع غزة.
بل إن مصر طرحت الخطة الأكثر «واقعية» لإيجاد نقطة ارتكاز واضحة يمكن من خلالها التحرك قدماً وبشكل إيجابى لإيجاد حل نهائى للمعضلات التى تكتنف القضية الفلسطينية، وهى خارطة طريق طرحتها مصر خلال قمة «القاهرة للسلام»، التى احتضنتها مصر21 أكتوبر الماضي، وحضرها أكثر من 30 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، وهى القمة التى عبرت بشكل واضح عن الرغبة المصرية فى مواكبة الأحداث فى غزة بشكل عاجل، وسارعت بطرح هذه الخارطة من أجل العمل على إيجاد وسائل لتطبيقها بالتزامن مع المسارات الأخرى التى تتحرك فيها لوقف التصعيد الحالي.
جهود كثيفة قامت بها مصر من خلال الاتصالات واللقاءات مع تصاعد وتيرة الحرب، مع كافة الأطراف سواءً الإقليمية والعربية أو الدولية، وهو ما مهد ليكون الدور المصرى رئيسى فى محاولات البحث عن صيغ فعالة لوقف إطلاق النار، وأسفرت الجهود المصرية والقطرية المشتركة عن التوصل لهدنة إنسانية مؤقتة على مدار نحو أسبوع فى نوفمبر الماضي، تم بموجبها إيقاف العمليات القتالية بشكل كامل فى جميع أجزاء قطاع غزة، وإيقاف تحليق الطائرات الإسرائيلية فى أجواء وسط وجنوب قطاع غزة، ووقف الطلعات الجوية الإسرائيلية بشكل جزئى فى أجواء شمال القطاع، مع التبادل التدريجى للأسرى من النساء والقصر بين الجانبين.
كما استضافت مصر العديد من جولات المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بمشاركة كل من قطر والولايات المتحدة الأمريكية، واستقبلت القاهرة العديد من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية وممثلى المنظمات الدولية والإقليمية للنقاش حول السبل الكفيلة بالتهدئة المؤقتة والتى تقود إلى وقف إطلاق نار مستدام فى غزة، وتنفيذ أيضا التهدئة فى الضفة الغربية.