مازال نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل يضع العراقيل أمام الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ومحاولة الوصول إلى المختطفين بعمليات نوعية فى الغالب تكون مأساوية وتنتهى بموت الرهائن وها هى القوات الإسرائيلية تعثر على 6 من الرهائن قتلى فى أنفاق حماس قبل وصول القوات الإسرائيلية إليهم بيومين.
وقيام نتنياهو بدور الفتى الأمريكى رامبو ليس مستحباً أمام الرهان الذى يطلق شرارة حرب إقليمية واسعة بالمنطقة لا يحمد عقباها.
فقد اتضحت بشكل صريح نيته بأن القصد من التصعيد وعرقلة أى مسار لوقف الحرب ليس فقط حماس وقيادتها بل القصد هو التهجير القصرى للفلسطينيين عامة وخاصة بعد قيام قوات الاحتلال بتنفيذ العديد من الاقتحامات للضفة الغربية والتى تخضع للحكومة الفلسطينية وهذا ما حذرت منه مصر والقيادة السياسية مراراً وتكراراً.
نتنياهو لا يسعى لاتفاق مع الفلسطينيين فهو لا يعترف أصلاً بالفلسطينيين أو بدولتهم رغم حجم التأييد الذى حظيت به قضيتهم أمام شباب العالم وخاصة طلبة الجامعات الذين يمثلون قادة المستقبل بل يسعى رئيس وزراء إسرائيل إلى كسب الوقت حتى تتضح معالم الانتخابات الامريكية وينحاز إلى الجناح الفائز بمقعد الرئاسة ويبدأ فى الحصول على أكبر دعم ممكن لإسرائيل.
نتنياهو يلعب بأعصاب العالم وأفراد شعبه حينما لا يعطى لاتفاق التهدئة الاهتمام المطلوب للاتفاق على إطلاق سراح الرهائن ويدخل نصوصاً تسمح للقوات الإسرائيلية باستمرار السيطرة على غزة اقتصادياً وعسكرياً ولا يعطى الاهتمام لعدد الشهداء والجرحى والمفقودين الذى فاق الـ 200 ألف فرد.
إن البحر الاحمر يغلى فوق بركان من الصواريخ والقنابل وايضاً جبهات لبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية لم تهدأ بعد وسوف تستمر الحرب أسابيع وأسابيع طالما اتفاق السلام مازال بعيداً وسوف يكون التطبيع الحقيقى مع شعوب المنطقة أكثر بعداً من أى اتفاق أو معاهدات.
وأقول إن اسرائيل أكثر طرف رابح من نشر السلام فى ربوع المنطقة من خلال استمرار التنمية والتقدم بدلا من الحرب والدمار وأنا على يقين أن أعداد الإسرائيليين الفارين من أتون الحرب أكثر بكثير من أى وقت مضى وأن سكان شمال إسرائيل فقدوا الاستقرار فى قراهم بسبب ضرب الصواريخ من هنا وهناك.
وإذا لم ينجح الوسطاء فى الوصول لاتفاق لوقف الحرب فإن المعاناة سوف تستمر للفلسطينيين والإسرائيليين معا حرماناً من التعليم والصحة والتنمية وسوف تأكل الحرب الأخضر واليابس وسوف يكتب التاريخ أن أكبر امبراطورية فى العصر الحديث عجزت عن صنع سلام قائم على العدل يلبى طموحات الشعبين وليس المتطرفين منهم أو الذين يستمدون القوة من نظرائهم الأمريكيين.