حزب الله: تهديدات إسرائيل «أعطت نتائج عكسية» وزادت من رعب المستوطنين
تحذيرات دولية من اتساع صراع الشرق الأوسط .. فرنسا تخطط لدعم نشر الجيش اللبنانى
أثار التصعيد المتواصل بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل قلق العالم من اتساع دائرة الصراع فى الشرق الأوسط، وسط مخاوف من تدخل دول أخرى إذا تطور الوضع بين الجانبين إلى صراع مسلح. فبينما قالت الولايات المتحدة إنها لن تكون قادرة عن حماية حليفتها المقربة إسرائيل، أكدت الأخيرة أنها «مستعدة» للحرب بأسلحة «غير مسبوقة»، وذلك رغم المطالبات الدولية بالتهدئة.
أكد قائد الجيش الأمريكي، الجنرال تشارلز براون، من أن واشنطن ستواجه صعوبة فى مساعدة إسرائيل فى حالة نشوب حرب واسعة النطاق ضد حزب الله، محذرا من أن أى امتداد للصراع على حدود إسرائيل الشمالية سيهدد المنطقة برمتها بحرب كبيرة وواسعة، بمشاركة إيران أيضا.
وقال براون، إن الاحتمالات تتزايد بأن تختار إيران الدخول فى حرب مباشرة مع إسرائيل فى حال نشوب حرب مع حزب الله. وأضاف: «لن تكون الولايات المتحدة قادرة على الدفاع عن إسرائيل كما دافعت عنها خلال الهجوم الصاروخى والطائرات بدون طيار الإيرانى فى أبريل».
جاء ذلك بعد أن أكد رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو قبل أيام أن «العمليات العسكرية فى قطاع غزة على وشك الانتهاء حتى نتفرغ للشمال».
فى الوقت نفسه، أكدت إسرائيل، أمس، أنها تدرك أن وقوع حرب مع حزب الله تعنى توسع نطاق المواجهة فى المنطقة، مشددة على أنها مستعدة لهذا السيناريو، مشيرة: «قواتنا على الحدود مع لبنان أربعة أضعاف ما كانت عليه قبل 7 أكتوبر».
وقال مصدر إسرائيلى لـ»سكاى نيوز»: «نحن نعرف أن لدى حزب الله قدرات عسكرية ضخمة ولم يكشف عن جزء كبير منها لكن لدينا نحن أيضا قدراتنا». وأوضح أن «الجبهة الشمالية تعتبر جبهة ثانوية وغزة هى الجبهة الرئيسية، مشيرا إلى استمرار القوات الاسرائيلية فى «استنزاف» حزب الله إلى حين تحول الجبهة الشمالية إلى جبهة رئيسية، والحرب مع الحزب ستجعله يدفع ثمنا داخليا باهظا يجعله يفكر مائة مرة قبل مواجهتنا مرة أخري».
كما حذر المصدر لبنان قائلا: «الحرب مع حزب الله ستكون مع الدولة اللبنانية، وسيدفع لبنان كبلد ثمنا فيها، وإذا دخلنا إلى جنوب لبنان فلن نخرج قبل التوصل إلى اتفاق، وإذا كانت الحكومة اللبنانية تريد أن تكون صاحبة السيادة على كل أراضيها عليها أن تعمل على تغيير الواقع فى الجنوب».
كانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد نقلت عن مصادر مطلعة أن تل أبيب أبلغت واشنطن بأنها قد تستخدم أسلحة لم تستخدمها من قبل فى حال نشوب حرب شاملة مع حزب الله فى لبنان.
أكدت القناة أن إسرائيل بعثت رسالة إلى البيت الأبيض قالت فيه إنها ستستخدم أسلحة لم تستخدمها من قبل مطلقا– للتعامل مع حرب محتملة مع حزب الله فى لبنان، لحسمها سريعا وعدم الانجرار إلى حرب طويلة.
ولم تحدد القناة الجهة الإسرائيلية التى أرسلت الرسالة ولا توقيت إرسالها وطبيعة الرد الأمريكى عليها، وقد هددت إسرائيل فى رسالتها.. بأنه إذا لم يرتدع حزب الله قريبا، فلن يكون أمام تل أبيب خيار سوى التحرك العسكرى فى لبنان.. واعتبرت أنها لن تستطيع حسم الحرب فى لبنان بدون استخدام أسلحة ومنظومات أسلحة لم تستخدمها من قبل.
على الجانب الآخر، اعتبر عضو المجلس المركزى فى حزب الله نبيل قاووق، أن كثرة التهديدات الإسرائيلية المتواصلة «عنوان عجز وضعف وليست عنوان قوة»، مشيرا إلى أن «التهديد والتهويل لا يغيران من واقع هزيمة العدو».
وفى تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية فى لبنان، شدد قاووق على أن «تهديدات إسرائيل أعطت نتائج عكسية، لأنها زادت من رعب المستوطنين فى الشمال وغيره، ولم تطمئنهم بل أغرقتهم فى بحر الخوف».
وحول ردود الأفعال الدولية للتطورات الأخيرة، اعتبر مفوض السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل أن احتمال نشوب صراع كامل مع حزب الله صار «أمرا واقعيا» سيكون له أثر خطير على المنطقة وخارجها. وأضاف بوريل للصحفيين قبل اجتماع وزراء خارجية التكتل فى لوكسمبورج «يتزايد خطر تأثير هذه الحرب على جنوب لبنان وامتدادها يوما بعد يوم. نحن على أعتاب حرب يتسع نطاقها».
كما حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من أن الوضع بين إسرائيل وحزب الله مقلق للغاية. وأضافت «أى تصعيد آخر سيكون كارثيا بالنسبة لشعوب المنطقة». وتعتزم بيربوك التوجه إلى العاصمة اللبنانية بيروت لإجراء محادثات مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وفى باريس، أعلنت فرنسا أمس أنها ستدعم الجيش اللبنانى إذا قررت حكومة بيروت نشر جيشها على طول الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وهى خطوة قد تشجع المساعدات الدولية للجيش اللبناني.
وقال مسئول حكومى فرنسى كبير، وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية إن المناقشات تجرى حول نشر قوات عسكرية لبنانية على طول الحدود الإسرائيلية لمنع التصعيد. وقال المسئول الحكومى فى باريس: «علينا فى فرنسا أن نكون مستعدين لتسهيل انتشار الجيش اللبناني، وهو أمر من شأنه أن يسهم فى أمن وسلامة اللبنانيين.
يذكر أن الجيش اللبنانى قادر على نشر 15 ألف مقاتل على طول الحدود، رغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت حكومة بيروت ستكون قادرة على تمويل مثل هذه العملية فى ظل الأزمة الاقتصادية الخطيرة التى يعيشها لبنان.
من جانبه قال وزير الخارجية اليونانى جورج جيرابيتريتيس «من غير المقبول على الإطلاق توجيه تهديدات لدولة ذات سيادة فى الاتحاد الأوروبي.. نقف إلى جانب قبرص وسنتصدى جميعا لكل أنواع التهديدات العالمية من المنظمات الإرهابية». جاء ذلك ردا على تهديدات الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لقبرص.