الصبر قوة وعزيمة.. أمامها ينحنى الحزن وينسحب اليأس لأن فى السماء رب سميع قريب مجيب الدعاء.
تعالوا احكى لكم حكاية من مهنة المتاعب، عاد الزوج لمسكنه بعد منتصف الليل ليجد ربة بيته وبناته الثلاث فى انتظاره، وجوههن جميعا تضيء بالحب والشوق إلا أنه اقسم ومردداً انه سيقتلهن إذا لم يغادرن فوراً.
اخذت الأم المسكينة فلذات كبدها بهدوء وخوفا من الفضائح توجهت إلى عمدة القرية لاستضافتهن فى بيته حتى الصباح ثم تغادر إلى منزل عائلتها بالمدينة المجاورة.. وظلت تطرق الباب حتى استجاب لها بصوته.. وعندما علم بمأساتها رفض بحجة انه لا يريد صناعة المشاكل.. فانصرفت وبناتها.. وهى تنظر إلى السماء داعية.. يارب وجاءها الرد فوراً.. زلزال شديد وكأنه بركان غضب على الظالمين، ثم رأت منزلاً قريباً يشع بالانوار والضحكات.. فأسرعت الخطى ومعها ازهار حياتها الثلاث.. وطرقت الباب ففتحه صاحب الدار، ورحب بهن وزوجته وأولاده، وقدموا الاطعمة الشهية قائلين: «انتوا حبايبنا».
وظل الجميع يغنون وبعد ساعات من شروق الشمس جاء العمدة إلى بيت رجل الخير.. وقال له: جاءت إلى سيدة من جيرانى بالليل لأسترها فى دارى فرفضت.. وبعد نومى جاءنى طائر فى المنام وصارخا: انت من اهل الشقاء.. وسيدمرك البلاء، اما منقذ السيدة المنكسرة فله جنات من السماء.. قمت من سريرى لأرى الدمار يملأ كل مكان حولي.
رد عليه الرجل الطيب.. نعم وهذا الملاك جاءنى ايضا ومبشراً بفرح دائم فى القلب وجنات لمن أحب:
>>>
فى النهاية.. سأل الإمام الشافعى إن كان ربك يرمينا بسهام القدر فتصيبنا فكيف لنا بالنجاة؟.. فأجاب كن بجوار الرامي.. تنجو.
>>>
قال الإمام على بن أبى طالب «رضى الله عنه» ما من احد ادخل على قلب فقير سروراً إلا خلق الله له من هذا السرور لطفا.. فإذا نزلت به نائبة جرى إليه لطف الله.. كالماء فى انحداره حتى يطردها عنه.
>>>
وفى النهاية نقول: هل لنا ان نرفع من رصيد الخير فى حياتنا يشفع لنا عند حسابنا.. اعمال الخير قد تبدو صغيرة، او غير ملموسة.. لكنها تتجمع كحبات المطر.. فى كتاب عند الله سبحانه وتعالي.. لاى ترك ذرة او همسة او قول طيب.. فى قاع البحر او قمة جبل إلا سجلها ولا يظلم أبداً اى انسان من رب العباد.