لا أستبعد أن نستعين بمشاهدين أجانب فى ملاعب كرة القدم بدلا من المشجعين المصريين.. لأنهم غير مؤهلين لهذه المهمة الكبري، وقبل ذلك أو بعده نستعين بنقاد اجانب ومذيعين أجانب ومجالس أجنبية لإدارة الاندية.
هذا الأمر من المتوقع حدوثه فى القريب العاجل أو البعيد الاجل بعد ان تحولت مسألة الاستعانة بالحكام الاجانب إلى قاعدة فى إدارة المباريات المهمة أو الفاصلة ومنها القمة الكروية رقم «129» التى انتهت بالتعادل بين الاهلى والزمالك.. ورغم الاستعانة بحكم نرويجى الجنسية، إلا ان هذا لم يرض جمهور الفريقين الذين شكك البعض منهم فى قراراته خاصة بالنسبة لعدم احتساب ضربات جزاء يرون أن ناديهم كان يستحقها.
والحقيقة أن الخسارة مضاعفة فى هذه المسألة التى يتم فيها الاستعانة منها بحكام اجانب لإدارة المباريات التى تجرى بين قطبى الكرة المصرية، لانها لا تتوقف عند حدود المكافأة التى يحصل عليها الحكام الاجانب او مصروفات السفر والاقامة، لكن الخسارة الكبرى فى ضياع الثقة بالنفس وبحكامنا.
يخشى المسئولون فى الاندية ان ينحاز الحكم المصرى لفريق ضد الاخر وهذا امر غير وارد.. فالمباريات تجرى فى وضح النهار او تحت الاضواء الكاشفة وتحت مراقبة كاميرات دقيقة خاصة بعد تقنية «الفار» VAR لحل كل المشكلات العالقة بين الطرفين بما يتوفر لها من كفاءة الاجهزة والتكنولوجيا المستخدمة طبقا لبنود الاتفاق الموقع بين اتحاد الكرة والشركة الاسبانية.
والكاميرات الدقيقة لا تخفى شيئا عن ملايين المشاهدين والحكم فى النهاية يرضى ضميره، كما يخاف على مستقبله فى مجاله لانه يعرف ان بطاقة الطرد الحمراء ستكون فى انتظاره فى عالم الرياضة مثله مثل اللاعب المخطيء فى المباراة إذا كان التميز مذهبه والهوى منهجه.
قد يكون مقبولا او معقولا الاستعانة بمدربين اجانب او عدد محدود من اللاعبين الاجانب، او النقاد والمذيعين الاجانب لانهم خبرات فنية متخصصة تساعد الخبرات الوطنية على اداء دورها فى ظل المنافسة العالمية فى هذه اللعبة المحببة إلى الجماهير فى كل بلاد العالم.
لكن الاستعانة بحكام أجانب امر يجب ألا يتم إلا فى أحوال نادرة جدا تفرضها ظروف استثنائية ويجب ان تكون القاعدة ان يدير الحكام المصريون مباريات الكرة فى مصر والمسابقات العالمية لاسيما إذا كنا نريد ان نقضى على ظاهرة التعصب الرياضى غير المرغوبة.
ومن حكامنا من مشهد له الاجانب بالمهارة والاجادة وايضا بالضمير الحى والامانة.. ويجب ان نشجع كل ما هو مصرى فى كافة المجالات.