نهاية الأسبوع الماضى كان انطلاق الرحلة السنوية لجريدة الجمهورية التى تنظمها لأوائل الثانوية العامة لأوروبا منذ عام 1968 والتى انطلقت وجهتها هذا العام للعاصمة الألمانية برلين فى إطار حرص الجريدة على تكريم الأوائل وتشجيعهم على استمرار التفوق من ناحية ومن ناحية أخرى إطلاعهم على ثقافات مختلفة تساهم فى إعادة تشكيل الوعى وتوسيع مداركهم بشكل يساعدهم على التخطيط واتخاذ القرارات فى حياتهم القادمة.
فى أولى خطوات الأوائل فى برلين عقب خروجهم من المطار ارتسمت على وجوههم حالة من الانبهار بجمال الطبيعة من ناحية والنظام ونظافة الشوارع من ناحية أخرى إلى جانب بعض الأساليب الحياتية للشعب الألمانى كاستخدام الدراجات فى انتقالاتهم الأساسية وشراء احتياجاتهم لتبدأ المقارنات بين أساليب الحياة فى مصر وألمانيا من جانب الطلبة.
حالة الانبهار سرعان ما بدأت تتسرب من مخيلة الأوائل وجاءت عباراتهم لتؤكد أن الحياة فى مصر أجمل لجمال الروح التى لا تتواجد فى أى مكان آخر فالشعب المصرى حباه الله بخصائص لا تتوافر فى غيره من الشعوب الأمر الذى جعل للأجواء المصرية سحراً خاصاً لا مثيل له.
ومع تواصل الجولات تأكد المعنى مع الإطلاع على تفاصيل الحياة فى ألمانيا حيث معدلات الأجور التى تبدأ من 1700 يورو مع مقارنة الأسعار حيث تصل إيجارات المساكن إلى 1200 يورو الأمر الذى جعل الشعب الألمانى فى معاناة اقتصادية بسبب غلاء الأسعار مع انخفاض الأجور ليتأكد للجميع أن الأزمة الاقتصادية ألقت بظلالها على جميع دول العالم.
رغم تعدد الأماكن التى زارها الأوائل والتى أطلعتهم على جمال العمارة الألمانية التى تنوعت عبر العصور المختلفة إلا أنه مع نهاية الرحلة زال الانبهار تماماً وبدأ الطلبة يؤكدون أن مصر بها الكثير من الأماكن التى تضاهى ألمانيا فى جمالها بعيداً عن تشابه الكثير من المناطق مع القاهرة والاسكندرية بما تضمه من مبان أثرية.
لا شك أن الدول الأوروبية تحظى بطبيعة ساحرة رسمت حالة من الجمال فى شوارعها لكن بلا جدال فإن الطبيعة فى مصر مميزة لخصائص لن تعرفها ولن تدركها إلا وأنت تتعامل مع الشعب المصري.
نعم فى ألمانيا نظام لا مثيل له لكن فى مصر حياة يصنع تفاصيلها الشعب صاحب الحضارة وأن تسير فى الشوارع تطالع تقاسيمه المختلفة وهى تتناغم لتصنع سيمفونية رائعة الأداء تجعلك تشعر بالراحة النفسية ..هنا فى ألمانيا شوارع تخلو من المارة بشكل يجعلك تشعر أن لا سكان بها خاصة فى الإجازة الأسبوعية لكن هنا فى مصر شعب قادر على رسم حالة من الجمال فى كل الأوقات لتدرك أن جمال الخارج لا يضاهى ولا ينافس روح الداخل.