أغراض عديدة تستهدفها الحملة الاعلامية «المشبوهة»، التى تشنها جماعة الاخوان الإرهابية على مصر الآن، فهى لا تقتصر على فكرة الانتقام ومزاعم «المظلومية»، التى نعرفها جميعا، وإنما تستهدف وقف هذا النجاح وهذا التألق المصرى الذى حدث رغم كل المعوقات والعراقيل.. نعم لقد نجحت الدولة المصرية خلال السنوات العشر الأخيرة وبمشروعها التنموى العملاق فى استعادة الريادة وفى تغيير وجه الحياة بمصر وتحسين المستوى المعيشى للمواطنين، وفى بناء جيش قوى قادر على الدفاع عن حدودنا ومقدساتنا، والأهم نجاح الدولة فى إحداث هذا التغير النوعى فى فكر المواطنين ووضع الأزمات فى حجمها الحقيقى بأنها «مؤقتة» وأنها نتيجة لظروف خارجية معقدة، وأن الشيء المهم الذى يجب ان نحافظ عليه جميعا فى كل الأوقات هو وحدة المصريين، وزيادة مساحة الثقة بين الشعب والقيادة السياسية.
كارثة الجماعة الإرهابية انها لا ترى الواقع ولا تعترف بالحقائق على الأرض، فى وقت كشف فيه المواطن المصرى خيانتها وبات يدرك كل شيء عن شائعاتها وادعاءاتها، فقد كان تورط الإخوان فى أحداث يناير 2011 وما نجم عنها من تداعيات خطيرة أكبر دليل على ذلك، كما كان سلوك الجماعة «التآمري» خلال سنة حكمها السوداء، الذى انتهى بسقوطها بثورة شعبية دليل آخر، أيضا فقد جاءت ردود فعل المصريين المناهضة لسلوك الجماعة بعد اشتعال الحرب الروسية- الأوكرانية وما أفرزته من أزمة اقتصادية عالمية واستغلالها ضد الدولة المصرية دليل ثالث، ثم الدليل الرابع الذى نتلمسه حاليا بمحاولة الجماعة الفاشية استغلال الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة للإضرار بمصر وشعبها.
اللافت هنا هو تكرار فشل حملات الجماعة الذى تأكد خلال الأيام الماضية ليس فقط لكشف الاعلام الوطنى للادعاءات والأكاذيب التى رددتها قنوات ومواقع التواصل التابعة للجماعة، ولكن لأن الوقائع على الأرض أثبتت أن الشارع المصرى يدرك تماما «ألاعيب» الجماعة وأنها تعمل دائما على تزييف الأحداث واستغلالها فى مصلحة مخططاتها مستفيدة فى ذلك من عناصرها الموجودة داخل الأوساط الشعبية بالتحريض ضد أجهزة الدولة لخلخلة المجتمع وإحداث الفوضي، وقد أدى هذا الإدراك إلى فشل الحملات الإعلامية الإخوانية المتتالية وفشل القائمين عليها وفضح أدوات التضليل و«الفبركة» التى يستخدمونها.
السبب الثانى فى فشل الحملة الإعلامية الإخوانية هو ثوابت السياسة المصرية التى يعرفها كل مواطن ولا يختلف عليها أحد، بداية من الشفافية والوضوح التى تتميز بها السياسة الخارجية المصرية، مروراً بحفاظ مصر على علاقاتها المتوازنة بالقوى الكبرى ودور مصر المهم فى حفظ الأمن والسلم الدوليين، وصولاً إلى نجاح مصر فى الحفاظ على قراراتها السيادية والمتعلقة دائما بحماية حدود الدولة وأمنها القومي، إضافة إلى دور مصر المهم فى حماية الأمن القومى العربي.
السبب الثالث الذى أدى للفشل الإخوانى فى التشكيك فى دور مصر بالقضايا العربية والقضية الفلسطينية بالتحديد، تمثل فى ردود الفعل العربية ومن ناشطين عرب رفضوا حملات الضلال التى تشنها الجماعة الإرهابية ضد مصر، مؤكدين أن مصر قلب العروبة النابض وانها تقف بالمرصاد ضد مخطط تقسيم الدول العربية، كذلك ما أكد عليه ناشطون فلسطينيون، أن مصر بذلت الغالى والنفيس لأجل الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، وانه لولا مصر لتم تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية.
السبب الرابع ويتعلق بالجهود التى تبذلها مصر حاليا لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية لإنشاء لجنة الإسناد المجتمعى لإدارة شئون قطاع غزة بعد إنتهاء العدوان الإسرائيلى على القطاع، فهذه الجهود وحسب خبراء سياسيين فلسطينيين تبدد حملات التشكيك التى تشنها جماعة الإخوان حاليا، وتؤكد مساعى مصر للتوصل للتهدئة بقطاع غزة والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع، كما تؤكد أن مصر تسعى من لقاء حركتى فتح وحماس فى القاهرة، تحقيق الوحدة بين الفلسطينيين وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.
هكذا هى الدولة المصرية التى تحاربها الجماعة الارهابية وتحاول أن تنال من أمنها واستقرارها بالشائعات والأكاذيب.. فى وقت تأتى الحقائق السابقة لتبرهن على مصداقية وشرف القيادة السياسية المصرية وجهدها الدءوب لحماية مصر وإنجازاتها بمختلف المجالات، ولإنهاء الحرب فى غزة وجنوب لبنان.. وقبل ذلك، لإنهاء الأزمات فى ليبيا والسودان والحفاظ على الأمن القومى العربى بوجه عام.
مانود الاشارة اليه هو أن مصر تعيش حالياً حالة استثنائية بكل المقاييس ، فهى محاصرة بالحروب والأزمات من كل اتجاه ، وهى مستهدفة من جماعة الكذب والضلال، ورغم ذلك كله ، فان القيادة السياسية المصرية تعمل ليل نهار لأجل المواطن ولأجل التنمية والحفاظ على حدود الدولة والأمن والاستقرار.