أكد أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه مر أكثر من عام على حرب الإبادة الجماعية على غزة التى ألحقت أضراراً كارثية بالقطاعات الحيوية فى الأرض الفلسطينية المحتلة، وعلى رأسها خدمات الصحة والتعليم والمرافق، وبقدر ما قتلت هذه الحرب آلاف الأبرياء بقدر ما تعمدت تدمير المجتمع والاقتصاد بما كان له أثر بالغ على حياة السكان المدنيين، ومن المرجح أن يستغرق أمر إصلاحها أجيالاً كاملةً.
جاء ذلك فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه السفير حسام زكى أمس، أمام أعمال الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، بناءً على طلب دولة فلسطين، وأعمال إطلاق تقرير حرب غزة، الآثار الاقتصادية المتوقعة على دولة فلسطين بمشاركة برنامج الأمم المتحدة الانمائي، ومجموعة دول غرب آسيا «الايسكوا» وقال إن الأمر لا يتوقف عند ضرورة تحمل المجتمع الدولى مسئولياته لوقف حرب الإبادة الجماعية التى تمارسها إسرائيل وبشكل فورى وجرائمها من قتل وتجويع وتهجير قسرى وعرقلة للمساعدات، وإنما أيضاً بضرورة العمل، بشكل مرحلى على قيام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها بوصفها القوة القائمة بالاحتلال من تمكين وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية بالقيام بواجباتها، وتحويل «عائدات المقاصة» للسلطة الفلسطينية بانتظام، والسماح بتدفق المساعدات الكافية بشكل مستدام.
أكد السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين الدائم لدى جامعة الدول العربية أن عجز المنظومة الدولية عن وقف هذه الجرائم الإسرائيلية غير مسبوقة الوحشية فى التاريخ الحديث، يشكل وصمة عار فى جبين الإنسانية، وتدميراً ممنهجاً للقانون الدولى والمنظومة الدولية التى بنيت على مدار ثمانية عقود، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث تفشل الأمم المتحدة ومنظماتها ومجلس الأمن فى تحقيق أهداف وغايات ميثاق الأمم المتحدة فى حفظ الأمن والسلم الدوليين.
شدد العكلوك على أن الأجيال القادمة ستتذكر تقاعس المجتمع الدولى عن تنفيذ قرارات ومطالبات وقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلى والإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلى غير القانونى وعدم استخدام الآليات التى يتيخها ميثاق الأمم المتحدة فى سبيل ذلك، بما فيها الفصل السابع من الميثاق. وقال: «لا تسعفنى الكلمات واللغة لأعبر عن الآلام والظلم والعذاب الذى يتجرعه شعبنا الفلسطيني، فالكلمات تعجز أمام هول وفداحة العدوان والجرائم الهمجية الإسرائيلية بحق الأطفال والنساء فى فلسطين، والدعوات والمناشدات لا تجدى نفعاً أمام آلة القتل الهمجية الإسرائيلية، التى لا ينتمى فاعلها لجنس البشر الأسوياء».
أضاف أن إسرائيل، قوة الاحتلال المتوحشة ما زالت على مدار 382 يوماً تسفك دماء الأطفال والنساء، وتدمر الحياة بكل أشكالها فى قطاع غزة، بعشرات آلاف الأطنان من القنابل الأمريكية وتدمر بيوتهم فوق رءوسهم، وأعادت اختراع المحرقة بشكل جديد، باتت تحرق الناس أحياء وتحرق المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة وان رغبة القتل وشهوة الإجرام التى تلبست إسرائيل وهى ترتكب أبشع صور جريمة الإبادة الجماعية التى تدخل عامها الثانى على التوالي، تثبت أن إسرائيل، قوة الاحتلال والفصل العنصرى والإبادة الجماعية، قد بلغت من الوحشية ما لم تبلغه قوة غاشمة على وجه الأرض فى التاريخ الحديث، لتنفيذ خططها الإجرامية الممنهجة السياسية والعسكرية للتهجير القسرى الفعلى لمئات آلاف المواطنين الفلسطينيين، خاصة من شمال قطاع غزة، عبر تثبيت الإبادة والتدمير والتجويع وتدمير أسباب ومقومات الحياة من ماء وطعام ودواء وعلاج ووقود واتصالات، يشكل انطلاقة فعلية لتهجير الشعب الفلسطينى خارج أرضه، الأمر الذى سيتسبب بمزيد من المعاناة الإنسانية التى تفرضها إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال على الشعب الفلسطينى والمنطقة برمتها.