كان سياسيًا متميزًا عسكريًا فريدًا فى جرأته ووطنيته.. تعرفت عليه لأول مرة أوائل عام 2015 فى مكتبه بحزب حماة الوطن الذى أسسه مع بعض زملائه عام 2013 ليكون حزبًا سياسيًا وسطيًا ويساعد على تماسك الدولة.. وحدث إعجابًا متبادلاً بيننا وتعمقاً شعورياً بتعاملى مع أب واشتركت فى عضوية الحزب ونظرًا لحبه الشديد لى ومقولته المستمرة باعجابه بأسلوبى فى الخطابة ومعلوماتى العلمية والصناعية والسياسية والزراعية كان يطالب بمشاركتى فى جميع ندوات وزيارات قيادات الحزب وبالفعل سافرت معهم إلى معظم المحافظات وزاد اعجابى بشخصيته القيادية الحازمة والمتواضعة وحبه للناس وحكى لى قصة إنشاء قوات الصاعقة وسفره مع نبيل شكرى إلى الولايات المتحدة كأول ضابطين مصريين يدرسان فرقة الصاعقة فى مدرسة المشاة الأمريكية ونجاحه بالترتيب الأول متفوقًا على الضابط الأمريكى الثانى فى الترتيب.
وبعد عودته كافح لإنشاء مدرسة الصاعقة وإنشاء أول فرقة صاعقة مصرية بسيناء عام 1955 وتولى قيادتها وشارك مع إبراهيم الرفاعى ونبيل الوقاد وآخرين فى معركة تدمير معسكر الدبابات البريطانية ببورسعيد خلال العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 وبعد الحرب نجح فى إنشاء سلاح الصاعقة رسميًا عام 1957 وتولى قيادتها وهو برتبة نقيب وتم القبض عليه بواسطة قوات الانفصال السورى فى سبتمبر 1961 حيث كان يتولى قيادة القوات باللاذقية وسجن فى سجن المزة وحكم عليه بالإعدام ولكن تم الإفراج عنه وعودته لمصر.
شارك فى مجموعات الصاعقة المصرية فى حرب 1967 من الجبهة الاردنية ونجحوا فى الوصول لعمق إسرائيل قبل صدور الأوامر لانسحابهم وبعد تكبيدهم خسائر كبيرة فى أفراد الجيش الإسرائيلي..ومرت السنون حتى حصوله على رتبة فريق فخرى عام 2012 وبعد ثورة يونيو 2013 بدأت حياته السياسية من خلال إنشاء ورئاسة حزب حماة الوطن ونادى كل مصرى ومثقف وكل فئة للانضمام للحزب وتكررت زياراتى للفريق جلال الهريدى بمبنى الحزب القديم ثم الجديد بالتجمع الخامس وكنت أشعر أنى أرى والدى أمامى وكان متابعاً جيداً لمقالاتى الأسبوعية بجريدة الجمهورية حتى بعد ضعف بصره من خلال قراءتها بواسطة زميل له بالحزب وعندما كتبت مقالة عام 2017 عن عشرة مصريين لهم تأثير على حياتى ومسيرتى العملية والوظيفية أوضح زعله لعدم ذكر اسمه وبالفعل أوضحت اسفى الشديد وكتبت عنه مقالة خاصة نظراً لاعتزازى به وحبى الشديد له.
كان يتميز بذكاء وذاكرة قوية حيث كان يقص ذكرياته القديمة بكل دقة وفوجئت بانه زميل خالى المرحوم إبراهيم السعيد الذى كان ضابطًا بالقوات المسلحة وخريج الدفعة السابقة له وعند زيارته منذ شهرين وبصحبتى الشاب البحراوى ابن قرية فيشا مركز المحمودية المهندس محيى خطاب كى ينضم للحزب فوجئت بفقدانه البصر بصورة شبه نهائية وبالرغم من ذلك يتواجد بمكتبه يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا حتى بعد صلاة العصر حيث كان هو النور والبهجة لحزب حماة الوطن وكل الاعضاء والعاملين بالحزب الذين شاركوا بعشرات الآلاف من كل محافظات مصر فى عزائه يوم ٨ يناير 2025
وبالرغم من خطأى فى عدم الاستمرار بفعالية داخل الحزب ولكن عند الإعلان عن تأسيس حزب الجبهة الوطنية الجديد قررت زيارة الفريق جلال الهريدى بمكتبه يوم الأربعاء لتوضيح رغبتى فى المشاركة التطوعية فى أعمال الحزب داخل المحافظات لنشر الوعى والحقائق الايجابية التى تحدث داخل مصر كوسيلة لزيادة قوة الالتحام مع المواطنين لاقتناعى بقوة الحزب تنظيمياً وسياسياً وجماهيرياً ولكنى فوجئت برسالة يوم 7 يناير بوفاة الاب الحنون وبذلك بدلاً من زيارته بمكتبه شاركت فى عزاء والدى وأستاذى جلال الهريدى يوم 8 يناير 2025.
وبوفاة الفريق جلال الهريدى عضو مجلس الشيوخ اختفت شخصية عسكرية وسياسية وبتواجدى أثناء العزاء ورؤيتى لمئات الضباط أبناء الصاعقة والمظلات تخيلت أمامى الملازم أول جلال الهريدى وتأكدت أن مصر بخير طالما يتواجد بها ضباط وصف ضباط وجنود وطنيون بالقوات المسلحة عامة وبالصاعقة والمظلات خاصة أمثال المرحوم الفريق جلال الهريدى وتأكدت أن التمدد الإسرائيلى نحو أراضى الدول العربية لن يتم ايقافه وتدمير مخططات إسرائيل والصهيونية العالمية إلا بواسطة أبناء مصر