- الرئيس يرسى منهجًا راقيًا يقدم فيه القدوة ويعلى من قيم التضحية والوفاء
- مواقف إنسانية نبيلة تكشف اهتمام القيادة السياسية بأسر الشهداء رغم كل التحديات

عضو الهيئة الوطنية للصحافة
“إن كان مكفيكى إن احنا نحضر فرحك .. هانحضر فرحك” بهذه الكلمات أجاب الرئيس عبدالفتاح السيسى على فتاة صغيرة وقفت أمامه فى أكاديمية الشرطة قبل 7 سنوات تعرف نفسها بقولها: “أنا مى إبنة الشهيد عميد مالك مهران، بابا استشهد يوم 18/8/2013، بابا كان مستنى يوم فرحى”.
بطلة الواقعة هى “مى” إبنة الشهيد عميد شرطة مالك مهران الذى استشهد فى أغسطس 2013 بعد أيام من انتقاله من إدارة مرور مرسى مطروح للعمل بمحافظة بنى سويف، حيث لقى ربه خلال الاعتداءات التى قامت بها العناصر الإرهابية على مبنى ديوان عام محافظة بنى سويف الذى كان مُكلفًا بتأمينه، وتعرض للاعتداء بآلة حادة من الخلف على رأسه.
وعد فأوفى
7 سنوات مرت على اللقاء الذى جمع بين الرئيس السيسى والفتاة الصغيرة بأكاديمية الشرطة، دون أن ينسى الرئيس ما وعد به، وها هو يفى بوعده اليوم.
مياه كثيرة جرت فى شرايين السياسة الدولية والإقليمية، خلال السنوات السبعة الماضية، تضع أمام “صانع القرار” تحديات كثيرة وبدائل صعبة لمواجهة ما تموج به المنطقة من أمواج متلاطمة تفرض تحديات وجودية ليس على الاستقرار وحده، بل على مفهوم الدولة ذاته.
يوم واحد فقط مما شهدته السنوات السبعة الماضية كفيل بأن يجعل هذا اللقاء يقبع فى “دائرة النسيان”، أو يتراجع كثيرًا فى قائمة أولويات التفكير، ولكن الرئيس لا ينسى.
الرئيس الذى رهن حياته فداء لهذا الوطن وأمنه واستقراره، هو أكثر من يقدر قيمة البذل والتضحية والعطاء.
الرئيس أكثر من يدرك ماذا فعل شهداء الوطن، وماذا قدموا حفاظًا على بلدهم فى منطقة مضطربة تواجه فيها فكرة “الدولة الوطنية” فى حد ذاتها تحديات غير مسبوقة.
ومن هنا يحظى شهداء الوطن وأسرهم بمكانة عظيمة فى “قلب الرئيس”، وكانت المفاجأة التى تابعها العالم بحضور الرئيس “عقد قران” مى تقديرًا ووفاءً وعرفانًا بتضحيات والدها .. شهيد الوطن.
والحقيقة أن اهتمام الرئيس بأسر الشهداء أحد الملامح الرئيسية لفلسفة إدارته لشئون الدولة، فالرئيس السيسى – بلا منازع – هو “جابر الخواطر”، وكثيرًا ما نراه يشاركهم مشاعرهم بكل صدق وعفوية وتلقائية، مؤكدًا لكل مسئولى الدولة أن أسر هؤلاء الشهداء فى قلبه وعقله ووجدانه، ضاربًا أروع المثل فى الوفاء والمحبة والعطاء، ومن ذلك ما رأيناه فى الاحتفال بعيد “الفطر المبارك” 31 مارس 2025 حين استجاب لإبنة شهيد طلبت لقاءه وأهداها “هدية العيد”، حيث التقى الرئيس وإبنة الشهيد رقيب أحمد حبيب على وأرملته خلال مشاركته أسر الشهداء والمصابين احتفالات عيد الفطر المبارك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
حرص الرئيس على تلبية طلب إبنة الشهيد التى كانت قد تلقت دعوة للحضور من إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وصافحها واحتضنها وحدثها بكلمات تفيض تقديرًا لوالدها الذى ضحى بحياته دفاعًا عن مصر.

شكرًا للرئيس
ابنة الشهيد توجهت بالشكر للرئيس الذى استجاب لطلب لقائها، وعبرت عن فخرها بوالدها قائلة: “بابا مات لأنه كان بطل وبيدافع عن مصر”.
كما قدمت زوجة الشهيد الشكر للرئيس الذى استجاب لطلب ابنتها، والدعم غير المحدود الذى يوليه والقيادة العامة للقوات المسلحة لأسر الشهداء والمصابين، وقالت: “باشكر الرئيس عبدالفتاح السيسى على كل حاجة .. القوات المسلحة دايمًا معانا”.
سجل حافل من المواقف الخالدة يقف فيها الرئيس السيسى مؤازرًا ومساندًا وجابرًا لخواطر أسر الشهداء، مواقف تؤكد مجموعة من الحقائق:
1- أن الرئيس يكشف عن جانب إنسانى نبيل فى إدارته لشئون الدولة، فالرئيس المشغول بملفات الأمن القومى فى إقليم مضطرب لا ينشغل أبدًا عن أبناء الشهداء، ولا يتوانى لحظة أن يرسم البسمة على شفاههم ويدخل الفرحة قلوبهم.
2- أن الرئيس يعلى من قيم التضحية والإخلاص وهى قيم أصيلة فى الشخصية المصرية، فالإنسان هو محور وركيزة المشروع التنموى المصرى.
3- ويرتبط بما سبق أن الرئيس حريص على تكريس قيمة مهمة جدًا وهى “جبر الخواطر”. الرئيس يرسخ المنهج ويؤكد المعنى ويقدم القدوة ليصبح ما فعله دستورًا ومنهجًا راسخًا فى تعاملات المصريين.
.. وختامًا
الشاهد فى كل ما نراه أننا أمام قيمة جميلة يجرى احياؤها واستعادتها وهى “جبر الخواطر”.
وصدق من قال: “من سار بين الناس جابرًا للخواطر، أدركته عناية الله وهو فى جوف المخاطر”.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها.