يبدو أن الحديث عن لعنة الفراعنة قد ارتبط ببعض المعتقدات المصرية القديمة التى تقول إن «الكا» أو القرين تظل تحوم حول مومياء المتوفى وتبقى معه دائماً لحمايته والحفاظ عليه وعندما يتم فتح أى مقبرة وازعاج صاحبها والعبث بمحتوياتها تقوم «الكا» بالانتقام من الذى تسبب فى ذلك.
وقد أحاط بلعنة الفراعنة كثير من الدراسات والملابسات، فيرى البعض ممن يعتقدون فى السحر وتأثير التعاويذ: أن قدماء المصريين قد برعوا فى هذا المجال واستطاعوا أن يضعوا عبارات وأدعية تحمى المقبرة وصاحبها من العباثين، وعندما يقوم أى شخص بإقلاق راحة المتوفى الأبدية تقوم هذه العبارات والأدعية بإنزال الضرر به وملاحقته وأيضاً الانتقام منه ـ فقد وجدت لوحة فخارية فى الحجرة المؤدية إلى حجرة الدفن بمقبرة توت عنخ آمون مكتوباً عليها «سيذبح الموت بجناحيه كل من يبدد سلام مرقد الفرعون» وعلى ظهر أحد التماثيل بالمقبرة وجد النص التالى «إنه أنا الذى يصيد لصوص المقبرة بلهيب الصحراء».
جاء فى إحدى الصحف المصرية الصادرة فى 12 فبراير 5002 أن استنجدت سيدة من جنوب أفريقيا من أصول بريطانية تدعى «اس اتش ريد ليونر» خلال خطاب أرسلته إلى وزير الثقافة المصرى بأن تقوم السلطات المصرية بحمايتها من لعنة الفراعنة التى تطاردها هى وأسرتها نتيجة احتفاظها بتمثال صغير على شكل «جعران» كان قد سرق من مقبرة الفرعون توت عنخ آمون عند اكتشافها عام 2291.. وذكرت السيدة فى خطابها العديد من الحوادث والمواقف المؤسفة والدرامية لأسرتها وكل من احتفظ بهذا التمثال منذ أن سرق للمرة الأولى على يد أحد العاملين الذين شاركوا فى اكتشاف المقبرة مع العالم الانجليزى «كارتر» وخسارته هذا الجعران لصالح أحد البحارة فى صالة قمار.. وأن هذا البحار توجه فور حصوله على هذا الجعران إلى أسرته التى تقيم فى جنوب أفريقيا وأهداه إلى ابنته التى تعيش مع زوجته بمفردها، لكنه منذ ذلك اليوم اختفى ثم اكتشف بعد ذلك بفترة جثته على أحد الشواطئ بسبب تعرض السفينة التى كان يستقلها لحادث كبير.
وأضافت السيدة فى خطابها: أنه عقب تعرض هذا البحار للحادث بأيام قليلة لقيت ابنته مصرعها بسبب مرض «اللوكيما» عندما تمت 12 عاماً بالضبط فحزنت الأم بشدة وقررت التخلى عن الجعران وأهدته إلى صاحب الرسالة واحتفظت به فترة حتى فوجئت بأن ابنتها أصيبت هى الأخرى بمرض «اللوكيما» وأثناء احتفالها بعيد ميلادها الحادى والعشرين توفيت هذه الفتاة فى ظروف مماثلة لوفاة ابنة صديقتها، وعندما سألت عن هذه المصادفة عرفت أن الملك الفرعونى صاحب هذا الجعران أيضاً مات فى مثل هذا العمر.
تقول السيدة فى رسالتها: إنها عندما تأكدت من لعنة هذا «الجعران» التى طالت كل من احتفظ به قررت إبعاده ووضعه فى صندوق حديد داخل دولابها الخاص، وبعد فترة قررت هى وزوجها بيعه، وعرضته بالفعل للبيع لكن قبل إتمام الصفقة بيوم واحد توفى زوجها فجأة، ولم تعرف أسباب وفاته على الإطلاق وهو ما أدى إلى سقوطها فريسة لحالة نفسية سيئة.
واختتمت السيدة الجنوب أفريقية خطابها لوزير الثقافة قائلة: إن أحد المهتمين بعلم المصريات قال لها «إن لعنة هذا الجعران ستظل تطاردها طالما أنه بعيد عن مكانه الأصلى فى مقبرته بمصر» ودفعها للاتصال بالسلطات المصرية والإعراب عن رغبتها فى إعادته لمصر لتنتهى لعنته الفرعونية التى طاردت كل من احتفظ به منذ سرقته.
وبعد.. فإنها لعنة غريبة.. تركت هؤلاء يعيشون حتى يتم كل منهم عمله فى اكتشاف آثار الملك توت عنخ آمون والحفاظ عليها.