تبذل وزارة الداخلية والجهات الرقابية جهوداً مشكورة فى ملاحقة ضعاف النفوس الخارجين عن القانون وتعلن وزارة الداخلية على صفحتها الرسمية العديد من البيانات المتصلة باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المتلاعبين بالسلع المدعمة، الذين يمكن أن نطلق عليهم لصوص الدعم.
والدعم فى أساسه لون من التكافل الاجتماعى يهدف إلى حماية الطبقات الأكثر فقرًا والأشد احتياجًا، وتحقيق العدالة ليس مجرد شعار يرفع، إنما هو سلوك وتطبيق ومسئولية جماعية، ويأتى فى مقدمة ذلك العدالة الاجتماعية بكل ما تعنيه من تكافل وتراحم، يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «ما آمن بى من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم».
إن تحقيق العدالة الاجتماعية على أرض الواقع يقتضى محاربة الجشع بكل أنواعه وأن نقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاعتداء على المال العام الذى هو ملك للمواطنين جميعًا، وأن نتصدى لمن يريد أن يثرى بالباطل ولو على حساب المسحوقين المحرومين، وأن نقف وقفة رجل واحد فى وجه من عدموا الحس الدينى والوطنى والأخلاقى والإنسانى فى محاولاتهم لتحقيق ثراء عاجل فاحش بدون حق على حساب الفقراء والمحتاجين من خلال التلاعب بالدعم المخصص لهم، ونبينا «صلى الله عليه وسلم» يقول: «أيما جسد نبت من الحرام فالنار أولى به».
وسنظل نؤكد أهمية دعم الطبقات الكادحة والفقيرة، والأشد احتياجًا والأكثر فقرًا، مع بيان أن هذا الدعم مال عام من جهة، وحق للفقراء والمحتاجين دون سواهم من جهة أخري، فله حرمات متعددة، فمن أخذه بدون حق فقد أكل أموال الناس بالباطل، ورب العزة عز وجل يقول فى كتابه العزيز:» يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا»، ويقول سبحانه فى شأن أكل أموال اليتامى الذين قد يكون بعضهم من مستحقى الدعم الذى قد يتلاعب به بعض ضعاف النفوس :»إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا».
وأؤكد أن بيع أى شيء مدعم خارج إطاره القانونى لغير مستحقيه أو بغير سعره المحدد أو حجبه عن مستحقيه جريمة شرعية وأخلاقية وخيانة للأمانة نطالب بتشديد عقوبتها واعتبارها جريمة مخلة بالشرف، فهى فعلا مخلة بالشرف.
كما أؤكد أهمية الوعى الدينى وإحياء الضمائر والحس الإنساني، فربما كان من الصعب أو المستبعد أو المستحيل أن نخصص لكل إنسان شرطيًا أو جنديًا يحرسه أو مراقبًا يراقبه، ولكن من السهل أن نربى فى كل إنسان ضميرًا حيًا ينبض بالحق ويدفع إليه رقبناه أو لم نراقبه، لأنه يراقب من لا تأخذه سنة ولا نوم، يقول الحق سبحانه على لسان لقمان عليه السلام: «يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِى صَخْرَةٍ أَوْ فِى السَّمَاوَاتِ أَوْ فِى الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ»، ويقول سبحانه: «وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا»، ويقول سبحانه:»وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ».