في لحظة مأساوية، ونتيجة لخلاف مع زوجته، أقدم أب على فعل صادم أزهق روح ابنته الصغيرة، وفي محاولة للتستر على فعلته، توجه الأب سريعًا إلى بلدته لدفن الطفلة، متوهمًا أن جريمته ستبقى طي الكتمان، إلا أن ملاحظات دقيقة من مفتش الصحة أثناء إجراءات الدفن كشفت عن تفاصيل مثيرة للريبة.
تم إبلاغ الجهات الأمنية، التي ألقت القبض على الأب. وبعد اعترافه بالواقعة، تم تحرير محضر بالحادث وإحالته إلى النيابة العامة للتحقيق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
الأطفال بين المطرقة والسندان.. متى تتوقف جرائم القتل الأسري؟
الحادث الاجرامي المؤسف أرتكبه “شاب عاطل” لاتعرف الرحمة إلي قلبه طريقا.. عاش حياته باستهتار فأنهارت حياته الزوجية سريعا واشتعلت بمرور الوقت مع “شريكة العمر” نار الخلافات وازدادت وتيرتها لتصل إلي طريق مسدود أمام جحوده وإصراره علي العناد وعدم تحمل المسؤلية متناسيا وجود طفلة بريئة لاتتجاوز العامين والتي فقدت هي الآخري الشعور بالأمان أمام معاملته القاسية ليلقي كلا منهما بها علي الآخر في النهاية وكأنها عبئا عليهما دون إحساس بتلك النعمة التي رزقا بها.
خطة الشيطان للتخلص من طفلة بريئة
هكذا مرت الأيام ليقرر أخيرا وبتفكير شيطاني ضرورة الخلاص من الصغيرة حتي لاتصبح عقبة في حياته الزوجية ويتحرر منها واستغل وجوده مع طفلته ضحية خلافاتهما وأطبق علي رقبتها بكلتا يدية وهي في أحضانه دون أن تهتز مشاعره لدموعها ونظراتها البريئة ولم يتركها إلا جثة هامدة داخل مسكنه بالقاهرة وظل يفكر في طريقة للخلاص من “الورطة” خشية افتضاح أمرة خاصة وأن جيرانهما يعلمان كل شيء عن مشاكلهما التي أصبحت علي كل لسان.
لم يجد العاطل المقيم بأحد الأحياء بالقاهرة أمامه وسيلة سوي حملها بهدوء وكانّها نائمة والتوجة بها إلي بلدته بإحدي قري مركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ بدموع الغش والخداع ويوهم الأهل هناك بموتها المفاجيء ليصدقة من حولة بتلك التمثيلية ويتم التوجة لمفتش الصحة للحصول علي تصريح الدفن لكن الرجل أصر علي معاينة الجثمان ليكتشف وجود اثار خنق بالرقبة وزرقة الجسم الضعيف ويقرر بوجود شبهة جنائية بالوفاة وضرورة اخطار الشرطة حتي لايضيع دمها هدرا لينزل الخبر كالصاعقة علي جميع المعزيين وينكشف المستور بإبلاغ رجال المباحث.
علي الفور انتقلت القوات بإشراف اللواء ايهاب عطية مدير أمن المحافظة وتمت عملية الفحص ونقل الضحية لثلاجة حفظ الموتي للتشريح لتحديد سبب الوفاة قبل التصريح بالدفن.. وأعترف المتهم أمام اللواء خيري نصار مدير إدارة البحث الجنائيبعد مواجهتة بالأدلة والتحريات بتفاصيل جربمتة وروي حكايتة من البداية للنهاية بدموع الندم بعد فوات الأوان مؤكدًا بأنه لايدري حتي الآن كيف تحجر قلبة مع “فلذة كبدة وضناة” إلي هذا الحد لينهي حياتها في “لحظة طيش” بلاذنب.
مشيرًا إلي أن كابوس وشبح الجريمة يطارده ليل نهار وفي يقظته ومنامه يستعيد زكريات الماضي وحياة الضياع التي كان يعيشها مع رفاق الشر متناسيا حياته الزوجية التي دمرها بيدة رافضا نصائح كل من حولة.. والآن يريد أن يستريح من عذاب الضمير ويدفع الثمن وأنهار في بكاء هيستيري.
تحرر محضرًا بالواقعة واحيل للنيابة التي قررت حبسة أربعة أيام علي ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته لمحكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.