حادث طريق المطرية دقهلية/ بورسعيد الجديد فى بحيرة المنزلة والذى راح ضحيته 14 شهيداً بخلاف عشرات الجرحى جرس انذار خطير يحتاج تدخلاً سريعاً لانقاذ الطرق الجديدة والقديمة.. لقد تحركت المحليات فى الدقهلية وبورسعيد فوراً واتفقوا على عدة إجراءات سريعة أهمها عدم مرور سيارات النقل الثقيل من هذا الطريق.. وإزاء هذا الحادث وردود الفعل عليه كان لزاماً أن نرصد عدة مظاهر تحتاج إلى تدخل سريع منها:
أولاً: عودة الكشف الطبى والتحاليل خاصة تحليل المخدرات على السائقين وبالذات سائقى النقل والأتوبيسات وكانت الدولة قد بدأت هذه الإجراءات ويبدو أن هذه الإجراءات تحتاج إلى عودة سريعة لأن هناك مثلاً حقيقياً يقول: من أمن العقاب أساء الأدب فلابد من استمرار هذه الاجراءات الضرورية.
ثانياً: الطرق الجديدة الرائعة والتى تستحق الاشادة والتقدير وتعد انجازات رائعة، ولها فوائد عديدة غير أن أهم شيء ينقص هذه الطرق سواء داخل القاهرة الكبرى أو خارجها بين المحافظات هو عدم وجود أماكن للمشاة واشارات ضوئية تسمح لهم بمرور هذه الطرق وبالتالى نقص الحوداث إن لم يكن منعها تماماً.
ثالثاً: مخالفات عديدة فى الطرق بلاعقاب خاصة داخل القاهرة الكبرى مثل توقف الميكروباص وأتوبيسات النقل الداخلى فى مداخل ومخارج الأنفاق أو مداخل ومخارج الكباري.. يحدث ذلك يومياً وبشكل دائم وكأنه أمر طبيعى أن يكون فى هذه الأماكن مواقف للميكروباص والأتوبيسات.
رابعاً: التصرفات المريبة والغريبة من سائقى الميكروباص والأتوبيسات ولعل من يراقب واحداً من أهم شوارع القاهرة مثل شارع رمسيس سيفاجأ بجنون القيادة من سائقى أتوبيسات النقل الداخلى والميكروباص والسير عكس اتجاه الطريق بشكل جنونى وهى أمور تعبر عن فوضى السائقين وتحتاج إلى تدخل أكبر من رجال الأمن.
خامساً: التوك توك.. وما أدراك ما التوك توك.. أزمة طويلة المدى امتدت لسنوات دون حسم برغم الوعود والقرارات التى سبق أن صدرت من جهات عديدة ولكن يبدو أن هناك أسباباً لا نعرفها وراء تأجيل هذه القرارات لترخيص التوك توك ورخصة السائق خاصة أن هناك أطفالاً صغاراً يقودون التوك توك خاصة فى التجمعات الشعبية.. ويعانى الأهالى من تصرفات هؤلاء السائقين المراهقين ومعظمهم له تصرفات مريبة تكاد تعبر عن تناول بعضهم المخدرات.
سادساً: لم يتوقف الأمر عند الأتوبيس والميكروباص والتوك توك بل أصبح هناك عامل جديد يثير الفوضى فى الطرق والشوارع وهو الموتوسيكل وما أدراك ما الموتوسيكل الذى يثير الفوضى ويسير فى عكس الاتجاه ويسبب الحوادث وتكون حوادثه لقائدى الموتوسيكل هى الأخطر.
سابعاً: يجمع كل هذه الملاحظات أمر أساسى هو الوعي.. وفهم آداب الطريق والأمر لا يخص رخصة القيادة فقط.. بل يخص الوعى الإنسانى بآداب الطريق عند المارة وقائدى السيارات بكل أنواعها ولاشك أن كثيراً من المارة هم من أهم أسباب حوادث الطرق حيث أصبح من الطبيعى أن ترى مجموعات من الشباب فجأة تمر من الطريق بلا اهتمام بل وتجدهم يقفون وسط الطريق لمداعبة بعضهم البعض.. وكم من مرة نرى فتاة صغيرة تمر وسط الطريق وهى مشغولة بالتحدث فى الموبايل وكأنها تسير فى صالة منزلها ولا تأبه بالأمر.. وكم من شباب يلعب ويلهو وسط الطريق ولا يأبه بالسيارات المارة وعادة يتسبب ذلك فى حوادث خطيرة.
إنه جرس إنذار حقيقى بعيداً فى معظمه عن حادث طريق بورسعيد المطرية لكن أهم ما فى هذا الطريق ضرورة أن يكون مزدوجاً ذهاباً وعودة.
ثامناً: أكد مسئولو محافظتى الدقهلية وبورسعيد على ضرورة انارة الطريق الذى شهد هذا الحادث وأعتقد أنه من الضرورى أن تكون نفس الملاحظة فى ذهن جميع المسئولين عن طرق مصر سواء فى القاهرة الكبرى أو بين المحافظات لأن عدم وجود إنارة فى هذه الطرق واحدة من أهم أسباب الحوادث.
أعرف أن خبراء الطرق عندنا لديهم تصورات أفضل وحلول أكثر ولكن المهم أن يتم تنفيذ هذه الحلول على أرض الواقع وهو أمر ليس صعباً أو مستحيلاً.
جرس إنذارآخر
على نفس المنوال يأتى أمر القبض على طبيبة التريند التى اعتبرها المتابعون مسيئة فى حق الأسرة المصرية بمثابة جرس انذار آخر وهو ليس جديداً أو غريباً بل إنه جرس انذار متجدد بسبب مصيبة البحث عن التريند وهى أزمة حقيقية مازلنا نعانى منها فى المجتمع المصرى منذ أن أصبحت السوشيال ميديا هى أهم وسيلة اتصال بين المصريين.. وفى ظل غياب الوعى بل فى ظل الحرب الخفية علينا باستخدام التكنولوجيا الحديثة فى التواصل وتغيب العقل الشعبى والاساءة لقيمنا وأخلاقنا.. أصبح التريند هو آفة المجتمع لأن الاهتمام بالهيافة والتفاهة وقلة الوعي.. فالتريند يكون للرقص والكوميديا وعدم الجدية وغياب الوعى وتغيب القيم.. فلو وجدنا طفلاً يحفظ القرآن أو مخترعاً لأمر مميز أو شاباً حقق انجازا لوطنه لمر الأمر مرور الكرام وغاب الاهتمام.. أما إذا كان هناك أمراً تافه بلا معنى أو شيئ مريب ضد الدين والقيم والأخلاق لانتشر انتشاراً كبيراً وأصبح تريند.. وبغض النظر عن التعليقات على قضية الطبيبة.. وهى قيد التحقيق فلا نعلق عليها.. وسواء كانت مصيبة فيما قالته كانذار للمجتمع من بعض الظواهر السلبية أو كانت مخطئة فيما قالته لأنها أساءت للأسرة المصرية وفتيات مصر بشكل عام فإن الأهم عندى هو أنها أصبحت تريند لانها أثارت قضايا مسيئة للمجتمع وضد الوعى العام والقيم العامة وهذا هو حال معظم إن لم يكن كل تريند فى هذه الأيام.
ما حدث من طبيبة – وهى المفترض أن تكون فى قمة الهرم المجتمعى والوظيفى – هو ما يؤكد وبقوة غياب الوعى واننا فى حاجة ماسة إلى العودة إلى قيمنا وابراز الايجابيات والصورة الحقيقية لأبناء شعبنا المميزين فى كل المجالات سواء ثقافية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو رياضية حتى الصورة الايجابية فى كل مجال.. كم من شاب محترم يساعد جيرانه وأهله ويضحى من أجلهم.. كم من شاب أو فتاة ملتزمة دينيا وتقدم الصورة الايجابية عن الإنسان المتدين والوطنى والمحب لأهله ووطنه.. وكلهم صور ايجابية لا يعرفها أحد.
فى قرى ومدن مصر كلها هناك مسابقات لحفظ القرآن الكريم ولم يهتم بها أحد.. لدينا مميزون فى الرياضة وحصلوا على ميداليات ذهبية ولم نجد أحداً منهم أصبح تريند.
أعرف أن هذه القضية ليست جديدة ومازلنا نعانى من آثار مشاكل ومواقف سابقة مثلها ولكن الأهم اننا أصبحنا فى أمس الحاجة إلى الوعى القيمى وعودة القيم والمبادئ وتعليمات الحق والأديان السماوية.. مازلنا فى حاجة ماسة إلى أن نجدد الدعوة إلى قوة الدين والقيم والمبادئ فى مواجهة محاولات تغيب العقول والتغريب المتعمد لشبابنا وهى جزء من الحرب النفسية ضد الشعب.