شن طيران الاحتلال الإسرائيلى أمس غارة جوية عنيفة استهدفت منطقة المصنع فى شرق لبنان، الحدودية مع سوريا، مما أدى إلى قطع الطريق الدولى بين البلدين، وهو طريق يسلكه مئات الآلاف من الأشخاص للفرار من القصف الإسرائيلي.
وقعت الغارة بعد المعبر الحدودى مباشرة لكنها داخل الأراضى اللبنانية، وأحدثت حفرة بعرض 4 أمتار فيما أشارت تقارير إعلامية إلى ان إسرائيل مهدت لاستهداف هذا الطريق قبل أيام، عندما ادعت أنه يستخدم من قبل حزب الله لنقل الأسلحة.
ترجع أهمية هذا الطريق إلى أنه يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للتجارة فى البقاع، كما هو كذلك بالنسبة للمواطنين الذين يعتمدون بشكل كبير على البضائع المستوردة عن طريقه. ومؤخراً أصبح طريق النجاة للهروب من الغارات الإسرائيلية المتتالية إلى الأراضى السورية.
جاء ذلك بعد الضربات التى وجهها الاحتلال لمناطق مختلفة للبنان لا سيما الضاحية الجنوبية لبيروت ليلة أمس الأول والتى استشهد جراؤها ما لا يقل عن 37 شخصاً وأصيب 151 آخرون بجروح حسبما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
تعد هذه الغارات من أعنف الضربات على لبنان منذ بداية العدوان الإسرائيلى عليها حيث سُمع صداها فى بيروت والمناطق الجبلية المحيطة بها. وقيل عنها إنها أكبر من القصف الذى نفذته إسرائيل لاغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله.
كما استشهد أربعة أشخاص من الأطقم الطبية اللبنانية، فى غارة إسرائيلية على منطقة مرجعيون جنوبى لبنان.
فى غضون ذلك تم إخلاء الطاقم الطبى من مستشفى مرجعيون الحكومى لتوقف المستشفى عن العمل. فيما أعلنت إدارة مستشفى ميس الجبل الحكومى فى جنوب لبنان، والذى يقع مباشرة على الحدود مع إسرائيل، إخلاء المستشفى ووقف العمل فى كافة أقسامه.
بالتزامن مع ذلك، نفذ الطيران الإسرائيلى غارة جوية مستهدفًا المنطقة الواقعة بين بلدتى كوثرية السياد والغسانية. كما واصل قصف مناطق مختلفة فى جنوب لبنان شملت بلدات قانا وتبنا وطورا والمجادل وعيتا الشعب، وصور.
من جانب آخر أعلنت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن نحو 900 مركز إيواء حكومى للنازحين فى لبنان امتلأت بالكامل.
وجه جيش الاحتلال فجر أمس إنذاراً عاجلاً إلى سكان الضاحية الجنوبية فى بيروت، وتحديداً المتواجدين فى عدة مبان فى حى حدث بيروت، بأنهم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لجماعة حزب الله اللبنانية، مؤكداً أن الجيش سيعمل ضدها على المدى الزمنى القريب.
قال المتحدث باسم الجيش، أفيخاى أدرعي، عبر منصة «إكس» أنه أنذر سكان أكثر من 30 بلدة أخرى فى جنوب لبنان بضرورة إخلائها على الفور شمال نهر الليطاني، والتوجه إلى ما بعد نهر الأولي.
فى المقابل أعلن حزب الله اللبناني، قصف قاعدة إسرائيلية ومرابض مدفعية ودبابة ميركافا بعدد من الصواريخ.
وذكر حزب الله فى بيانات متلاحقة، أن مقاتليه ردًا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين، استهدفوا دبابة ميركافا فى محيط موقع المالكية بصاروخ موجه مما أديّ إلى اندلاع النيران فيها وسقوط أفرادها بين قتيل وجريح.
لفت حزب الله إلى «استهداف عدد من قذائف المدفعية التابعة للاحتلال فى جنوب كريات شمونة برشقة صاروخية، كما أشار إلى قصف قاعدة إيلانيا العسكرية شمال إسرائيل برشقة صاروخية.
أشار الحزب إلى أنه استهدف موقع رويسات العلم فى تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة -بقذائف المدفعية وحقق بها إصابة مباشرة.
كما أعلن جيش الاحتلال انه رصد اطلاق نحو 25 صاروخاً من لبنان، تم اعتراض بعضها فيما سقط الباقى بمنطقة مفتوحة، وفقاً لبيان الجيش.
أشار تقرير إلى أن الصواريخ الـ25 عبرت من الأراضى اللبنانية إلى حيفا وكريات والجليل.
من جانبها أفادت الشرطة الإسرائيلية بوقوع خسائر كبيرة فى الممتلكات إثر سقوط صواريخ بمناطق عدة فى كريات شمونة والجليل الأدني، شمال إسرائيل.
فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان فى منزله بمدينة قيساريا وفرّ إلى الملجأ عندما دوت صفارات الإنذار هناك خوفا من صواريخ حزب الله.
فى سياق آخر قال وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا إن القوة المؤقتة للأمم المتحدة لحفظ السلام فى جنوب لبنان «اليونيفيل» ما زالت فى مواقعها على الرغم من طلب إسرائيل منها الانتقال، مشيراً إلى أن القوة توفر حلقة الاتصال الوحيدة بين جيشى لبنان وإسرائيل.