نجح العدو الصهيونى ببراعة فائقة فى كتابة وتسجيل شهادة وفاة الحضارة الغربية التى خدعت العالم لحقبة طويلة من الزمن بشعارات زائفة تدعى أن أمريكا وأوروبا دول متحضرة.. وشعوبها تمتلك مشاعر إنسانية راقية، وقادتها وأصحاب القرار فيها يحترمون حقوق الإنسان.. أى إنسان بصرف النظر عن دينه أو وطنه.
لقد كشفت المذابح اليومية لأطفال ونساء وشيوخ غزة وتكثيفها أيام عيد الفطر المبارك أن العربدة الصهيونية فى غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا لا تدين قادة تل أبيب المتطرفين العنصريين المجرمين وحدهم.. بل تدين كل من يمدهم بالسلاح، وكل من يدعمهم سياسيا واقتصاديا وعسكريا، وكل من يسكت ويقف متفرجا على جرائمهم ضد شعب ضعيف أعزل لا يمتلك قوت يومه.
الجرائم التى ترتكبها العصابة الصهيونية المجرمة ضد الشعوب العربية سوف يدفع العالم الغربى ثمنا باهظا لها إن عاجلا أو آجلا.. فالظلم لن يدوم، ولن يفلت المجرمون والداعمون للعدوان من عقاب الخالق الجبار.. فهو سبحانه وحده القادر على كسر الجبابرة وإذلالهم.. وحقائق التاريخ خير شاهد على ذلك.
>>>
عاد مجرم الحرب نتنياهو ليمارس هوايته فى حصد أرواح الأبرياء فى ظل دعم أمريكى معلن، ومواقف سلبية من معظم دول العالم حيث توفر أمريكا لهذا المجرم كل صور الدعم والحماية الكاملة فى تحد صارخ للعالم كله.
العصابة الصهيونية فى تل أبيب تستمر فى العدوان على سيادة الدول، وتصل أياديها الملوثة بالدماء لتقتل فى عدد من الدول العربية والإسلامية وتجد الدعم السياسى والعسكرى من الأمريكان دعاة الحضارة ورعاة حقوق الإنسان.. فإذا ما فكرت دولة أو جبهة مقاومة فى الانتقام لشهدائها وجدت حائط الصد الأمريكى قويا ومزعجا لتوفير الحماية للمعتدى الآثم الذى يرتكب أبشع وأحقر الجرائم دون رادع سياسى أو عسكرى.
لقد كشفت أحداث غزة المأساوية وما تتعرض له من حرب إبادة حقيقة الحضارة الغربية الزائفة للعالم، وتأكدت شعوب العالم الحر من عنصرية هذه الأنظمة السياسية، وعدم احترامها لأبسط حقوق الإنسان، والأبشع تقديمها السلاح الفتاك للقتلة والمجرمين ليقتلوا به أطفالا ونساء لا حول لهم ولا قوة، ولم يسببوا أى أذى لا لأمريكا، ولا لأوروبا، ولا للكيان الصهيونى.
>>>
لم تخسر أمريكا طوال تاريخها كما خسرت خلال العام ونصف الماضية.. فقدت أمريكا مصداقيتها كقوة كبرى فى العالم بمساندتها الكاملة للعصابة المجرمة فى تل أبيب وكل يوم تتضاعف خسائرها، والعالم كله يشاهد يوميا ما يرتكب من جرائم ضد المدنيين فى غزة بالأسلحة الأمريكية، ولا تعير أمريكا الرأى العام العالمى الرسمى والشعبى أى اهتمام.
أما خسائر الصهاينة من هذه الحرب فسوف تتعاظم وتستمر وتتضاعف وتكشف عنها الأيام القادمة.. فإذا كانت حربهم العدوانية على غزة قد أسفرت عن قتل وتدمير وتخريب وإبادة جماعية لشعب أعزل فسوف يدفعون حتما ثمنا باهظا لجرائمهم فى المستقبل القريب والبعيد مهما نالوا من دعم ومساندة سياسية واقتصادية وعسكرية من أمريكا وبعض دول أوروبية.. لن توفر هذه الحرب لهم الأمن الذى يبحثون عنه، بدليل أن عددا كبيرا منهم هاجر وترك الأرض المحتلة وهاجر بحثا عن الأمان.
حسابات العصابة الصهيونية فى تل أبيب دائما خاطئة والغباء الذى يسيطر على عقولهم سيجلب المزيد من الخوف والرعب للشعب اليهودى سواء الذى يعيش على أرض فلسطين المغتصبة أو الذي يعيش فى الشتات حول العالم لأن ما حدث لأهل غزة لن يمحوه الزمن وأبناء وأحفاد الضحايا من شهداء ومصابين سوف ينتقمون لهم.
مهما دمر العدو الصهيونى من منازل للمدنيين وعاث فى الأرض فسادا فلن ينتصر، فانتصارات الجيوش لا تقاس بقدر ما تعبث وتخرب وتدمر وتقتل من المدنيين كما يعتقد مجرم الحرب الصهيونى، ولذلك فالنهاية واحدة وهى خروج هذا العدو المجرم مهزوما فالغالبية العظمى من ضحاياه من المدنيين العزل؛ أطفالاً ونساء وشيوخاً لا حول لهم ولا قوة.. وستظل هذه الجرائم تلاحق المجرمين الصهاينة مهما طال بهم الزمن وستكون وبالا عليهم وعلى الكيان الصهيونى كله.
الانتصار الحقيقى هو تحقيق الأهداف بأقل قدر من الخسائر، وإسرائيل حتى اليوم لم تحقق هدفا واحدا من أهدافها وقتلت أكثر من 60 ألفا من المدنيين العزل بل قتلت العشرات من جنودها ومواطنيها فى عمليات عسكرية عشوائية تؤكد انفلات أعصاب قادتها وعشوائية وعبث وجبن الجيش الصهيونى الذى يحاول رد اعتباره دون جدوى.
ستظل صورة أمريكا ومعها العديد من الدول الأوروبية ملطخة بدماء الأبرياء.