واصل جيش الاحتلال الإسرائيلى اجتياحه البرى لأحياء واسعة فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، فى ظل قصف مكثف من قبل المدفعية الإسرائيلية لمناطق فى غرب ووسط المدينة.. وخلال الـ24 ساعة الماضية ارتكب جيش الاحتلال 5 مجازر راح ضحيتها 53 شهيدا، و257 جريحا، لترتفع حصيلة الشهداء إلى أكثر من 36 ألف شهيد بينما تجاوز عدد المصابين 81 ألفا فى اليوم الـ 237 للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفى الضفة الغربية المحتلة اقتحم الجيش الإسرائيلى عدة مدن من بينها رام الله ونابلس وطولكرم، واعتقل عدة فلسطينيين، كما اندلعت مواجهات بين السكان الفلسطينيين وقوات الجيش فى عدة مدن.. فيما أعلنت وزارة الصحة فى غزة عن عودة المجاعة إلى شمال القطاع. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلى تواصل، عدوانها برا وبحرا وجوا على قطاع غزة.
استشهد 7 فلسطينيين على الأقل ، وأصيب آخرون بجروح، بقصف قوات الاحتلال الإسرائيلى عدة مناطق فى قطاع غزة. بينما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن 4 مواطنين استشهدوا وأصيب 15 آخرون بجروح، جراء قصف طيران الاحتلال الحربى لمنزل يعود لعائلة زقوت بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وفى شمال القطاع، حاصرت طائرات «كواد كابتر» وقناصة الجيش الإسرائيلى عددا من الأهالى فى منطقة «الهوجا» بالتزامن مع قصف مدفعى فى محيط مخيم جباليا، وقد جرى نقل عدد من الإصابات إلى مستشفى المعمدانى جراء استهداف مجموعة من المواطنين فى المخيم.
كما قتل فلسطينى وجرح 6 آخرون، إثر استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية منزلا فى مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة. كما قصفت دبابات الاحتلال بالقذائف المدفعية وإطلاق النار المناطق الجنوبية لحى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وفى جنوب القطاع، نسفت القوات الإسرائيلية مبانى سكنية شرق مدينة رفح الفلسطينية، كما قصفت مناطق مأهولة فى مختلف مناطق رفح وسط صعوبة فى وصول سيارات الإسعاف إلى مناطق القصف.
وأدانت وزارة الصحة الفلسطينية جريمة الاحتلال البشعة، باستهداف سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر فى رفح الفلسطينية، واستشهاد اثنين من طواقمها. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية فى بيان، إن الاحتلال يتعمد إبادة وتدمير المنظومة الصحية فى قطاع غزة.
وأعلنت «كتائب شهداء الأقصى» أنها قصفت برشقة صاروخية تموضعا لجنود القوات الإسرائيلية وآلياتهم العسكرية على خط الإمداد فى محور «نتساريم» جنوب مدينة غزة.
بينما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكرى لحركة حماس استهداف قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 5 جنود بعبوة «قفّاز» مضادة للأفراد وايقاعهم بين قتيل وجريح شرق حى التنور بمدينة رفح جنوب القطاع.
فى الوقت نفسه، تعهد الجيش الإسرائيلى بمواصلة العملية العسكرية التى ينفذها فى رفح أقصى جنوب غزة، رغم اعتراضات دولية وإقليمية واسعة. وقال للجيش الإسرائيلى إن العملية تتم فى رفح لأن حركة حماس الفلسطينية التى تخوض الحرب ضد إسرائيل منذ نحو 8 أشهر موجودة هناك.
كما قال المتحدث باسم جيش الاحتلال «حماس موجودة فى رفح الفلسطينية. وتحتجز رهائننا. وأضاف «لن نوقف القتال فى رفح حتى تحرير الرهائن».
وتواصل إسرائيل ضرباتها جنوب القطاع رغم الأمر الصادر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجمات على المدينة التى سبق أن لجأ إليها نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
من ناحية أخرى، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، أمس، بأن لجنة الطوارئ فى شمال قطاع غزة دعت سكان جباليا، شمال مدينة غزة، إلى التريث وعدم العودة إلى مناطق شمال القطاع، بعد أنباء عن انسحاب الجيش الإسرائيلى من المدينة. ونقلت عن اللجنة قولها: «مع وصول أخبار انسحاب قوات الاحتلال من معسكر جباليا… ندعو المواطنين للتريث وعدم العودة حاليا إلى مناطق شمال القطاع»، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلى «ترك خلف آلياته المنسحبة عددا كبيرا من الطائرات المُسيرة التى تطلق النار على المواطنين».
وأضافت: «بعض المخلفات الخطيرة وراء قوات الاحتلال وجراء المعارك والاشتباكات ما زالت فى الشوارع وبعض البيوت، ولم تتعامل معها جهات الاختصاص لتفكيكها، وهى تعرض حياة المواطنين للخطر.
على الصعيد الإنساني، كشف مكتب الإعلام الحكومى فى قطاع غزة، أمس، أن المجاعة عادت إلى مدينة غزة وشمال القطاع، معتبرا أن معضلة دخول المساعدات الإنسانية لن تحل إلا بالضغط على إسرائيل لفتح كل المعابر.
مضيفاً إنه «منذ أكثر من 3 أسابيع، استنزف سكان القطاع ما تبقى لديهم من مواد غذائية فى ظل شح المساعدات، وقد بدأت حالة المجاعة تعود إلى مدينة غزة وشمال القطاع.