يقول الفيلسوف الصينى كونفوشيوس « اذا كنت تخطط لعام واحد فازرع الأرز ، واذا كانت تخطط لعشرة اعوام فأزرع الشجر ، اما اذا كنت تخطط لمائة عام فقم بتعليم الاطفال « ، فتعليم الاطفال منذ الصغر كالنقش على الحجر ، فأى معلومة تمر على الطفل تترك انطباعاً سواء على الجانب الايجابى او الجانب السلبى ، ويذكر التاريخ اطفالاً كان لهم دور فعالا فى الحياة مثل لويس برايل الذى قام بتطوير لغة برايل للمكفوفين عندما كان عمره 15 عامًا ، وبوبى فيشر أصغر لاعب شطرنج فى التاريخ حصل على لقب أستاذ كبير، وهو أعلى لقب ممكن يحصل عليه لاعب شطرنج وهو فى سن15 من عمره، ، كما استطاعت جان دارك 13 عاما قيادة الجيش الفرنسى فى نصر كبير ضد الإنجليز فى أورليانز خلال حرب المائة عام ، كما اسس مارك زوكربيرغ الفيس بوك عندما كان عمره 19 عاماً، ولذلك احتفى بهم العالم ، ويذكر التاريخ قصة اطفال الشوارع مع محمد على باشا ، حيث قرر محمد على باشا ان يجمعهم بعد ان وصل عددهم حوالى 300 الف مشرد فى شوارع مصر من الاسكندرية الى أسوان ووضعهم فى معسكر بالصحراء بالقرب من الكلية الحربية التى انشأها فى اسوان و ظلوا بها حوالى ثلاث سنوات ، ثم قام سليمان باشا الفرنساوى بتدريبهم على يد أعظم المدرسين و المدربين الفرنسيين فى شتى العلوم و المهن و الحرف اليدوية ، وبعد ثلاث سنوات تخرج لمصر براعم علماء و مدرسون وأطباء و صناع مهرة يجيدون الحرف و الصناعات و ويتحدثون بالعديد من اللغات ومنها اللغة الفرنسية و العربية ، واستعان محمد على بالمتميزين منهم فى بناء الدولة المصرية و أرسل الباقين كخبراء لدول أخرى مطلة على البحر المتوسط و التى تفتقر لتلك الحرف ، كما ان المتفوقين منهم أرسلوا فى بعثات للخارج على نفقة الدولة .
لكن على الجانب الاخر تسعى اسرائيل للقضاء على جيل كامل من الاطفال الفلسطينيين بدم بارد فى ظل الابادة الجماعية والمذابح والجرائم ، وهو ما اكدته جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل بالأونروا بقولها إن أكثر من 600 الف طفل فى غزة لم يتمكنوا من الذهاب إلى المدارس منذ بدء الحرب الإسرائيلية ، كما اعلنت منظمة (الأمم المتحدة للطفولة) اليونيسيف عن مقتل اكثر من 14 ألفا و500 طفل فى غزة ، كما صدر بيان عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين اكدت فيه ان سلطات الاحتلال الاسرائيلى تقوم بقتل طفل كل ساعة فى قطاع غزة، كما نشر تصحيفة غارديان البريطانية تقريراً عن الآثار النفسية للحرب على أطفال قطاع غزة وما يتعرضون له من ازمات ومشاكل نفسية، وذكر التقرير أن هناك أطفالا فقدوا آباءهم وأمهاتهم جراء القصف الإسرائيلى وأصيب بعضهم إصابات بالغة أدت إلى بتر أطرافهم ، ووفقا لليونيسيف، يوجد الآن 17 ألف طفل بلا مرافق إلى جانب من يموتون بسبب البرد والشتاء وبسبب الجرائم التى ترتكب فى حقهم والتى ستشعل المنطقة بمزيد من الصراعات التى سيرفع راياتها الاجيال القادمة للوقوف حائلاً ضد تحقيق السلام بسبب تاريخ اسرائيل الاجرامى الملطخ بالدماء منذ احتلالهم للاراضى العربية .