يسيطر على الساحة فى قطاع غزة بعد ما يقارب العام والنصف من أكبر عملية إبادة بشرية فى التاريخ الحديث مشهدان يكفى أحدهما لان يتم حذف صفة الإنسانية عن العالم الغربى الذى سقط سقوطًا اخلاقيًا تحت دعاوى الكذب الإسرائيلي، وغض بصره عن الجرائم الإسرائيلية، فما حدث بعد يوم 7 أكتوبر 2023 لا يقل بشاعة عن قصف مدينتى هيروشيما وناجازاكى بالقنابل النووية فى خمسينيات القرن الماضى لتركيع اليابان فى الحرب العالمية الثانية إن لم يكن أكثر وحشية وإجرامًا.
المشهد الأول الذى أوردته المنصات الإعلامية بالصوت والصورة حول نهش الكلاب الضالة لجثامين الشهداء الفلسطينيين المدنيين فى مناطق شمال غزة والتى قتلهم الاحتلال الإسرائيلى فى الشوارع ومنع سيارات الإسعاف أو الأهالى من الاقتراب لمحاولة اسعافهم أو تكفينهم بالتوازى مع منع شاحنات المساعدات الإغاثية التى اصطفت بالمئات على الحدود المصرية الفلسطينية من الوصول والدخول إلى غزة بشكل متعمد ليموت بالجوع من لم يتم قتله بالرصاص والقنابل.
المشهد الثانى هو الشهادات المتكررة التى أوردتها وسائل الإعلام الإسرائيلية عن عشرات من ضباط وجنود بجيش الاحتلال الإسرائيلى اعترفوا بأن الحرب على غزة ما هى إلا سباق وتحد بين الوحدات العسكرية التى تشارك فى الحرب الوحشية، لقتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وينخرط الضباط والجنود فى قتل المدنيين فى كل قطاع غزة سواء كانوا رجالاً أو نساءً فى كل مكان بقطاع غزة باعتبارهم مسلحين تابعين للمقاومة وأنها شكل من أشكال التسلية.. هذه الجرائم سيدونها التاريخ باعتبارها الأشد بشاعة فى القرن الحادى والعشرين وسيلاحق التاريخ أولئك المجرمين الذين ارتكبوا هذه الجرائم باعتبارهم مجرمين حرب والأطفال الذين شاهدوا آبائهم وأمهاتهم يقتلون وتنهش جثامينهم الكلاب الضالة سوف يقودون يومًا ما حرب التحرير.
لا ينكر أى إنسان لديه ضمير، الحق الفلسطينى فى مقاومة الاحتلال بكل الطرق للحصول على حقه المشروع فى تحرير أرضة وتأسيس دولته على أرضه وأن عملية السابع من أكتوبر لم تكن إلا حلقة من حلقات المقاومة والحقوق المشروعة وأن الجرائم الإسرائيلية لن تسقط بالتقادم وسوف يتم ملاحقة هؤلاء القتلة يومًا ما عندما تسقط أقنعة الزيف عن الغرب الذى لا يرى للشعب الفلسطينى حقًا فى الحياة.