أهل غزة يصارعون الموت ويلفظون أنفاسهم الأخيرة.. صرخاتهم تشق السماء.. انفجارات مستمرة.. نسف للبيوت.. جثث الأطفال والنساء والرجال تتطاير فى الهواء من شدة الانفجارات وترتطم بالجدران والأشجار.. الناس تموت جوعا وتدفن أحياء والعالم يقف متفرجا.. إنه الجحيم.. إنه من أهوال يوم القيامة فى القطاع المحاصر بالموت فى ظل تخاذل دولى تام وعجز عالمى عن اتخاذ قرارات لوقف الإبادة والمذابح المستمرة للشعب الأعزل التى ترتكب منذ 18 شهرا لإجبارهم على النزوح.
وبعد غزة صعدت اسرائيل من ممارساتها الإرهابية وأعمال البلطجة ضد السوريين واللبنانيين وبدأت تهديدها لقصف إيران بدعم أمريكي.
لقد خنقت اسرائيل بجرائمها كل صوت نادى يوما بالتعايش والسلام ولم تترك أمام الفلسطينيين أى مسار سوى المقاومة بالسلاح ورفض أفكار التعايش المشترك.
فطن الشعب المصرى للمخطط الاسرائيلى مع قصف رفح الفلسطينية لإجبار الفلسطينيين على التهجير قسريا ومع ارتفاع تكبيرات عيد الفطر قرر ارسال رسالة للعالم أجمع بأن الشعب المصرى متضامن مع الأشقاء فى فلسطين ورافض للتهجير وانه فوض قيادته السياسية الحكيمة أن تتعامل مع المخطط وتدافع عن أمن مصر القومى ضد كل ظالم ومعتد.
>>>
وما بين صواريخ تقطع أوصال غزة وتحرق ما تبقى من بشر وحجر وشجر وقرارات اقتصادية تقصم ظهور دول العالم وتشعل حربا من نوع آخر نتيجة قرارات عشوائية مفاجئة من واشنطن تتكشف صورة جديدة للعالم وصورة لخراب واسع لعالم ينهار.
إسرائيل تحاول طمس وجود شعب بمحو مدنه وذاكرته.. وأمريكا ستجعل التجارة حربا تستند إلى منطق الغنائم الأمر الذى يؤدى لانهيار النظام الاقتصادى العالمي.
وفى ظل هذا الخراب المتعدد الجبهات لا يوجد صوت عقلانى دولى قادر على فرملة آلة الحرب فى غزة ولا يوجد إجماع اقتصادى قادر على وقف جنون القرارات الاقتصادية الأمريكية الجديدة والنتيجة عالم ينهار وحلفاء يفقدون الثقة فى بعضهم وشعوب تزداد كفراً بنظام عالمى وعدها يوما بالحرية والعيش الكريم ثم سلمها فى النهاية إلى الجحيم والجوع.