لا تمر أى مناسبة إلا وتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن شعبه بفخر واعتزاز وقدم التحية للمصريين على مواقفهم الوطنية الراسخة، واصطفافهم خلفه، وتماسكهم حماية لمصر وأمنها القومى وثرواتها ومقدراتها رغم طوفان التحديات التى تواجه مصر والمنطقة وأيضاً فى ظل حملات شرسة ومتواصلة على مدار الساعة من الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه والتزييف، وأيضاً رغم وطأة المعاناة القاسية من تداعيات أزمات وصراعات إقليمية ودولية متلاحقة على مدار السنوات الأربع الأخيرة من جائحة كورونا مروراً بالحرب الروسية ـ الأوكرانية حتى العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، ومع هذه المعاناة التى فرضت علينا تتدفق محاولات استهداف العقل المصرى بالتزييف والأكاذيب، ثم صناعة الأزمات الاقتصادية من خلال الحصار والخنق وإشعال الأوضاع فى دول الجوار وتأجيج الفتن والصراعات حتى باتت حدود مصر على مختلف الاتجاهات الإستراتيجية تشبه طوق النار الذى يحيط مصر من كل اتجاه أو جزيرة من النيران.
قوة وصلابة اصطفاف وتماسك الشعوب يمثل جدار الحماية للأوطان.. وسلامة الجبهة الداخلية هى أعلى درجات الصمود، فما بالنا وفى هذه الظروف الصعبة، والتهديدات غير المسبوقة ومحاولات شرسة للوقيعة والفتن، وإحداث شرخ فى الجبهة الداخلية، بكل صفوف وأنواع أسلحة الشر والحرب الحديثة التى تستهدف إسقاط الدول من الداخل بأيادى شعوبها.
الحقيقة أن الشعب المصرى كما وصفه الرئيس السيسى هو البطل الحقيقى، والمخلص والمنقذ فمنذ أن أطاح وعزل حكم الإخوان المجرمين فى 30 يونيو 2013 منح الوطن طوق النجاة من براثن مخطط خطير، استهدف إضعاف وإنهاك مصر، وإحداث الفتنة بين شعبها وإسقاطها من أجل تحقيق أوهام العدو الصهيونى الذى ينتظر لحظات الضعف والانشغال والفتن ومعجزة 30 يونيو التى قادها الشعب المصرى وحماها الجيش المصرى العظيم، قلبت الطاولة فى وجه المتآمرين وأعادت مصر لأهلها وشعبها، وأنقذت سيناء من مخطط التهجير، وأطلقت أكبر ملحمة بناء وتنمية فى تاريخ هذا الوطن، شملت كافة المجالات والقطاعات وفى جميع ربوع البلاد.
الحديث أن الشعب المصرى حمى وطنه وحافظ على أمنه واستقراره، وتصدى للمؤامرة ليس كلاماً على سبيل الأناشيد والمجاملة ولكنه واقع وسجل حافل بالمواقف المضيئة، فهذا الشعب انتفض مثل المارد عندما استشعر أن الوطن فى خطر وهناك من يريد أن يفرض عليه سياسة الأمر الواقع، أو يهدد أو يمس أرضه أو ينتهك سيادته، والشعب المصرى هو سر أسرار الأمن والاستقرار والبناء والتنمية التى تنعم به مصر وأيضاً هو مفتاح الصمود والنصر على هذه التحديات والتهديدات غير المسبوقة، ليس هذا فحسب بل هو من يعطى القيادة الوطنية الحكيمة والشريفة القوة والثقة فى اصطفافه والتفافه خلفها وهو الطاقة الدافعة لجاهزية جيشه العظيم فهذا الجيش هو من أبناء المصريين والذين يعتبرونه «درة التاج»، وتحويشة العمر والحصن المنيع الذى لم يخذل شعبه يوماً والعلاقة بين المصريين وجيشهم هى سر خلود هذا الوطن وقوته وقدرته وصلابته لذلك تسعى قوى الشر لضرب هذه العلاقة الفريدة والمتفردة لكنها باءت بالفشل الذريع.
دائماً يؤكد الرئيس السيسى على دور الشعب المصرى فى حماية وطنه، ويوجه له التحية والتقدير ويعتبره هو الحامى الأول للوطن ويسبق فى ذلك الجيش العظيم والشرطة الوطنية، بدليل قوله مش هيحمى البلد الجيش أو الشرطة بس اللى هيحميها شعبها.. وحديث الرئيس السيسى فى هذا الأمر يحمل عمقاً عبقرياً، فالمتابع للأحداث خلال العشرين عاماً الأخيرة وما جرى من استهداف قوى الشر لعقول الشعوب وما أصاب الجبهة الداخلية فى بعض الدول هو أحد أسباب التدمير الذى جرى تحديداً فى يناير 2011، فقوى الشر والتآمر تراهن على الاحتلال والسيطرة وتوجيه عقول وإرادة الشعوب لتدمير أوطانها من خلال التضليل والخداع والتزييف، والأكاذيب والشائعات والتشكيك والتحريض، ونجحت فى دول الأزمات، إلا مصر فهى الوحيدة التى نجت من هذا المخطط، بفضل وعى وإرادة شعبها، ولم يتوقف المخطط، ولم تضع الحرب الشيطانية أوزارها على عقول المصريين، ورغم كل الحملات الشرسة، وصناعة الأزمات الطاحنة، إلا أن الشعب المصرى، مازال يقبض على جمر الوعى والفهم لما يحاك لمصر من مخططات ومؤامرات، وأهداف خبيثة.. خاصة أن أعداء مصر يدركون صلابة الدولة وأن لديها أقوى جيش فى المنطقة ومن أقوى جيوش العالم وبالتالى يخشون الصدام المباشر فيعمدون إلى محاولات وحملات متعددة لتحريك المصريين، من أجل تحقيق أهداف قوى الشر فى التخريب والتدمير.
الرئيس السيسى يدرك ويثمن دور الشعب المصرى فى حماية وطنه، وتماسكه، وكذلك فى احتفاظه بأعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار والصعود والتقدم، رغم المعاناة والضغوط والأكاذيب لكنه يعى ويدرك ويفهم، ويصبر ويتحمل ويثق فى قيادة سياسية وطنية تأكد من صدقها وأنها تعمل لقوة هذا الوطن، ولمصلحة هذا الشعب.
الحقيقة أن سبب تكرارى للكتابة فى هذا الأمر من جديد ما قاله الرئيس السيسى فى كلمته بمناسبة احتفالات أعياد تحرير سيناء، وتوقفت أمام عبارة خاطب فيها الشعب المصرى يقول: أثبتم برؤيتكم الواعية وإدراككم العميق، لحجم التحديات التى تواجه مصر والمنطقة أنكم جبهة داخلية متماسكة عصية عن التلاعب والتأثير وأن الوطن بكم محفوظ للأبد.. هذه العبارة الرئاسية جسدت كل شىء، وأظهرت عظمة دور الشعب المصرى فى تماسك وصمود وشموخ الدولة المصرية فى مواجهة الابتزاز والبلطجة والمخططات للتوسع والتهجير والاحتلال ونهب الثروات والموارد، وتقسيم المنطقة على مقاس الهوى والأوهام الصهيونية لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح، ولم تتنازل مصر أو تفرط فى مواقفها ولم تمسها نار بفضل قوة وصلابة واصطفاف الدولة المصرية، قيادة وشعباً وجيشاً.
فى ظنى أن الحفاظ على صلابة الجبهة الداخلية وتماسكها واصطفافها قضية غاية فى الأهمية، بل ووجودية، وكما يقولون الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها، من هنا فإن استمرار بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح أمر حتمى من قبل مؤسسات بناء الوعى الشامل وتنويع الخطاب التوعوى وتعميقه وربط الأحداث بعضها ببعض، وتأثيراتها وعلاقاتها بمصر، وأيضاً تحفيز القوى الناعمة للتعبير وتجسيد التحديات التى تواجه الوطن، وأيضاً انتصاراته وإنجازاته ونجاحاته، وقوته وقدرته وتاريخه والعمل على الحفاظ على مبدأ التشاركية الذى أرساه الرئيس السيسى بأن الوطن وحمايته وبنائه هو مسئولية الجميع، ولذلك من المهم إشراك الشعب أو المواطنين فى تحمل المسئولية الوطنية فى الحفاظ على الدولة.