واصل الجيش الإسرائيلى عمليات نسف المنازل غرب مخيم جباليا وفى مناطق متعددة بشمالى القطاع، فى حين ناشدت عائلات محاصرة فى المخيم نتيجة القصف المستمر لإجلائها، مكررة نداءات الاستغاثة.
ولا تزال القوات الإسرائيلية تحاصر عشرات الآلاف من الفلسطينيين فى منازلهم شمالى القطاع، فى وقت يمنع فيه وصول الطعام والمياه والدواء إلى الفلسطينيين المحاصرين داخل هذه المناطق منذ 17 يوماً.
من جانبه، كشف المتحدث باسم جهاز الدفاع المدنى فى غزة محمود بصل، أنه منذ 17 يوماً يقبع نحو 200 ألف فلسطينى تحت القصف والحصار فى محافظة شمال قطاع غزة ومخيم جباليا تحديداً.
وأفاد المتحدث بأن «أكثر من 500 شهيد وصلت جثامينهم مستشفيات شمالى القطاع بالإضافة لعشرات الشهداء عالقين تحت المنازل وفى الطرقات لا يستطيع أحد الوصول إليهم»، مشيراً إلى أن «هذه المرة الأولى منذ بداية الحرب التى يقوم فيها جيش الاحتلال بحصار منطقة ثم البدء بعمليات قصف وقتل وتجويع بشكل كامل».
وذكر أنه «تصلنا الكثير من المناشدات لمواطنين محاصرين وعالقين تحت الأنقاض ولا نستطيع التعامل معها بسبب استهداف الاحتلال لطواقمنا الأمر الذى يضاعف أعداد الشهداء، كما يمنع الاحتلال إدخال الغذاء وكل مقومات الحياة بشكل كامل إلى جباليا ويستهدف آبار المياه».
جاء ذلك بينما تحاصر قوات الاحتلال مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» التى تؤوى نازحين بمحيط بركة أبو راشد فى مخيم جباليا.
وفى وقت سابق، أعلنت الأونروا أن إسرائيل رفضت طلبا عاجلا تقدمت به الوكالة لإجلاء العالقين تحت الأنقاض، جراء الإبادة التى ترتكب شمالى قطاع غزة.
وقالت إيناس حمدان، مسئولة الإعلام فى الأونروا، إنه «على مدى الأسبوعين الماضيين، حذرنا مراراً من أن تشديد الحصار على جباليا ومحافظة الشمال بشكل عام يزيد الأوضاع كارثية، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة تعرض عشرات الآلاف من المدنيين لخطر محدق».
وحذرت من أن «مخيم جباليا محاصر منذ أكثر من أسبوعين، ونتلقى معلومات عن عائلات محاصرة فى منازلها، والمياه والطعام على وشك النفاد، والصور الواردة من المخيم تظهر السكان يركضون للنجاة بحياتهم، دون وجود مكان آمن للجوء إليه».
وعلى صعيد المنظومة الطبية، قالت المسئولة الأممية إنه فى الثامن عشر من أكتوبر الجاري، تم استهداف اثنين من أصل 3 مستشفيات متبقية فى محافظة شمالى غزة بشكل مباشر «مستشفى العودة والأندونيسي»، وهذه الهجمات تفاقم الأزمة الإنسانية التى تشهدها محافظة شمال غزة بشكل مقلق للغاية.
على صعيد العمليات العسكرية، واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها مختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 183 من الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي، حيث ارتكب الاحتلال الاسرائيلى سبع مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 48 شهيداً و 851 إصابة خلال 24 ساعة.
فى الوقت نفسه، اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصي، بينما أغلق الاحتلال الإسرائيلى المسجد الإبراهيمى فى الخليل ومنع رفع الأذان، وذلك بالتزامن مع ما يسمى «عيد العرش اليهودي».
وتشهد مدينة القدس المحتلة منذ بدء العيد اليهودى الخميس الماضى والذى يمتد أسبوعاً، إغلاقات مشددة للشوارع والطرقات والأحياء المقدسية، وانتشاراً كثيفاً لقوات الاحتلال، على وقع حملات إبعاد عن الأقصى واستدعاء ناشطين للتحقيق.
فى سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال 18 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية المحتلة، بينهم طفلان، وأسرى سابقون.
وقال نادى الأسير وهيئة شئون الأسرى والمحررين فى بيان مشترك إن «قوات الاحتلال تواصل عمليات التحقيق الميدانى فى بلدة دير أبو مشعل شمالى رام الله، ولم يتسن لنا التأكد من حالات الاعتقال فى البلدة لاستمرار العملية، علما بأن عمليات التحقيق الميدانى تصاعدت بشكل كبير فى المحافظات كافة، وطالت المئات من الشبان».