و«جحيم فى طرابلس»..!! وعلمتنا الحياة.. وهان الود عليك..!!
فى عام 1996 انطلق صوت الفن العربى يحاول تذكير الشعوب والحكومات بأن الحلم العربى مازال باقياً وأن شعاع النور قادر على أن يصل لأبعد سما ليضئ ظلمة الليل الطويل.
وفى ساحة الشهداء فى مدينة بيروت وفى الثالث من أكتوبر 1998 كانت هناك أروع صورة لفنانى العالم العربى وهم يغنون مع الآلاف الحلم العربى وينشدون نتمى الحلم يطول.. وتغير أى سكون.. دا حلمنا طول عمرنا.. حلم يضمنا.. وجايز ظلام الليل يبعدنا يوم إنما يقدر شعاع النور يوصل لأبعد سما.
وأنا اليوم استعيد من الذاكرة هذه الملحمة الغنائية الرائعة التى كان فيها الفن العربى صوتاً معبراً عن آمال وطموحات شعوبنا العربية وذلك للرد على انتقادات حادة مؤلمة لجامعة الدول العربية تتساءل عن مدى فائدتها وأهميتها وجدواها.. وهى انتقادات تتزامن مع «قمة بغداد» الأخيرة التى غاب عن حضورها عدد من قادة الأمة العربية.
والهجوم على جامعة الدول العربية ومحاولة تحميلها مسئولية التباعد العربى فى المواقف والسياسات.. هو هجوم فيه الكثير من التجنى على الجامعة التى ينبغى الحفاظ عليها باعتبارها آخر مظهر يجسد وجود الحلم العربى فى امكانية التضامن والترابط وتغيير أى سكون.
والهجوم على جامعة الدول العربية والمطالبات بإلغاء وجودها هو فى حقيقة الأمر دعوة ايضاً لإعلان وفاة العرب والعروبة والانزلاق فى مشروع رهيب مدمر يستهدف السيطرة على المنطقة العربية بأكملها.
إننا بدلاً من ذلك لا ندعو فقط إلى بقاء الجامعة العربية والحفاظ عليها وإنما ندعو إلى تقوية وجودها لكى تكون أداة فعالة وآلية لحل المنازعات والخلافات العربية ومركزاً لتقوية التعاون فى مختلف المجالات.
والجامعة العربية هى بيت العرب الكبير الذى يمثل حلمنا طول عمرنا.. ولا تقتلوا الحلم.. فتقتلوا الأمل.. والأمل مازال موجوداً.
>>>
ولا نفهم حقيقة الأحداث فى العاصمة الليبية طرابلس، ما الذى يحدث هناك من يقاتل من.. ومن يتظاهر ضد من؟! وما هى القضية التى يدور حولها الصراع والقتال..!
إن هناك احاديث عن حرب بين ميليشيات مسلحة تقاتل من أجل النفوذ ومن أجل السيطرة.. ميليشات تملك سلاحاً وأموالاً هائلة.. وميليشيات ترفض أن تكون جزءاً من مؤسسات الدولة وشعب يتظاهر مطالباً باسقاط كافة التشكيلات المسلحة والتنظيمات السياسية ويدعو الجميع إلى الابتعاد عن العنف.
وما يحدث فى طرابلس مؤلم ويدعو إلى القلق فما يحدث فى ليبيا ينعكس على الجميع.. وكل ما نتمناه لليبيا الشقيقة هو الاستقرار والأمن والأمان وألا تزداد مساحات الخلافات لتفتح الباب أمام تدخلات أجنبية ومصالح اقليمية يضيع معها ويغرق فيها الشعب الليبى فى دوامة يصبح الخروج منها صعباً وقد يكون مستحيلاً ايضاً.
>>>
ونترك صراعات الرصاص والمدافع لنتحدث عن صراعات الحياة مع أنفسنا.. فقد علمتنا الحياة أن هناك علاقات توقعنا منها الكثير ووجدنا منها القليل.. علمتنا الحياة أن الاعتماد على أنفسنا هو باب النجاة من كل الأزمات.. وعلمتنا الحياة أن الاهتمام بالإنسان هو مصدر قوتنا وعزتنا.. وعلمتنا الحياة ان من أكرمنا نكرمه، ومن استهان بنا فالأفضل أن نكرم أنفسنا بالابتعاد عنه.. وان من اشترى خاطرنا فى أوقات الأزمات ولو بشق تمره اشترينا له الدنيا وما فيها.. لقد علمتنا الأحداث الأخيرة التى مرت بهذا الوطن دروساً كثيرة لا تنسى.. ولن تطويها صفحات الزمان والأحداث.
>>>
وتلقيت اتصالاً هاتفياً من صديق.. بعد سنوات طوال كان فيها ملء السمع والبصر ولم يكن هناك من يمتلك شرف الوصول إليه.. وبعد السلامات والأشواق والذكريات والضحكات.. وبينما كنت اترقب فى دهشة وأبحث عن أسباب مقبولة للاتصال المفاجئ.. فقد صدق توقعى ولم يكن اتصالاً للمحبة والأشواق.. ولم يكن حنيناً للماضى وأيام الصبا.. كان حديثاً من نوع آخر يبحث فيه ومن خلاله عن أمر يتعلق به ويضيف إليه ويعزز موقفه.
ولم أجد ما أرد به .. أو اعلق عليه.. أحسست فجأة بالامتعاض والاستهجان فالصديق الوفى هو من يسأل عنك ويفتقدك عندما تغيب وليس عندما يحتاج منك شيئاً.. وهذا لم يعد صديقاً.. هذا كان عابراً للسبيل قادته الظروف إلى حياتى.. وله طريقه ولنا طريقنا.. وأرجوك لا تتصل مرة أخرى.. أنا لا أعرفك.
>>>
وعلمتنا الحياة ألا تحتفل مبكراً.. وان تنتظر دائماً إعلان النتائج النهائية.. وفى الدورى المصرى لكرة القدم فقد كانت البطولات قاب قوسين أو أدنى من نادى «بيراميدز» واحتفل أنصار النادى مبكراً بأنه قد أصبح فائزاً بالبطولة وانتابت لاعبى الفريق حالة غريبة من النشوة فأضاعوا البطولة بأنفسهم بأداء مخيب خسروا معه مباراتين ومنحوا البطل التقليدى فرصة العودة للقمة، واستغل «الأهلى» الفرصة ولم يهدرها.. وأصبح الدورى قاب قوسين أو أدنى من «الجزيرة» فى اغرب وأقوى دورى ملئ بالمفاجآت والمؤامرات والفوضى ايضاً.!!
>>>
ويارب أنت السلام.. ومنك السلام سلم قلبى من أذى الدنيا وحزن الأيام، يارب ان كان فى نفسى انكسار فلا جابر لى سواك.. وأن لامس قلبى شئ من أنين فإنه لا يعلم بحالى إلا أنت، فاجعل لى من كل ضيق مخرجاً، يارب معجزة من عندك تغير الأقدار وتحقق الأمانى وتسعدنى.
>>>
.. وأخيراً:
> تمر على الإنسان عدة حرائق لينضج ويأخذ الإنسان دروسه المؤلمة من الأشياء التى ادخلها قلبه واستأمنها عليه.. وفى كل صباح أقرر ألا أغضب وأقضى يوماً هادئاً ثم التقى ببعض الأغبياء الذين يجعلون ذلك مستحيلاً.
>>>
> والعسر معه يسر.. هذا بيان إلهى وليس احتمال.