فى ذكرى النصر، على الضفة الشرقية لقناة السويس، ملحمة البناء والتنمية فى ربوع سيناء جديرة بأن تكون نموذجياً عالمياً للتعمير وتأسيس المدن الجديدة، يأتى ذلك فى زمن قياسى بعد عقود من التراخى إلى حد الإهمال فى أرض الثروات المتنوعة والكثيفة.. ومما ضاعف التحدى تتابع أزمات دولية من نزاعات وحروب وأوبئة مؤثرة بطبيعتها سلباً على كافة الأنشطة الإنسانية ومعدل إنجاز تنفيذ الخطط التنموية.. الأسطورة فى ملحمة المصريين على أرض سيناء هى تجاوز المنطق بالحماس وكفاءة الإدارة بدعم القيادة السياسية.
.. ومن ملاحم المشروعات القومية العملاقة العديدة فى المناطق العمرانية الجديدة جامعة شرق بورسعيد الأهلية بمدينة سلام والتى صدر القرار الجمهورى بإنشائها عام 2020 ضمن قائمة من جامعات أهلية أخرى وتولت تنفيذ إنشاءاتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالتعاون مع وزارات التعليم العالى والبحث العلمى والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية لتغدو الجامعة الجديدة صرحاً علمياً رائعاً بالمعايير العلمية يضمن جودة البرامج التعليمية ولتستقبل الدفعة الثانية من طلابها العام الدراسى الجاري.
.. الشواهد تشير بوضوح إلى الجهد المبذول فى الدراسات والتخطيط والتنفيذ وتواصل معايير النجاح والتميز بحسن اختيار الكوادر العلمية من بين أبناء مصر النابهين ممن يملكون تاريخاً حافلاً بالانجازات لتولى مهام قيادة فريق العمل داخل الكيانات الوليدة ضماناً للانطلاق بقوة للمساهمة فى مخطط التنمية الإستراتيجى للدولة .. ولتبقى النتائج تتحدث عن نفسها على أرض واقع يجدر الاهتمام به إعلامياً دعماً للثقة فى الذات المصرية ومؤسسات الوطن وقيادته التى تعد وتوفي .. إن واحة شرق بورسعيد العلمية الممثلة فى جامعتها الأهلية رغم حداثتها تظهر تقدمها القوى لترتقى مراتب التميز فى تحقيق المهام المنوطة بها حسب قانون إنشائها.
وهى كجامعة أهلية منبثقة عن جامعة حكومية اكتسبت قوتها منذ بداية تأسيسها من المقومات المادية والبشرية التى تتيحها لها جامعة بورسعيد المؤسسة لها، وهو إطار يمثل تجربة دولية ناجحة لتأسيس الجامعات فى العالم لتقود التنمية فى مجتمعاتها.
.. إن رؤية مصر لتطوير منظومة التعليم العالى والبحث العلمي، أولت قطاع التعليم بالجامعات الأهلية عناية خاصة، بالارتكاز على البرامج البينية، التى تتيح تعليمًا متميزًا لتخصصات متداخلة مطلوبة لمواجهة تحديات الحاضر وتغيرات سوق العمل السريعة، وهو النمط المتبع حاليا فى الجامعات المرموقة عالميًا وهو ما جرى العمل به فى مصر وأسفر عن إنشاء نحو 20 جامعة فى أقل من 10 سنوات منها قلعة شرق بورسعيد التى تتأهب لتوسعات طموحة سوف تكون مرتكزاً محورياً تنموياً واعداً خاصة لأهالى سيناء وأبناء المدينة الباسلة التى احتفلت بعيدها القومى أمس… وكما قال الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، مثلما قرأنا فى تاريخ بداية القرن العشرين عن تغيرات جوهرية فى موازين القوى العالمية، فإننا نشهد هذه الآونة فترة انتقالية يتغير فيها العالم كله، وهى فترة شديدة الاضطراب وشديدة التحديات، ومن سينجح وسيصمد فيها هو من لديه الرؤية والعزيمة والإصرار على النجاح. وأبناؤنا اليوم هم خير إثبات لهذا الأمر، لذلك فان الارتقاء بقدراتهم العلمية ومهاراتهم التطبيقية للمنافسة بجدارة فى سوق العمل وتحقيق متطلبات التنمية قضية تستحق الاهتمام باعتبارها قضية وجود.