في احتفالية مميزة أُقيمت بمركز المؤتمرات بالمدينة الجامعة، تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، وبالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، تم الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء. هذا الحدث الهام سلط الضوء على أهمية العصا البيضاء في حياة المكفوفين وكيف تساهم في تمكينهم وتحقيق استقلالهم.
جاء تنظيم هذه الاحتفالية إيمانًا بأهمية دعم ونشر الوعي بحقوق المكفوفين ودمجهم في المجتمع. تسعى الجامعة والوزارة من خلال هذا الحدث إلى بث التوعية والتثقيف وإرشاد الأفراد بكيفية التعامل مع المكفوفين وتقديم المساعدة لهم، وذلك بهدف تذليل العقبات التي تحول دون اندماجهم في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين.حضر الاحتفالية، الدكتور أحمد رجب نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة جيهان المنياوي مسؤول ملف الاعاقة بالجامعة والمشرف علي مركز خدمات ودعم ذوي الإعاقة، وعدد من الطلاب متحدي الإعاقة وذويهم، وجمع من طلاب الجامعة.
شهدت الاحتفالية تكريمًا خاصًا للطلاب من ذوي الهمم، وتوزيع 23 عصا بيضاء عليهم، وذلك كدعم مادي ومعنوي لهم، وتشجيعًا لهم على مواصلة مسيرتهم التعليمية.
أكد الدكتور أحمد رجب في كلمته على الدور الريادي لمصر في مجال دعم وتمكين ذوي الإعاقة، مشيرًا إلى أن مصر كانت ولا تزال رائدة في هذا المجال. وأوضح أن مصر هي أول دولة تولي اهتمامًا خاصًا بذوي الإعاقة ولا تميز بينهم وبين غيرهم، بل توفر لهم كافة أوجه الدعم والرعاية. واستشهد الدكتور رجب بالعديد من الأدباء والشعراء والعازفين المكفوفين الذين أثروا الحضارة الإنسانية، مثل الدكتور طه حسين وعمار الشريعي وأبو العلاء المعري، مؤكدًا أن الإعاقة لا تمنع الإنسان من الإبداع والتميز.
أكد نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب أن تاريخ مصر العريق يشهد على دور بارز للمكفوفين. ففي أعماق معابدنا ومقابرنا، نجد تحف فنية رائعة تجسد هذا الدور، أبرزها لوحة العازف الكفيف الشهيرة. كما تشير الأدلة الأثرية إلى أن العديد من ملوك الفراعنة كانوا يعانون من إعاقات مختلفة، مثل توت عنخ آمون الذي عثر في مقبرته على 150 عصا، مما يشير إلى إعاقة في قدمه. هذه الحقائق التاريخية تؤكد لنا أن الإعاقة لم تكن عائقًا أمام تحقيق الإنجازات في الماضي، ولا يجب أن تكون كذلك في الحاضر.
أكدت الدكتورة جيهان المنياوي أن جامعة القاهرة تولي اهتمامًا كبيرًا بالطلاب من ذوي الهمم، وهو اهتمام متجذر في تاريخ الجامعة وتتوارثه الإدارات المتعاقبة. وقد شهد هذا الاهتمام تطوراً ملحوظاً عام 2018، بالتزامن مع التوجهات الوطنية لدعم هذه الفئة. وأشارت إلى أن أكثر من 15 كلية بالجامعة تستقبل حالياً طلاباً من ذوي الهمم، حيث يتم قبولهم بناءً على قدراتهم وميولهم الدراسية، وليس على أساس إعاقتهم.
أشارت الدكتورة جيهان المنياوي إلى أن مركز خدمات ودعم ذوي الإعاقة بالجامعة يقدم مجموعة واسعة من الخدمات التي تهدف إلى تحقيق الدمج الشامل للطلاب من ذوي الإعاقة. وتشمل هذه الخدمات توفير الأجهزة المساعدة مثل أجهزة اللاب توب والتابلت، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات والورش التدريبية. وهذا يؤكد حرص إدارة الجامعة على توفير بيئة تعليمية داعمة لجميع الطلاب.