> ظل التعليم الجامعى فى مصر منذ ظهوره يمثل القاعدة التى تنطلق منها الدولة من خلال خريجيها إلى آفاق رحبة تبنى صروح العلم والمعرفة من أجل إحراز مزيد من الرقى والتقدم أملاً فى وضع أقدامها فى الصف الأول حيث الأمم والشعوب التى يشار إليها بالبنان لذا كان اهتمام الدولة بهذه النوعية من التعليم «الجامعي» واضحاً منذ الحقبة الملكية.. ومن قبلها كذلك وجدت أقدم الجامعات على مستوى منطقة الشرق الأوسط وغيره وهى «جامعة الأزهر» التى مثلت الجامع والجامعة فى آن واحد.
> ومع مراحل التطوير والتحديث التى مرت بها مصر خاصة فى حقبة بناء الدولة الحديثة إبان عهد محمد على حيث بدايات أو البذور الأولى للتعليم الجامعى حيث شيدت مدارس للطب والمهندسخانة والمدفعية وغيرها وكانت تلك المدارس بمثابة «ضربة البداية» للتعليم الجامعي.. ثم توالى التطوير على مدار التاريخ وظهرت الجامعات بشكلها الحالى فكانت البداية بالقاهرة ثم عين شمس وتناثرت بعض الجامعات فى أقاليم مصر المختلفة.
ولكن ما هو جدير بالملاحظة هو الانطلاقة الكبيرة التى شهدها التعليم الجامعى خلال الفترة الأخيرة خاصة فى العقد الأخير «4102 – 4202» حيث وضحت الطفرة الكبيرة فى تنوُّع الجامعات داخل أم الدنيا فبالإضافة إلى الجامعات الحكومية تم تدشين نوعيات جديدة من الجامعات بفكر وخطط مختلفة تستشرف المستقبل وتعمل بعقلية بعيدة عن الروتين الحكومي.. وبالتالى كان إنشاء الجامعات الخاصة والأهلية علاوة على فروع الجامعات الدولية إضافة إلى البرامج الحديثة والشراكات التى تمت وتتم بين جامعاتنا والجامعات العالمية فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.. كل هذا وغيره رفع من تصنيف الجامعات المصرية سواء تلك التى تجريها بريطانيا أو الصين أو فرنسا أو غيرها.
وهذا أدى بدوره إلى رواج كبير فى جانب السياحة التعليمية حيث توافد إلى جامعاتنا أبناء الدول العربية وغير العربية للدراسة فى مصر حيث المزايا الكثيرة لنظم التعليم الجامعى علاوة على البرامج الحديثة والتجهيزات العالمية التى تضمها جامعاتنا علاوة على الكوادر البشرية المتميزة التى تزخر بها والتى حصلت على أعلى الدرجات العلمية من أرقى الجامعات سواء من اكسفورد ببريطانيا أو السربون بفرنسا أو جورج تاون بالولايات المتحدة وغيرها.. أيضاً البرامج التدريبية التى تعد للطلبة فى هذه الجامعات كى يتم تأهيل الطالب إلى سوق العمل بحيث يُدرب على ذات التخصيص وبالتالى وفور تخرجه يجد عديداً من الفرص سواء بالداخل أو الخارج حيث إن البرامج التى درسها كانت فى تخصص استشرف الحاجيات المستقبلية وبالتالى كانت فرص العمل المتاحة أكثر بكثير من عدد الخريجين.. وهكذا يكون الفكر المستقبلى فى أى دولة تريد أن تسمو وترتقي.. وهكذا يكون دور المسئولين عن التعليم خاصة التعليم الجامعى فى إعداد الخريج الذى يكون بمثابة الدعاية العالمية للتعليم الجامعى المصرى خاصة حين يكون متقناً تماماً لعلوم المستقبل فى التخصصات كافة.. ونأمل أن يكون ذلك قريباً وقريباً جداً وعندها سوف نردد فى صوت واحد «مصر بخير».